أرشيفية
مراسل ONA
حالة من الجدل لا تنتهي في مختلف وسائل الإعلام بين خبراء الطيران لكشف غموض سقوط الطائرة المصرية المنكوبة رحلة 804 من طراز “ايرباص 320″ أثناء رحلتها من مطار شار ديجول إلى مطار القاهرة الجوي ومصرع 66 راكبا منهم أفراد الطاقم بعد أن سقطت بهم في مياه البحر المتوسط ، زادت حالة الجدل سخونة بعد كشف خبراء الطيران والمحققين الفرنسيين وجود دخان تصاعد من دورة مياه الطائرة في الساعة 2:26 صباحا بتوقيت القاهرة ، قبل فقد الاتصال بالطائرة وسقوطها بثلاث دقائق، تساؤلات لماذا نشر الخبراء الفرنسيين ذلك بعد سقوط الطائرة بثلاثة أيام، ولم يخرج أي منهم بمثل هذه التصريحات منذ لحظة اختفاء الطائرة ثم إعلان سقوطها مصادر رفيعة داخل وزارة الطيران المدني لم تكذب ما نشر في وسائل الإعلام الفرنسية، بل قالت أن هناك معلومات أكثر يتم بحثها ، وسوف نقطع شوطا كبيرا بعد العثور علي الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة وتفريغ ما فيه من معلومات عن الرحلة.
في البداية أكدت المصادر الرفيعة أن ما نشر قد يكون صحيح بنسبة كبيرة بسبب وجود جهاز في كل طرازات الطائرات “الايرباص” يدعي “اير مان” ، وهو مختص بمراقبة الطائرة منذ لحظة إقلاعها وحتى هبوطها ، وله مركز كبير في شركة “ايرباص” , ويكون الاتصال عبر القمر الصناعي , وهذا الجهاز يرسل بيانات الطائرة كاملة للشركة المصنعة ، وكذلك لشركة الطيران المالكة للطائرة وهي مصر للطيران .
أضافت المصادر أن الجهاز يعمل علي رصد كافة شاشات الطائرة ، وكذلك مخازن الحقائب والمحركات ودورة المياه ومجموعة العجل، ومن خلال الملاحظ – الذي لم يتم تكذيبه – انه سجل تصاعد أدخنة من الطائرة في الساعة 2:26 صباحا بتوقيت القاهرة , أي قبل سقوط الطائرة بحوالي 3 دقائق ، إلا أن المصادر استبعدت تماما أن يكون ذلك سبب سقوط الطائرة، وقامت ببناء رأيها علي عدة فرضيات، أولها أن الطائرة مزودة بجهاز إطفاء آلي يتعامل مع الدخان الكثيف بصورة سريعة ، ثانيها انه قد يكون دخان نتيجة إشعال راكب لسيجارة داخل دورة المياه , خاصة أن هناك نوعيه من الركاب لا تتحمل الجلوس في الطائرة لفترات طويلة بلا تدخين، والطائرة كانت أقلعت لفترة حوالي ساعتين ونصف وهي فترة طويلة للمدخنين , ثالثها أنها ظلت 3 دقائق محلقة في السماء ثم سقطت .
وكشف المصادر أن هناك أنباء تدور بين سلطات التحقيقات المصرية والفرنسية أن بعد تسجيل جهاز “اير مان” لوجود دخان في دورة المياه بدقيقة واحد، تم تسجيل وجود حرارة عالية بجوار كرسي مساعد الطيار , وقالت المصادر ننتظر تأكيد أو نفي تلك النقطة علي وجه التحديد , خاصة وأنها قد تتفق مع تصريحات وزير دفاع اليونان أن الطائرة قامت بانحراف ٩٠ درجة ، ثم الدوران دورة كاملة بمعدل 360 درجة ثم سقطت , وهو ما يترتب علي الحرارة المرتفعة، أو انفجار في جسم معين أدي إلي ذلك الدوران , وقالت المصادر أن ذلك كله مجرد معلومات يتم تداولها ، ولم يتثني التأكد منها أو تكذيبها من قبل شركة مصر للطيران أو حتي لجنة التحقيقات ، التي بدأت عملها بجمع البيانات عن الطائرة وطاقهما ورحلتها.
وعن استبعاد العيب الفني لسقوط الطائرة قالت المصادر من الصعب للغاية أن يكون عيب فني , وذلك بناء علي معلومات تبدأ أن الطائرة كانت في رحلة بتونس ثم وصلت إلي القاهرة، وانتظرت بمهبط مطار القاهرة الدولي لمدة ساعتين ، تم فحصها من قبل مهندسي شركة مصر للطيران للصيانة، وهو مثبت وتم تسليمه للجنة التحقيقات، ثم تم إنهاء إجراءات سفر ركاب رحلة باريس علي نفس الطائرة , وأقلعت من القاهرة إلي مطار شارل ديجول وفور هبوطها، قام مهندس محطة مصر للطيران ومعه فنيين بفحص الطائرة، والتأكد من عدم تدوين قائد رحلة الذهاب لأي معلومات في ورقة TLK وهي ما تعني قائمة العيوب الفنية للطائرة أثناء الرحلة والتي يقوم بتدوينها كابتن الطائرة، وأضافت المصادر بعد تأكد المهندس من خلو القائمة من أي شكاوي , قام علي الفور بعمل الفحص النهائي للمحركات وقمره القيادة ومجموعات العجل وغيرها، وهو الأجراء الذي يدعي check list ومثبت بأوراق الطائرة في مطار شارل ديجول ، وتم تسليم نسخ منه للجنة التحقيق التي تقوم بجمع كل الأوراق الخاصة بالطائرة.
وأشارت المصادر إلي أن العثور علي الصندوق الأسود للطائرة وتفريغ بياناته سوف يكشف لغز السقوط ، والإجابة علي دخان دورة المياه ، والحرارة العالية بجوار كرسي مساعد الطيار ، وأشار إلي أن فرنسا في مأزق كبير، لذلك أرسلت مجموعة من الخبراء والمحققين إلي القاهرة التنسيق مع اللجنة المشكلة من وزارة الطيران ، خاصة أن فرنسا تملك المطار الذي أقلعت منه الطائرة، كذلك مصنع تصنيع الطائرة، وهو ما يشكل عبء كبير عليها إذا كان الحادث بسبب عمل إرهابي أو عيب فني في تصنيع الطائرة .