جدل حول أرتورو فيدال، وانتقادات لغوارديولا، ومشاكل بخصوص المهدي بنعطية..انقلب حال بايرن ميونيخ، منذ الإعلان عن رحيل غوارديولا نهاية الموسم. وباتت الأجواء مشحونة والصحافة هي رأس الأفعى بالنسبة لغوارديولا وماتياس زامر.
من وجهة نظر الإعلام المحلي وحتى الأوروبي فإن فريق بايرن ميونيخ دخل مرحلة الأزمة، وذلك منذ أن أعلن المدرب الإسباني بيب غوارديولا مغادرته النادي نهاية الموسم الحالي. وفي الآونة الأخيرة تهب رياح التوتر على الفريق، ما دفع أحد اللاعبين، ودون الكشف عن هويته، إلى الحديث إلى الصحافة عن أجواء "سيئة" تسود البايرن بسبب غوارديولا. هذا التصريح أثار حفيظة إدارة الفريق؛ فأطلقت عملية البحث عن "الجاني" دون أن تعرف، أو تكشف إلى غاية اللحظة عن اسمه.
موازاة لذلك، أخذ لاعب خط الوسط أرتورو فيدال جانبا من اهتمام الصحافة، التي صورته على أنه يتعاطى الكحول بكميات كبيرة، مستندة على حالات سكر متكررة ظهرت على اللاعب أثناء تواجده مع فريقه بالمعسكر التدريبي الشتوي بالدوحة. وفي المقابل، شاهد الجميع نسخة من راتب المدافع المغربي المهدي بنعطية، تناقلتها العديد من وكالات الأنباء بعد أن سربت بشكل مثير للجدل.
وفي ظل هذه الأجواء انطلق دور الإياب لمنافسات الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، ليفوز بايرن كالمعتاد في المباراتين اللتين أقيمتا إلى غاية اللحظة، أمام هامبورغ (1-2)، وأمام هوفنهايم (2-0))، لكن بأداء هزيل. كما أن المدافعين الأساسيين مارتينيز وبواتينغ تعرضا للإصابة، ما أجبر النادي على البحث عن "خطة طوارئ" تمثلت في التعاقد مع سيردار تاسكي على سبيل الإعارة من فريق سبارتاك موسكو، مع إمكانية شراءه بعد نهاية الموسم. لكن تاسكي نفسه أصيب في أولى الحصص التدريبية ليتحول إلى عبء بشكل أسرع، حسب ما تنبأ أقوى المشككين في مدى جدارة الدولي الألماني السابق في اللعب مع فريق من أحد أقوى الفرق الأوروبية حاليا.
الصحافة رأس الأفعى بالنسبة لغوارديولا
دفع الوضع الحالي بماتياس زامر مدير الكرة بالنادي إلى تقمص دول المهاجم الغاضب، وهو الدور، الذي كان يلعبه بامتياز رئيس النادي السابق أولي هونيس، الذي كان لا يخشى أحدا ويهاجم الجميع إذا ما تعلق الأمر بانتقاد البافاري. هونيس ما زال يقضي عقوبة السجن بسبب التهريب الضريبي، لكنه لن يبقى في السجن طويلا، فهو على مشارف العودة إلى النادي، بيته الأصلي. وإلى أن يحل يوم عودة هونيس إلى بايرن، يحاول ماتياس زامر إسكات الجميع وعلى رأسهم الصحافة، التي يراها باتت تنهش في سجل البايرن، حتى تغذي المنافسة في أوساط البوندسليغا، تزامنا مع الفترة المصيرية التي تمر منها المنافسات.
ويرفع زامر صوته عاليا مشددا على أن الأمور على ما يرام، وأن ما قيل عن أرتورو فيدال "غير حقيقي"، موضحا: "لدينا علاقة جيدة جدا مع فيدال، وتحدثنا معه حول الموضوع، وقال إن ذلك ليس حقيقيا ونحن نثق به".
الصحافة هي أيضا المتهم الأول بالنسبة لغوارديولا. فأثناء المؤتمر الصحفي بخصوص المباراة القادمة غدا السبت أمام بايرليفركوزن، لم يتحدث المدرب كثيرا اليوم الجمعة (الخامس من فبراير/ شباط 2016) عن الاستعدادات بقدر ما وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى الإعلام، بدرجة عكست مدى التذمر الذي يعيشه المدرب الإسباني في هذه الأيام.
وحول خططه القادمة مع مانشستر سيتي، رفض غوارديولا الإدلاء بأي تعقيب، مؤكدا أنه موضوع مؤجل إلى حين وصوله إلى إنجلترا. واكتفى بالقول إنه كالنساء يستطيع القيام بمهمتين في وقت واحد، في إشارة إلى تحقيق الأهداف المسطرة مع البافاري وفي نفس الوقت المساهمة في إعداد التشكيلة الجديدة لمانشستر سيتي، فريقه القادم.
واشتكى غوارديولا أيضا من غياب الثقة في شخصه من قبل الصحافة، وهذه المشكلة لا يعاني منها هو فحسب؛ وإنما جميع المدربين حول العالم.