الأحد, 24 أغسطس, 2025 , 4:20 ص
انهيار في صفوف جيش الاحتلال

اسرئيل تستدعي مقاتلين بالوكالة لسد العجز الشديد في جنودها .. تفاصيل مثيرة

 

كتب – علاء يوسف

منذ عقود، كان الكيان الصهيوني يقدّم نفسه باعتباره “الجيش الذي لا يُقهر”، والكيان المتماسك القادر على تجنيد كل شبابه للدفاع عن مشروعه الاستيطاني. غير أن الواقع اليوم يكشف صورة مغايرة تمامًا؛ إذ يعاني جيش الاحتلال من أزمة تجنيد خانقة دفعت قيادته للتفكير في جلب شبان من الجاليات اليهودية حول العالم للمشاركة في الحرب، وهو تطور غير مسبوق يكشف عن عمق الأزمة الداخلية واهتزاز أركان هذا الكيان.

جذور الأزمة

تعود أزمة التجنيد إلى امتناع مئات الآلاف من اليهود المتشددين (الحريديم) عن الخدمة العسكرية، وتمسّكهم بالدراسة الدينية على حساب المشاركة في القتال.

هذا الانقسام الداخلي ليس وليد اللحظة، بل هو تراكم لعقود من التوتر بين “الديني” و”العلماني”، وهو ما جعل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية اليوم عاجزة عن سد النقص الذي يتراوح بين 10 و12 ألف جندي.

إضافةً إلى ذلك، فإن الحروب المتواصلة في غزة ولبنان استنزفت قوى الجيش وأضعفت معنوياته، فبات الشباب الإسرائيلي ينظر إلى الخدمة العسكرية كعبء ثقيل وخطر داهم، بدلًا من كونها “شرفًا قوميًا”.

الاستعانة بالشتات.. إعلان فشل

أن يلجأ جيش الاحتلال إلى الاستعانة باليهود غير الإسرائيليين، فهذه رسالة واضحة بأن “الخزان البشري” الداخلي قد جفّ.

بل إنها إشارة إلى أن المشروع الصهيوني نفسه لم يعد قادرًا على إقناع أفراده بالقتال من أجله، بينما يسعى لاستيراد “مقاتلين بالوكالة” من مجتمعات أخرى.

هذه الخطوة تكشف عن ثلاثة أمور:

  1. أزمة هوية داخلية: فالمواطن الإسرائيلي نفسه لم يعد مؤمنًا بالمشروع كما كان.
  2. انهيار المعنويات: حيث يتزايد الهروب من الخدمة والانتحار بين الجنود.
  3. هشاشة الاستمرار: فالكيان الذي يستورد مقاتلين ليدافعوا عنه لا يملك مقومات البقاء طويلًا.

مؤشرات النهاية

المحللون العرب الذين تنبأوا بقرب نهاية الكيان يستندون إلى جملة من الحقائق المتراكمة، منها:

المقاومة الفلسطينية التي صارت أكثر قوة وتنظيمًا، قادرة على استنزاف الجيش لسنوات طويلة.

التفكك الداخلي بين مكونات المجتمع الإسرائيلي (حريديم، علمانيين، يمين متطرف، يسار ضعيف).

الأزمة الاقتصادية التي تتعمق مع استمرار الحروب وتراجع الاستثمارات.

تراجع الدعم الدولي بفعل جرائم الاحتلال التي صارت مفضوحة أمام الرأي العام العالمي.

كل هذه العناصر تجعل من أزمة التجنيد الحالية “جرس إنذار إضافيًا”، يضاف إلى سلسلة من المؤشرات التي تعكس أن هذا الكيان يسير نحو التفكك من الداخل، قبل أن يسقط بفعل ضربات الخارج.

الخلاصة

الكيان المحتل الذي بُني على القوة العسكرية، يفقد اليوم قدرته على تجنيد أبنائه، ويلجأ إلى طلب العون من يهود العالم. هذه ليست مجرد أزمة عابرة، بل هي علامة على أن المشروع الصهيوني يقترب من نهايته المحتومة، كما يؤكد الخبراء والمحللون العرب.

فالتاريخ يثبت أن الكيانات الاستعمارية التي تفقد إرادة جنودها وتتشقق من الداخل، تسقط مهما طالت سنوات بقائها.

اترك رد

%d