الثلاثاء, 11 فبراير, 2025 , 9:13 ص
ترامب حزل الشارع الأمريكي وانحرف بالسلطة

انهيار الجبهة الداخلية.. الأمريكيون يتساءلون «هذا ليس ترامب الذي انتخبناه »

الوطن المصري- وكالات

كيف تؤثر سياسة ترامب في مكانة أمريكا على الساحة الدولية؟ وهل تصبح خطة تهجير الفلسطينيين من غزة واقعاً؟ وماذا عن الرؤية السياسية للرئيس الأمريكي بالنسبة للأجانب؟

هذه أسئلة تطرقت إليها الصحف العالمية في مقالاتها ، إذ ناقش الكتّاب تأثير سياسات ترامب ليس فقط في سياق الحرب في غزة، بل أيضاً في تهديداته المتعلقة بغرينلاند، وحرب الرسوم الجمركية، وغيرها من القضايا التي تشغل الرأي العام الدولي.

البداية من صحيفة “ذا نيويورك تايمز” الأمريكية، التي كتب فيها بين رودس مقالاً بعنوان “هذا ليس دونالد ترامب الذي انتخبته أمريكا”.

يقول رودس، وهو نائب مستشار الأمن القومي في عهد أوباما، إن سياسة ترامب الخارجية تعكس تراجعاً في ثقة أمريكا بنفسها، ما يهدد بإضعاف مكانتها العالمية.

يتذكر الكاتب تأسيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو إس إيد)، حين كانت السياسة الخارجية تركز على الدفاع عن الحرية وتعزيز المؤسسات الدولية. لكن في الوقت الحالي، يرى الكاتب أن السياسة الأمريكية تختلف تماماً، حيث تهدد بغزو الدول الصغيرة، والانسحاب من المؤسسات الدولية، وتقترح بشكل غير رسمي تنفيذ التطهير العرقي في غزة.

هذا التحول في السياسة الخارجية يعكس تراجعاً في مفاهيم مثل الحرية وتقرير المصير والأمن الجماعي، التي تعد قيماً أساسيةً في أمريكا بعد خوضها حربين عالميتين، بحسب رودس.

ويضيف الكاتب أن ترامب ترشح لإعادة انتخابه مع وعد بتحويل مكانة أمريكا في العالم، ووعود بتغيير سياسات الأمن القومي والتجارة الدولية، وسعى لتعزيز سلطته عبر ملء المناصب الفيدرالية بشخصيات موالية له.

لكن الكاتب يرى أن سياسة ترامب الخارجية تفقد أمريكا الثقة والاحترام الدولي، ولا تعكس القوة. ويشير إلى أن ترامب في سعيه لتوسيع نفوذه، يبدو أقرب إلى القادة المستبدين الذين يسعون للتوسع الإقليمي لترسيخ سلطتهم.

ويعتقد الكاتب أن خطط ترامب قد تكون مناورة لفتح مفاوضات حول قضايا قد لا تكون أولوية للأمريكيين، مثل تقليل الرسوم على السفن العابرة لقناة بنما، أو الوصول إلى الموارد في غرينلاند. لكنه يشير أيضاً إلى احتمال آخر، وهو أن ترامب قد يعني فعلاً ما يقوله بشأن التوسع الإقليمي.

ويرى رودس أن أهداف ترامب لا تعكس القوة، بل تعكس تصرفات “صبيانية”. فتهديداته بغزو بنما وغرينلاند أو الحروب التجارية مع كندا والمكسيك تُظهر “عدوانية” تقوّض مكانة الولايات المتحدة دولياً.

ويلاحظ الكاتب أن اقتراح ترامب بامتلاك الولايات المتحدة لغزة وتحويلها إلى “ريفييرا” الشرق الأوسط كان مفاجئاً للغاية، مشيراً إلى أن “هذه المقترحات قد لا تتحقق، لكنها تعزز فكرة إجبار الفلسطينيين في غزة على التخلي عن أرضهم، مع تجاهل أمن الدول المجاورة مثل مصر والأردن”.

وفي سياق حديثه عن غزة، يقول الكاتب إنه لو كان ترامب يهتم بالفعل بمعاناة أهل غزة، لما سعى إلى تدمير وكالة التنمية الدولية المسؤولة عن دعم إعادة الإعمار، وتقديم المساعدة الإنسانية هناك.

ويختتم رودس مقاله بالقول إن أمريكا أصبحت قوة عظمى متراجعة تسعى لاستعادة مكانتها المفقودة، معتبراً أن تحالف ترامب مع ماسك يشير إلى مستقبل قد يفتقر إلى القواعد التي تحكم استخدام السلطة ويعرض البلاد لتحديات كبيرة عالمياً.

اترك رد

%d