كتب – خالد عبد الحميد
لا زالت عملية سقوط دولة سوريا العربية (سابقا) في أقل من 24 ساعة والاختفاء المريب لمئات الآلاف من قوات الجيش السوري فجأة حديث العالم واهتمام المراقبين والمحللين وأجهزة مخابرات العالم ومنها المخابرات الصينية التي أصدرت تقريرا خطيرا تكشف فيه كيف سقطت سوريا .. فتش عن الخيانة الداخلية والتآمر الدولي .
في تقرير صيني، أكدت المخابرات الصينية أن تسليم سوريا لأبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، جاء نتيجة خيانة من قبل كبار ضباط الجيش السوري التابعين للنظام.
تفاصيل الخيانة:
بحسب التقرير، في ليلة سقوط حلب، قام ضباط القيادة المركزية للجيش السوري بتصفية قائد المستشارين الإيرانيين، بور هاشمي (المعروف بـ “الحاج هاشم”)، داخل قاعة اجتماعات. وبعد ذلك، اتصلوا مباشرة بجهاز الموساد الإسرائيلي، مما أتاح لجبهة أحرار الشام التقدم واحتلال المدينة خلال 45 دقيقة دون مقاومة تُذكر.
هذه الخيانة لم تتوقف عند حلب، حيث تم تسليم مدن أخرى بنفس الأسلوب. كما أرسل الضباط السوريون معلومات لحزب الله تطلب منهم التوقف في موقع محدد، ثم نقلوا الإحداثيات لإسرائيل التي قصفت قافلة مكونة من 100 عربة تابعة للحزب. جاء ذلك بالتزامن مع قصف أمريكي استهدف الحشد الشعبي العراقي قرب الحدود السورية.
خداع بشار الأسد:
رغم التحذيرات الإيرانية، لم يدرك الرئيس السوري بشار الأسد حجم الخيانة إلا بعد فوات الأوان. فقد كان الضباط السوريون يقدمون تقارير مزيفة له، ليبقى معزولًا وغير مدرك لما يجري. ومع تفاقم الوضع، بدأت الشكوك تراود الأسد بعد أن تخلى عنه ضباطه، ووفق التقرير، كان المخطط تسليمه حيًا لجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام). عندها، لجأ الأسد للاتصال المباشر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
دور إقليمي ودولي في العملية:
تمت إدارة هذه العملية في تركيا بواسطة المخابرات البريطانية، بالتعاون مع الموساد، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، وبإشراف مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. في المقابل، سحبت إيران جميع خبرائها العسكريين من سوريا باتجاه العراق، في خطوة اعتبرها التقرير ردًا على التواطؤ الذي تعرضت له.
الرواية الصينية مقارنة بالرواية الروسية:
تشير الرواية الصينية إلى أن روسيا لم تسحب 4,000 خبير عسكري إيراني كما ادعت بعض التقارير، وهو ما لم تؤكده الأقمار الصناعية أو المراقبة الميدانية.
خلفية العملية:
جاءت هذه التطورات في ظل ما وصفته الصين بنداء استغاثة أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحلفائه، إثر انهيار داخلي في إسرائيل بسبب الخسائر الفادحة في حرب الـ400 يوم على جبهتي جنوب لبنان وغزة. كما ظهرت معلومات عن تمرد داخل الجيش الإسرائيلي، ما دفع الأطراف المتحالفة إلى تنفيذ خطة عاجلة تسلّم فيها الجولاني زمام الأمور في سوريا، دون قتال يُذكر، تحت غطاء “العصائب الحمراء”.
تشير الرواية الصينية إلى أن الأيام القادمة قد تكشف المزيد من التفاصيل حول هذه العملية المعقدة التي جمعت بين الخيانة الداخلية والتواطؤ الدولي.