بقلم – هشام حسن
مصر الدولة التي واجهت رياح الربيع العربي المسمومة بصلابة ووعي شعبها وحنكة قيادتها استطاعت أن تقف على قدميها وسط عالم عربي تحولت مدنه الكبرى إلى أنقاض ومبانيه إلى تراب، لكن مصر اختارت طريقاً مختلفاً طريق البناء والنهضة لتصبح نموذجاً للإرادة والتحدي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقصر الجمهوري بالعاصمة الإدارية الجديدة كانت شاهداً على ما حققته مصر خلال سنوات قليلة من إنجازات أذهلت الجميع
فالقصر الجمهوري لم يكن مجرد مبنى إداري أو رمز سياسي بل رسالة حضارية تجسد قدرة المصريين على تجاوز التحديات وتحقيق المستحيل وقد ظهر ذلك جلياً في انبهار أردوغان وفريقه المرافق بجمال القصر وضخامته والتفاصيل الدقيقة التي تعكس عمق الثقافة المصرية وإرثها الحضاري والأمر لم يقتصر على البنيان فقط بل امتد إلى الأيات القرآنية المكتوبة على جدران القصر والتي كانت بمثابة رسائل مباشرة للعالم رسائل تحمل معاني الفخر و القوة والصمود والتحدي آيات مثل
“يا قوم أليس لي ملك مصر وهذة الأنهار تجري من تحتي”
آيات اختيرت بعناية لتذكر الجميع بأن مصر ليست مجرد دولة بل حضارة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ إن الإنجازات التي تحققت في العاصمة الإدارية الجديدة ما هي إلا جزء من رؤية شاملة تنفذها القيادة المصرية لإعادة بناء الدولة على أسس حديثة تجعلها قادرة على مواكبة التطورات العالمية ومواجهة أي تحديات مستقبلية ومن هنا فإن زيارة أردوغان كانت لحظة فارقة لأنها ليست فقط تعبيراً عن انبهار رئيس دولة بإنجازات دولة أخرى بل اعترافاً ضمنياً بأن مصر استعادت مكانتها الإقليمية والدولية وما تلك الآيات المكتوبة على الجدران إلا تذكير دائم لكل من يزور القصر بأن مصر ليست مجرد دولة تتأثر بالأحداث بل هي صانعة الأحداث ومانحة الأمل.