بقلم – خالد عبد الحميد
حربا إعلامية صهيونية مسعورة تشنها إسرائيل ضد مصر ، فعلي مدار خمسة أيام شنت وسائل الإعلام العبرية الموالية للنظام الإسرائيلي حربا ضد الجيش المصري والزعم بأنه بات يهدد الكيان الصهيوني بقوة بعد عمليات التحديث المتتالية في أسلحته وتدريباته .
ونحن هنا وقبل الخوض في تفاصيل ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية نكون أمام أحد أمرين لا ثالث لهما يكشف الهدف من تلك الحملة المسعورة :
الأمر الأول : أن هناك رعب وهلع حقيقي لدي المجتمع الإسرائيلي من قوة الجيش المصري والخوف من توجيه ضربة شاملة بقوة غاشمة ضد تل أبيب ، وهنا ستواجه اسرائيل خطرا وجوديا حقيقيا عليها لعلمها بقوة الجيش المصري ، فخرجت التصريحات الإعلامية لتحذر من مستقبل قد يؤدي إلي فناء اسرائيل جراء مواجهة محتملة مع الجيش المصري .
الأمر الآخر هو أن حكومة نتنياهو أعطت الضوء الأخضر لأذرعها الإعلامية لإلقاء الضوء وبكثافة علي قوة الجيش المصري وعمليات التحديث المستمرة في الأسلحة والمعدات وهو- علي حد زعمهم – يمثل خطرا علي أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط ، وصولا إلي تحذير الغرب والدول الكبري من الاستمرار في مد القوات المسلحة المصرية بأحدث الأسلحة والمعدات وهو ما يهدد الدولة العبرية والتي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا ضمان أمنها ووجودها وحمايتها من أي أخطار حالية أو مستقبلية .
والتصور الثاني هو مكمن الخطورة وربما يفسر الحملة الإعلامية الشعواء التي تشنها وسائل الإعلام العبرية ضد مصر وجيشها لوقف مسيرة تحديثه وجاهزيته للدفاع عن أرضه ومقدرات شعبه ، في ظل السيناريوهات الموضوعة بمعرفة أجهزة استخبارات غربية لتنفيذ مخطط إسرائيل القديم بإعادة احتلال سيناء وهو ما لا يمكن أن يتم في ظل عمليات التحديث التي يشهدها الجيش المصري .
كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد واصلت لليوم الخامس على التوالي التحذير من قوة وتعاظم التسليح المصري في الوقت الذي تشهد فيه إسرائيل حروبا في عدد من الجبهات.
وتحت عنوان “ما وراء جنون التسلح المصري”، قالت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلي في تقرير لها أمس الخميس، إن مصر تحاول بناء أكبر قوة بحرية في الشرق الأوسط، متساءلة لماذا تستثمر مصر الكثير من الأموال في التعزيز العسكري؟.
وفي السياق نفسه بثت قناة “كان 11” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية والتي تعتبر أحد أذرع الحكومة الإسرائيلية الإعلامية، فيديو أعده محررها المتخصص في الشؤون المصري روي كياس، يحذر فيه أيضا من تعاظم قوة الجيش المصري خلال الفترة الأخيرة.
وقال كياس في تقريره المصور، إن الجيش المصري في سباق تسلح وتساءل هل سيوجه هذا السلاح إلينا؟
وأضاف تقرير هيئة البث العبرية أنه بعد وقف إطلاق النار في لبنان، ظهر الرأي العام المعادي لإسرائيل في العالم العربي خاصة في مصر بالتحديد في ظل الحرب في غزة، قائلا: “الجنون الفرعوني لدى المصريين قد يدفعهم لتوجيه أسلحتهم نحونا، واذا قمنا بتوصيل النقاط بعضها ببعض سنجد أن هناك أسبابا كبرى تدعو للقلق” .
وقال روي كايس رئيس قطاع العالم العربي في “كان 11” خلال تقريره الخاص عما يحدث في مصر، إن الدرس المستفاد من 7 أكتوبر 2023 الذي يجب أن يتردد في الأذهان هو الاستعداد لأي شيء، محذرا من قوة التسليح المصري.
وتساءل المحلل الإسرائيلي لماذا يشتري الجيش المصري غواصة بعد غواصة، وسفينة بعد سفينة، ولماذا يدخل جيش مصر في سباق تسليح، قائلا: “ليس من الضروري أن تكون من محبي الخيال العلمي لتتخيل يومًا يتم فيه توجيه هذا السلاح إلينا!”.
وكان تقرير نشره موقع ” Hidabroot” الإخباري الإسرائيلي الذي يصدر عن اليمين المتشدد في إسرائيل، قال الأربعاء إن هناك مفهوما إسرائيليا على جبهة أخرى، وهو أن الجيش المصري يزداد قوة.
وأكد تقرير الموقع العبري أن الجيش المصري يسلح نفسه وينمو بلا توقف.
وتساءل تقرير الموقع الإسرائيلي هل الجيش الإسرائيلي مستعد لسيناريو الحرب الشاملة ضد الجارة الجنوبية؟ (في إشارة إلى مصر).
يأتي ذلك التقرير بعد نشر قناة i24NEWS الإخبارية الإسرائيلية، على مدار يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، فيلما وثائقيا من جزئين تحت اسم “بركان الغضب” تحذر فيه من تعاظم قوة الجيش المصري وتسلحيه المتقدم.
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون المصرية، في فيلم i24NEWS ، إنه منذ توقيع اتفاقية السلام مع مصر عزز الجيش المصري قوته وعظمها وأصبح من أقوى وأكبر الجيوش في الشرق الأوسط.
وأضاف قائلا: “الجيش المصري يتجه بشكل رئيسي نحو الشرق، مصطفا أمامنا ونحن أمامه، في هذه الأثناء، يختار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بث رسائل حول إسرائيل على وجه التحديد أمام جيوش المدرعات المصرية في سيناء.
وفي السياق نفسه، حذر تقرير لموقع Nziv الإخباري الإسرائيلي من استعداد مصر لتحديث أسطولها القديم من الغواصات والحصول على غواصات أقوى من الغواصة الألمانية Type 209.
وقال الموقع العبري، إن مصر تدرس أيضا تصميم الغواصة “باراكودا” من “المجموعة البحرية الفرنسية” لتلبية متطلباتها المستقبلية من الغواصات.
وأضاف تقرير الموقع العبري أن قوات البحرية المصرية خضعت لعملية تحديث كبيرة وزيادة في طاقتها في السنوات الأخيرة، حيث قامت أحواض بناء السفن الفرنسية والألمانية والإيطالية بتلبية الطلبيات المصرية، والآن، تتطلع البحرية المصرية إلى شراء نوع جديد من الغواصات.
وكشف الموقع الإخباري الإسرائيلي أن البحرية المصرية تشغّل عدداً من الغواصات المتنوعة التي تمثل مضاعفات القوة تحت سطح البحر، منها الغواصات الألمانية من نوع “209/1400mod“، والغواصات الصينية من نوع “روميو”، كما تتفاوض مصر لشراء غواصات سكوربين 2000، التي تتضمن تقنيات متقدمة وقدرات هجومية ودفاعية واسعة النطاق، مثل الطوربيدات الثقيلة والصواريخ المضادة للسفن والدفاع الجو، كما تشمل خيارات مصر المستقبلية غواصات ألمانية إضافية من طراز 209، بالإضافة إلى مناقشات لشراء غواصات باراكودا الفرنسية الأكبر والأكثر تقدما.
وقال الموقع العبري إن هذه المجموعة من الغواصات تعكس استراتيجية مصر لتطوير أسطولها البحري ليشمل التكنولوجيا المتقدمة التي تدعم العمليات البحرية في أعالي البحار والمناطق الساحلية.
وفي السياق ذاته، كشفت تقارير إسرائيلية عن ما أسمته أسرار تجارب إطلاق الصواريخ المصرية ومنصات الإطلاق المتطورة في قلب الصحراء المصرية.
وقال تقرير عبري إن “جبل حمزة” يعد أحد أهم مواقع تجارب الصواريخ في مصر، ويقع في الصحراء الغربية بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، وأن لهذا الموقع تاريخ طويل يعود إلى الخمسينيات، عندما بدأت مصر في تطوير برامج الصواريخ المحلية بالتعاون مع خبراء أجانب.
وأضاف الإعلام الإسرائيلي أن الموقع العسكري المصري شديد الخطورة يضم منشآت متخصصة في اختبار المحركات الصاروخية، خاصة تلك التي تعمل بالوقود السائل، حيث تركزت الجهود على تطوير هذه التكنولوجيا لتلبية الاحتياجات الأمنية والاستراتيجية.
وبعد استعراض أهم من جاء بالصحف والقنوات ووسائل الإعلام العبرية لابد لنا كشعب أن نستيقظ وننتبه لما يحاك بمصر وجيشها والمخططات المستمرة ومنذ سنوات للنيل من هذا الجيش القوي ، فكلما فشل مخطط استدعوا مخططا آخر وستستمر مخططات استهداف جيش مصر الواحد تلو الآخر .. والضمانة الوحيدة هنا لإفشال كافة المخططات الحالية والمستقبلية هي تماسك الجبهة الداخلية للمصريين وعدم اعطاء الفرصة لمروجي الشائعات والفتن لنجاح مخطط ضرب وحدة المصريين عن طريق سلاح الأكاذيب والشائعات وهي إحدي وسائل حروب الجيل الرابع لتفكيك الدول من الداخل .
وكما أن هناك واجبا علي الجيش المصري أن يحمي شعبه .. فعلي الشعب أيضا أن يحمي جيشه .. والحماية هنا تكون بدعمه ومساندته والوقوف صفا واحدا خلفه .
مواجهة الشائعات أمر حتمي .. والتصدي لحلف الشيطان واجب وطني .. والاصطفاف خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة فرض عين علي كل مصري .
تحيا مصر .. والدعم كل الدعم لجيشنا البطل .
كاتب المقال
رئيس تحرير الوطن المصري
نائب رئيس تحرير أخبار اليوم