الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 , 12:40 م
السيد اللواء حسن رشاد يحلف اليمين الدسنورية أمام السيد رئيس الجمهورية

التقارب «المصري التركي الإيراني» يثير الذعر في اسرائيل .. والموساد تخشي « رشاد »  

كتب – د. جوزيف مجدي

أبدت إسرائيل قلقها من الصقر المصري الجديد اللواء حسن رشاد ، ويري الإعلام العبري في تغيير رئيس المخابرات العامة المصرية إستراتيجية مصرية جديدة ستجعل مصر أقرب إلي إيرانمع تزايد فجوة البعد مع إسرائيل .. وخاصة بعد لقاء الرئيس السيسي مع نظيره الإيراني علي هامش قمة بريكس .

  • ••

إسرائيل تخشي من تداعيات العمق الجيوسياسي والأيدولوجي لمصر والذي يتيح هامش واسع من المناورة الإستراتيجية ، ولذا يرصد الإعلام الإسرائيلي بتخوف هذه الحركة علي رقعة الشطرنج السياسية وأن هناك ملف هو (العلاقات المصرية الإيرانية ) يتم إعادة فتحه بقيادة الرئيس الجديد للمخابرات العامة المصرية … وهناك أوراق سيتم العمل عليها .. وهو الأمر الذي قام معه رئيس الموساد بزيارة للدوحة ولم يأتي الي القاهرة

وهذا يدل علي فجوة التنسيق الأمني الإستراتيجي السابق ، رغم أن خليل الحية أحد قادة تنظيم حماس طار للقاهرة ، لكن نتنياهو قرر عدم إرسال مدير مخابراته للقاهرة لقطع الطريق عن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار .

  • ••

مصر تجاوزت مؤقتا محور فلادلفيا بالصبر الإستراتيجي وأمام فشل نظرية الجنرالات علي الأرض ومشروع نقل الفلسطينيين لسيناء .

د. جوزيف مجدي

لكن للدولة المصرية رؤية واضحة منذ بداية الحرب وهي الوقف الفوري لإطلاق النار حيث توصي بوقف إطلاق النار لمدة يومين فقط مقابل تبادل بعض الآسري من الجانبين

مدة اليومين هي إشارة سياسية واضحة لرغبة مصر في تمرير فكرة وقف ( إطلاق النار )

وبأي شكل بسبب تضرر قناة السويس ، والسعي المصري وراء فكرة وقف إطلاق النار كان واضحا في الفصل بينه وبين الوضع في محور فلادلفيا .

مصر تريد وقف الحرب في ( باب المندب ) و(خليج عدن) لخفض تأثر (قناة السويس)

  • ••

وفي تقرير منشور من مؤسسة الأمن القومي الإسرائيلي كتب داوفير وينتر متسائلا عن تغيير قيادة المخابرات المصرية وتولي أحد أهم مساعدي المدير السابق لها

هل هو مجرد تغيير اداري طبيعي أم أن الأمر أكثر خطورة من ذلك  ؟

ومجرد ذكر إسم اللواء رشاد أربك حسابات إسرائيل وسبب لها الحيرة والقلق الاستراتيجي

هل هذا التحول هو مجرد حوار أم تقارب مصري إيراني ؟

يراه الجنرالات العسكريون عاديا ومنطقيا لكن الموساد يراه خطيرا … !!!

وهذا جعل المحللين العسكريين والاستخباراتيين الصهاينة يفتحون المندب ويرتبون ورق التاروت في الاعلام الصهيوني .. تحليل تحول خطير في السياسة المصرية حسب زعمهم تجاه المحور الصيني الروسي الإيراني

ويري الإعلام الصهيوني أن مصر تزيد من التأثيرعلي كل التنظيمات التي تحارب اسرائيل كحزب الله وحماس والحوثي لوقف ( إطلاق النار)

ولذا لم يساعد نتنياهو الرئيس السيسي في أي مسعي لوقف إطلاق النار ولو ليومين

  • ••

الإشكالية هي أن التحليل العسكري والاستخباراتي للإعلام الصهيوني سطحي جدا

ويعمل بردات الفعل فمصر دولة كبيرة لا تكيدُ ذاك بتلك لكن اسرائيل تحاول أن تتغافل عقدتها تجاه المصريين وطبيعة ومكانة مصر كدولة وكفكرة

كدولة تمثل محور مستقل يجذب الرغبة في التحالف من أي كيان آخر

وكفكرة لها من الثراء الروحاني والديني والتاريخي ما يجذب إليها كل الشعوب والدول القديمة

وإيران تحترم مصر وتعلم أن مصر هي أقدم دولة صوفية في التاريخ وأن لا أحد أحب ( آل البيت) وتبارك بزيارتهم مثل المصريين .

فالتيار الكبير الذي يحب ( آل البيت) بين الشعب المصري يقلق التحليل الاستخباراتي الإسرائيلي لأنه يمثل الحاضنة الشعبية لأي تقارب (مصري إيراني)

حتي الرئيس السيسي نفسه لم يخفِ ميله الشخصي للنزعة الصوفية أو التدين السلوكي أو الروحي ضد التدين المظهري ذو النزعة السياسية كتدين الإخوان الإرهابيين والسلفيين

كل هذا يؤكد أن القراءة الإسرائيلية لهذا التحول خائفة جدا حتي ولو رأي بعض المحللين الاسرائيليين أن الأمر منطقي في فتح مصر الحوار مع إيران بسبب عدم مساعدة نتنياهو لمصر في أي مبادرة لوقف إطلاق النار حتي ولو لمدة يومين فقط

إذن

التفسير العسكري والمخابراتي الإسرائيلي غير قلق من العراق أو سوريا أو لبنان لكنه قلق فقط من أي خطوة تخطوها مصر يكون ورائها كل العرب لأن الأمة العربية جريحة وكل العرب يريدون الانتقام لمسح الجراح

والتقارب المصري الإيراني التركي بدعم الجزائر والخليج والمحور الصيني الروسي يحسم المعادلة لصالح العرب ولو مؤقتا .

كان ما بين مصر وإيران هو الحرج من المملكة السعودية والخليج ..لكن بعد تقارب ولي العهد السعودي مع إيران برعاية صينية أصبحت أبواب التقارب مفتوحة .

ومع كافة التحاليل والتقارير الاستخباراتية والصحفية حول موقف مصر ،  تبقي حقيقة واحدة وهي أن الدولة المصرية لا يمكن بحال من الأحوال أن تتأثر بتحليلات خبراء – قد تكون موجهة – وأنها دولة قديمة ذات حضارة تزداد قوة يوما بعد يوم بفضل أجهزتها الاستخباراتية والأمنية ، وقيادتها السياسية الرشيدة .

 

 

اترك رد

%d