بقلم : د جوزيف مجدي
لم يتصور المحتل الإسرائيلي أن دخوله بريا إلي لبنان لن يكون نزهة أو عملية سهلة فقد تكبد في اليوم الأول من دخوله أكثر من 55 قتيلا ومصابا حيث تم إطلاق ١٠٠ صاروخا منذ الصباح وإصابة أكثر من ثلاثين جنديا إسرائيليا بالإضافة إلي إصابة ٢٥ جندي في (كمين العديسة)
كان القصف بصواريخ ( بركان ) المتخصصة في حرق التجمعات علي الحدود اللبنانية الإسرائيلية
إسرائيل الآن تواجه حرب الأكمنة مع حرب القصف بالصواريخ الثقيلة (قصيرة المدي) خلف خطوط النيران .. تلك الصواريخ التي حاول سلاح الجو الإسرائيلي التخلص منها قبل الهجوم البري لكنها لازالت فعالة كما أن صواريخ (بركان) تعيق الهجوم البري علي جنوب لبنان بجانب المواجهات المباشرة
- ••
في فجر يوم الأربعاء تسللت فرق المشاة الإسرائيلية الخاصة لكنها واجهت كمينا بقرية ( العديسة) وأدت المواجهات المباشرة مع اللبنانيين لوقوع خسائر بجيش الاحتلال مما إضطره للتراجع … !!!
الكمائن اللبنانية تواجه الفرقة ٣٦ (جولاني) فرقة قوات المشاة النخبة والفرقة ( ٩٨ ) فرقة ( القوات الخاصة) ووصل للمشافي الإسرائيلية حتي الآن ٦٥ جندي ما بين قتيل وجريح
ورغم التغطية النارية الإسرائيلية فإن القصف اللبناني الأفقي علي طول الحدود يعيق الاختراق حتي الآن وخاصة إختراق القوات الخاصة عبر العديسة أي أن إسرائيل تحاول الغزو البري بأقوي فرقتيين بجيش الاحتلال
وتكتيك ضربات حزب الله بالصواريخ الثقيلة لم يستهدف فقط الخط الأول لهجوم القوات الخاصة الإسرائيلية لكن الضربات استهدفت أيضا الخط الثاني من الهجوم البري داخل إسرائيل بقصف سكنة (افيفيم) … وقصف المدفعية الإسرائيلية في سكنة ( كريات شمونة ) بالمدفعية اللبنانية
وفي السابعة وعشر من صباح اليوم وصلت رشقات صاروخية لتجمع سكنة (شميرة) الإسرائيلية وقصف لتجمع من القوات الخاصة بصاروخي بركان في سكنة (شتولة )وأدي لاصابات مباشرة داخل لواء جولاني أي أن الضربات اللبنانية تستهدف قواعد القوات الخاصة الإسرائيلية
- ••
الحرب في لبنان تبدو أشرس من غزة تدميريا فلبنان يحارب بالصواريخ الثقيلة المدمرة ( بركان )و(فيلق )
والمدفعية اللبنانية تعيق حتي إخلاء الجرحى الذي كان يتم مباشرة في غزة ولذلك فالجريح يبقي حتي يموت في حالات كثيرة وسط التدمير الهائل
والنيران اللبنانية تستهدف كل تمركزات وتحركات القوات الخاصة حتي الخط الثاني من الهجوم فهل تنجح في أن تستمر في منعها من التقدم
- ••
ما بين الخوف من الخداع الاستراتيجي والحقائق علي الأرض سنحاول إستيعاب ما يحدث
ويجب أن نضع أمامنا حقيقة أن إيران لا تنازع الغرب بقدر ما تريد تاريخيا زعامة الأمة
- ••
الخميني حينما نجحت ثورته طلب إدارة مكة من المملكة السعودية لأنه ألبس ثورته الفارسية ثوبا دينيا بحتا وطرح نفسه كزعامة دينية وسياسية تحت لقب ( المرشد الأعلي ) وردت المملكة علي طلب حكم الملالي في طهران في منتصف الثمانينات بإضافة لقب (خادم الحرميين الشريفيين ) للملك السعودي
إيران تري تاريخيا أن لها حق تاريخي في قيادة الأمة لم تأخذه بعد وهي لا تحترم أحدا ولا تري أحدا يصلح لقيادة الأمة غيرها سوي مصر
والخليج حاول دخول العصر الحديث وإستطاع إقناع العالم به لكن حكم الملالي لم يستطع
إيران لديها مشروع توسعي يمكن أن تتخلي عنه في تفاوض سري بقطع أذرعها في المنطقة
وتجميد حتي مشروعها النووي مقابل الخروج بالدولة الإيرانية من صراع عسكري مباشر مع واشنطن … وإنقاذ إقتصادها … !!!
إيران تاريخيا أضرت بالقضية الفلسطينية بحجم ضرر جماعة الإخوان والجماعات الجهادية حينما ألبست القضية الفلسطينية شعارا دينيا وأفرغتها من مضمونها الوطني والقومي
ولذا لا حل سوي عودة المبادرة للجيوش الوطنية وسيادة فكرة الدولة حتي لو غدا الإستبداد أو خنق ( المجال العام )ضريبة هذا التوجه .. لكن إختيار الكوادر السليمة هو من سيدعم فكرة بقاء الدولة وليس أهل الثقة والمنتفعين.