الخميس, 31 أكتوبر, 2024 , 8:54 ص

المسئولية والمشتاقين ومصير المغتربين .. قبل ساعات من مؤتمر المصريين في الخارج

كيانات تولد .. وكيانات تلفظ أنفاسها .. والمحصلة صفرية .. فهل يكون القادم أفضل .. عن المصريين في الخارج نتحدث ؟

بقلم – خالد عبد الحميد

رحلت وزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج ، وانضم الملف لوزارة الخارجية ليكون جزء من كل .. ما هي استيراتيجية وزارة الخارجية للتعامل مع أكثر من 12 مليون مواطن مصري في الخارج ما بين مهاجر وعامل ودارس .. هل أعدت الخارجية دراسة تشمل أولويات التعامل مع ملف المصريين في الخارج أم أن الأمور ستسير كما كانت تسير من قبل أثناء وجود وزارة الهجرة والتي لو لم تفشل في مهمتها لما تم الاستغناء عنها ودمجها في وزارة أخري كقطاع من ضمن القطاعات .

لقد لاحظنا منذ اندماج الهجرة في وزارة الخارجية حالة «هياج» تحدث لدي بعض المصريين في الخارج الذين كانوا متصدرين للمشهد في المرحلة السابقة ولم تكن لهم بصمة تذكر اللهم إلا آفة التقاط الصور مع المسئولين وتزيين صفحاتهم الشخصية بها ، ولكنهم لم يفعلوا شيئا للمصريين في الخارج .. «المغتربين» الذين تاجر بهم الجميع داخل وخارج مصر ، ولم يسلموا حتي من أنفسهم فقد تاجر بعضهم ببعض من أجل مصالح شخصية .

لدينا في الخارج أكثر من ألف كيان وجمعية واتحاد كلهم يتحدثون بإسم المصريين في الخارج ويسعون للمشاركة في كل فعالية خاصة أو عامة .. سياسية أو اجتماعية .. فنية أو رياضية من أجل الظهور وفقط .. وحتي يعلم المسئول بوجوده وإدارجه في أي فعالية يتم الدعوة إليها.

وفي المقابل لاحظنا ومن خلال متابعتنا الدقيقة لملف المصريين في الخارج وانخراطنا بينهم في أدق شئون قضاياهم لسنوات طويلة .. لاحظنا أن من يعمل لخدمة المصريين بالخارج لا يسعي لشهرة أو شو إعلامي ، بل يخدم أبناء وطنه بلا مقابل .. بلا إعلام .. وشتان بين هذا الفريق والفريق السابق .

شتان بين من يظهر بدون عمل .. ومن يعمل بدون ظهور .. والفريق الثاني هو ما يحتاجه المصريين في الخارج ويسعي إليه الإعلام لرصد ما يقوم به من أعمال لخدمة المصريين في الداخل والخارج وخدمة الوطن ، علي عكس من يزحفون للصحافة والإعلام في مكاتبهم وبرامجهم للظهور والتحدث في قضايا بعيدة كل البعض عن أجندتهم واهتماماتهم .

للأسف فريق الظهور بلا عمل هو من تصدر المشهد خلال السنوات الماضية ، ويسعي بكل قوة للبقاء في دائرة الضوء بأي وسيلة حتي ولو بإنشاء كيانات جديدة وعمل الشو الإعلامي لها لإيهام المسئولين بجدوي وأهمية هذا الكيان  .

قلناها منذ أكثر من 15 عام هي عمر عملنا بملف المصريين في الخارج أن أول وأهم المطالب هي قضية لم الشمل ونبذ الفرقة بين أبناء الوطن في الخارج وهي نقطة إنطلاق نحو تحقيق كافة المطالب والأمنيات .. وللأسف فشلت وزارتي الهجرة الأولي والثانية في لم الشمل وحدثت عمليات انتقائية أغضبت عدد كبير من المصريين في الخارج الذين يعلمون حقيقة وامكانيات بعضهم البعض ومن لديه القدرة علي الإنخراط في العمل العام ومن يعتبرها سبوبة .

وقضية لم شمل المصريين في الخارج لمن يستهين بها نقول له : أنها قضية أمن قومي في المقام الأول ، باعتبار أن المصريين في الخارج هم خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية وبدون الاصطفاف والتوحد فقد فقدت مصر أحد أسلحتها القوية وفقدت معها القوة الناعمة القادرة المواجهة الخارجية ، لا سيما إذا ما علمنا أن لدينا رموز بالخارج تمتلك من العلاقات مع مؤسسات دولية وشخصيات عالمية في حجم رؤساء دول ووزراء خارجية ورؤساء برلمانات لايمتلكها مسئولين مصريين سابقين وحاليين .. تلك الرموز تجاهلتها مصر

ولفظتهم بدلا من أن تحتضنهم للاستفادة من علاقاتهم لدعم الدولة المصرية بدلا من الإهتمام بشخصيات أخري لا تمتلك أي مقومات يمكن أن تفيد الوطن في الخارج .

رسالتنا للمسئولين : لدينا ثروة حقيقية في الخارج .. ابحثوا عنها وادعوها واجلسوا معها لأننا من نحتاج إليهم وليس هم ، رغم أنهم .. ونحن علي يقين من ذلك يسعون ومنذ سنوات للتواصل مع المسئولين وطرح ما لديهم من مشروعات وأفكار قابلة للتطبيق ولكن المسئولين انشغلوا عنهم بأمور أخري .

نحن في مفترق طرق وحسنا فعل سيادة السفير نبيل حبشي نائب وزير الخارجية والمسئول عن ملف المصريين في الخارج بإعلانه أن بابه مفتوح للجميع دون إقصاء لأحد ، وعلي من لديه فكرة أو مشروع يمكن أن يساهم به لدعم وطنه والمشاركة في التنمية أن يتقدم به دون وسيط ، وهو أمر كنا نفتقده في الحقبة الماضية .

وأخيرا نتمني أن يكون المؤتمر العام للمصريين في الخارج في نسخته الخامسة مختلف عن النسخ السابقة ويقدم حلول فعلية لمشاكل وقضايا المصريين في الخارج وليس من أجل الإفطار والغداء والتقاط الصور التذكارية ، ثم نستقل طائراتنا والعودة إلي دول الإقامة كما كان يحدث من قبل .

تحيا مصر .. ولا حياة بدون مصر

 

 

 

 

اترك رد

%d