الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 11:15 ص
جرمين عامر

جرمين عامر تكتب: الإعلام الرقمي .. صناعة للتنوير.. أم لـ «الهيمنة الجماهيرية»

دائما وستظل الآلة الإعلامية .. ميزان للقوي وصاحبة سلطة وتأثير .. تحدد مصير الشعوب وتشكل سيكلوجية الجماهير

تستطيع قلب الموازين بوقائع وحقائق تظهر أو تختفي وفقا لمن يملك زمام هذه القوة المؤثرة .. الجماهير أم أصحاب السيطرة والنفوذ من رجال الحكم ، أو رجال مال وأعمال ، أوقادة رأي عام ، أومشاهير وخلافه لتحسم الكفة الراجحة لصالح إما المهنية الإعلامية أو النفوذ والسلطة .

الاعلام ليست مهنة سهلة أو وظيفة روتينية يؤديها الإعلامي يضمن من خلالها حق الحياة والعيش ولكنها مهنة مليئة بالشغف والفكر والثقافة والإبداع .. مهنة تحدها المخاطر والتحديات ، يولع بها كل مغامر ومبدع .

الإعلام مهنة شرف يحكمها ميثاق وأخلاقيات مهنية وتحسمها 4 كلمات هي ( المصداقية والدقة والموضوعية والحيادية ).

صناع المحتوي ملوك عصر الديجيتال

ومع الثورة التكنولوجية المعلوماتية وسطوتها علي الواقع تأثر شكل ومضمون الرسائل الاعلامية .. باتت الطلقة السحرية محور آليات العمل ليحظي بنصيب الأسد من كعكة المشاهدة الأعلي وتفاعل الجماهير وعدد المتابعين فأصبح صناع المحتوي ملوك عصر الديجيتال بث معلومات لحظي لا حدود له وايضا لا قيود عليه .. منافسة شرسة .. قدرة فائقة علي تخزين البيانات واستعادتها في أي وقت ومن أي مكان .. إعادة بث صور وبيانات مرة أخري ونقلها في لحظات لشتي بقاع الأرض .

وأخيرا تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي فرضت واقعا جديدا علي الصناعة الأعلامية لتحتل الصورة المرتبة الأولي في صناعة المحتوي .

واقع استلزم التأهل بمهارات خاصة من تصميم وتحرير للنشرات والمطبوعات الإلكترونية .. واقع أعطي الأولوية لمن يجيد إدارة محركات البحث الالكترونية .. من يستطيع قراءة وتحليل البيانات والنصوص المكتوبة .. من يمتلك التخطيط الجيد وتقنيات إدارة الأزمات .

واقع استحدث وظائف مثل صناع المحتوي – فنيين الطباعة ثلاثية الأبعاد – محترفي الأفلام الإلكترونية .

وكتب شهادة وفاة لوظائف اخري مثل محرري الديسك وجامعي الصور والأرشيف وأخيرا المذيع التقليدي ومعدي البرامج النمطيين .. ليفسح المجال لغزو الروبوتات اعلاميا وتترك للجمهور حرية الاختيار والتفضيل

فالمادة الإعلامية عامرة بالمحتوي والشكل ونوعية الأخبار ونوعية الحوارات ،،،،،،، الخ .

وقد بدأ تجربة الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في قناة CNN عربية ومع هوس الديجيتال ميديا وهيمنة الإعلام الرقمي كسرت قواعد اللعبة الإعلامية وأصبحت السوشيال ميديا منافس قوي وعنيد لهيمنة الإعلام التقليدي في صورته المعتادة والمؤثرة من وسائل إعلام مقروءة ومسموعة ومرئية علي الجماهير .

فرضت الديجيتال ميديا واقع في الصناعة الإعلامية بمستقبل تحليلي دقيق لأنماط استهلاك الجماهير من معلومات وانتاج ونشر ، كذلك وضعت معايير للتفاعل الجماهيري علي المحتوي فتحولت الرسائل الإعلامية من إعلام جماعي موجه mass message  علي وسائل الإعلام التقليدية من تليفزيون وراديو وصحافة ومؤتمرات إلي رسائل شخصية personalized message  .

صحافة المواطن .. وتورتة الإعلام الرقمي

ظهرت صحافة المواطن عبر تقنيات المنصات وشبكات الإعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي خلق تحديات كبيرة أهمها التطبيقات الأخلاقية للمهنة والتي تحمل في طياتها مبادئ الشفافية والصدق والحفاظ والالتزام بأخلاقيات النشر والتدوين الإلكتروني والأدلة الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية للهواتف المحمولة فضلا عن تحديات أخري منها الاختراق الالكتروني للمواقع والمدونات .

ولأن السوشيال ميديا استطاعت جذب 80% من حجم التفاعل الجماهيري بات الإعلام الرقمي تورتة من يمتلكها يستطيع فرض سيطرته علي الشعوب فتصارع أصحاب السيادة والنفوذ علي التحكم في الصناعة الإعلامية وبث الافكار والمعتقدات بحجة حرية الرأي وحماية صوت الأقليات لتبث قيم وأخلاقيات ومعتقدات جديدة من شأنها تغيير الأيدلوجيات المجتمعية منها : جماعات الرينبو والشذوذ والتي تستهدف الأطفال والمراهقين لترضي سمات الفضول الاستكشافي لديهم وإحداث ثورة علي الأفكار والمعتقدات القديمة وباتت منصات متخصصة في بث أفلام ومسلسلات بغرض الترغيب في مثل هذه الممارسات

يا سادة .. صناعة الإعلام هي شعاع التنوير.. صناعة هدفها بناء الانسان وتغيير المجتمعات للأفضل والعمل علي نشر الوعي وتشجيع الأخلاق والقيم وإحياء الضمير.. صناعة الاعلام مهنة شرف وأخلاق تكفل للإنسانية حرية التعبير .

اترك رد

%d