سيطرة بايرن ميونيخ على مجريات الموسم الـ 53 من الدوري الألماني لم تضعف متعة الدوري. فهناك أندية أخرى رابحة أيضا، كما أن هناك لاعبين رابحين وآخرين خاسرين، وفيما تألق جيل جديد من المدربين هذا الموسم أفل نجم جيل آخر.
لا شك أن بايرن ميونيخ هو أكبر الأندية الرابحة في بطولة الدوري الألماني لموسم 2015/2016. فقد فاز الفريق باللقب السادس والعشرين في تاريخه والرابع على التوالي، في إنجاز لم يحققه أحد من قبل. وحقق بايرن 88 نقطة متفوقا بعشر نقاط على أقرب منافسيه، بوروسيا دورتموند.
أما ثاني الرابحين فهو الوصيف بوروسيا دورتموند، الذي رغم حصوله على المركز الثاني سجل هذا الموسم أكبر عدد له من النقاط في تاريخه ببطولة الدوري، حيث حصل على 78 نقطة، وهذا العدد لم يحصل عليه حتى حين فاز بالبطولة في مواسم سابقة. ويشار إلى أن الفريقان سيلتقيان السبت القادم في الملعب الأولمبي ببرلين في المباراة النهائية لكأس ألمانيا.
دارمشتات وإنغولشتات مفاجأة الدوري
ويمكن اعتبار إنغولشتات ودارمشتات من بين الفرق الرابحة هذا الموسم أيضا، فالوافدان الجديدان كانا يتمنيان البقاء في دوري الأضواء، لكنهما حققا أكثر من ذلك، حيث استطاع إنغولشتات أن يحتل المركز الحادي عشر واحتل دارمشتات المركز الرابع عشر متفوقين على فرق عريقة وتاركين مراكز الهبوط لفرق عريقة في البطولة. أما فريق هيرتا برلين فقد حير المتابعين، الذين حاروا في تصنيفه بوضعه في خانة الفائزين أم الخاسرين؟ فقد أدى موسما جيدا وكان يحتل المركز الثالث، لكن مع ختام البطولة تراجع إلى المركز السابع.
أما أكبر الخاسرين فهو بلا شك نادي شتوتغارت العريق، الذي هبط إلى دوري الدرجة الثانية للمرة الأولى منذ 41 عاما. وبجانب شتوتغارت هناك أيضا هانوفر الذي ثبت توديعه للبوندسليغا إلى دوري الدرجة الثانية منذ عدة أسابيع. وإلى جوار شتوتغارت وهانوفر، يعتبر فريق فرانكفورت أيضاً خاسرا، إذ يتحتم عليه الآن أن يلعب مباراة فاصلة (ذهاب وعودة) أمام نورنبرغ (ثالث دوري الدرجة الثانية) لضمان بقائه ضمن أندية الدرجة الأولى في الدوري. ويضاف إلى هؤلاء فريق فولفسبورغ، الذي كان ثاني الدوري وبطل الكأس الموسم الماضي، أما هذا الموسم فقد تراجع إلى المركز الثامن ليفوت فرصة المشاركة في بطولة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، كما أنه خرج خالي الوفاض من بطولة الكأس.
الفائزون والخاسرون من اللاعبين
على العموم يعد الجيل الحالي من لاعبي بايرن ميونيخ حول فيليب لام وتوماس مولر ومانويل نوير هم أكبر الفائزين هذا الموسم بعد نجاحهم في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي وهذا أمر لم يحدث حتى في فترة جيل الأساطير: بيكنباور وغيرد مولر وسيب ماير.
أما اللاعب الرابح بالدرجة الأولى فهو روبرت ليفاندوفسكي ماكينة الأهداف البولندية. فقد سجل مهاجم بايرن هذا الموسم 30 هدفا وأمسى سادس لاعب في تاريخ البوندسليغا يسجل ثلاثين هدفا أو أكثر في موسم واحد، فقد كانت آخر مرة يصل فيها لاعب إلى ثلاثين هدفا في موسم 1976/1977، عندما سجل لاعب كولونيا ديتر مولر 34 هدفا. ويأتي بعد ليفاندوفسكي النجم الغابوني بيير إمريك أوباميانغ مهاجم بوروسيا دورتموند، الذي تألق هذا الموسم وسجل 25 هدفا ليحتل المركز الثاني في قائمة الهدافين.
تألق الوافدين الجدد..
كما أن حارس المرمى الألماني مانويل نوير كان من أكبر الفائزين هذا الموسم مع خط دفاعه الذي حقق رقما قياسيا هذا الموسم بدخول مرماه 17 هدفا فقط مقابل 18 هدفا في الموسم الماضي. وبجانب ليفاندوفسكي وأوباميانغ ونوير برزت أيضا أسماء أخرى مثل الألماني توماس مولر نجم بايرن وثالث هدافي البطولة برصيد 20 هدفا، والأرميني هينريك مخيتاريان لاعب دورتموند، والتركي هاكان شالهان أوغلو لاعب بايرليفركوزن. وهناك أسماء كثيرة أبدعت في أول ظهور لها في البطولة مثل البرازيلي دوغلاس كوستا، والفرنسي كينغسلي كومان بالإضافة إلى المكسيكي شيشاريتو مهاجم فريق باير ليفركوزن. وفي ظل الحديث عن الرابحين من اللاعبين لابد من ذكر البيروفي المخضرم كلاوديو بيزارو (36 عاما)، الذي عاد إلى حضن ناديه الأم في ألمانيا فيردر بريمن ونجح معه في تحقيق الهدف المنشود بالبقاء ضمن أندية الدرجة الأولى.
غوتسه أبرز الخاسرين..
أما قائمة اللاعبين الخاسرين فهي طويلة أيضا. وأبرز هؤلاء النجم الشاب ماريو غوتسه لاعب بايرن ميونيخ الذي على يوشك على الانتقال من الفريق. فقد جلس غوتسه معظم الوقت على دكة البدلاء. وهناك أيضا ماكس كروزه نجم فولفسبورغ، الذي أساء إلى نفسه بسلوكه الخطأ خارج الملعب، باعترافه هو شخصيا. وتم طرده من المنتخب الألماني، وآخر الأخبار تقول إنه سينتقل من فولفسبورغ إلى فرانكفورت، المهدد بالهبوط.
ومن أكبر الخاسرين أيضا كيفين كوراني لاعب هوفنهايم، الذي أدى موسما مخيبا للآمال بعد عودته من الاحتراف في روسيا، والتي مكث بها خمس سنوات. فقد شارك كوراني هذا الموسم في 13 مباراة لم يسجل فيها أي هدف، ما جعل النادي يتخلى عنه. ويصمم كوراني على مواصلة اللعب لأنه يريد ألا يكون ختام مسيرته بهذا الشكل.
جيل جديد من المدربين
كسبت بطولة الدوري الألماني الثالثة والخمسون جيلا جديدا من المدربين الشبان على رأسهم يوليان ناغلسمان (28 عاما)، أصغر مدرب في تاريخ البطولة على الإطلاق. واستطاع المدرب الشاب أن ينجز المهمة التي تولاها بعد اعتزال الهولندي هوب ستيفن لأسباب صحية وتمكن من إبقاء هوفنهايم في دوري الدرجة الأولى الألماني. أما ديرك شوستر مدرب دارمشتات فمرشح للفوز بلقب مدرب الموسم في الدوري الألماني بعد تمكنه من البقاء مع فريقه في البطولة الألمانية.
الأيقونة بيب غوارديولا، هو بلا شك أنجح المدربين في البطولة عموما، لكن سيترك ميونيخ وهو ربما حزين على ضياع حلم الفوز مع بايرن بدوري أبطال أوروبا. ورغم كل شيء يبقى غوارديولا علامة فارقة في تاريخ بايرن والدوري الألماني عموما. واستطاع المدرب توماس توخل أن يعيد دورتموند إلى النجاح المبهر، بعدما تسلم المهمة خلفا ليورغن كلوب. وصعد بالفريق للمركز الثاني هذا الموسم ولنهائي الكأس وللدور قبل النهائي لأوروبا ليغ، وينتظر منه مواصلة النجاح المبهر في الموسم المقبل.
أفول نجم مدربين مخضرمين
المدربون الخاسرون هذا الموسم كثيرون فقد اختفت فيه من سماء البوندسليغا نجوم كانت لها تاريخ في البطولة الألمانية على مدار العقود الأربعة الأخيرة، وعلى رأسهم توماس شاف المدرب السابق لهانوفر، وكذلك أرمين فيه مدرب فرانكفورت، اللذين أُقيلا بعد تعثر نتائج فريقيهما. أما آخر المدربين الخاسرين فهو أندريه برايتنرايتر مدرب شالكه، الذي أعلن النادي اليوم السبت (14 أيار/مايو 2016) إقالته قبل خوض مباراته الأخيرة هذا الموسم أمام هوفنهايم.
ويقول موقع "ديرفيتسن" الألماني إن التحكيم في البوندسليغا كان من بين الخاسرين هذا الموسم. حيث كانت هناك أخطاء فادحة كثيرة من أهمها هدف الفوز لهانوفر على كولونيا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي سجله ليون أندريسن بذراعه، لدرجة أن يورغ شماتكه المدير الرياضي لكولونيا أطلق على حكم تلك المباراة باستيان دانكرت لقب "حكم كرة اليد".