السبت, 27 أبريل, 2024 , 1:00 م
د. إبراهيم يونس

رئيس اتحاد الجاليات المصرية في أوروبا: استرجاع طابا انتصار قانوني جاء تتويجا للانتصار العسكري في أكتوبر 1973

 

كتب – خالد عبد الحميد

أكد الدكتور إبراهيم يونس عضو الاتحاد العام للمصريين بالخارج والرئيس السابق لاتحاد الجاليات المصرية بأوروبا في تصريحات خاصة لبوابة الوطن المصري أنه في العاشر من رمضان وبعد عبور قواتنا المسلحة لخط بارليف، أذكر أننا كنا نعيش أجواء عجيبة، ملؤها البهجة التي لم نكن نتوقعها في يوم من أيام الشهر الكريم، الممزوجة بدموع الفرح بعد أحزان مريرة وذكريات الهزيمة المؤلمة، هي الحرب الرابعة التي واجهنا فيها إسرائيل، والتي عبرنا فيها تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، يوم أن شنت مصر وسوريا الحرب الموجعة على إسرائيل بدعم عربي موحد وجبهات شعبية على أصعدة متعددة.

كنا في طريقنا الى المدرسة بالمرحلة الثانوية بالقرب من مطار شبراخيت الحربي، حتى فوجئنا بتحرك غير عادي من المطار، لاسراب من الطائرات الحربية في سماء محافظة البحيرة، وسرعان ما عدنا الى منازلنا خوفا من أصوات الطائرات وأجواء الفزع والسماء الملبدة بدخان الطائرات الحربية، الى أن سمعنا بيانات الإنتصار التي بدأت تتوالى بأخبار سارة ومشوقة عن المعركة الدائرة وعبور قواتنا الباسلة لخط بارليف المنيع “كما كانوا يسمونه حتى انهار”.

 وهكذا تتوالى البيانات يصحبها فرحة المصريين والعرب عند كل بيان.

عشنا أجواء البهجة مع استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد مدينة القنيطرة السورية وجزء من مرتفعات الجولان، وجميع الأراضي المحتلة في شبه جزيرة سيناء، ليتم اعلان النصر المشرف على المحتل الإسرائيلي وانسحابه من كل أراضينا، بعد أن تحطمت قواته وتفككت صفوفه.

تحرص القيادة السياسية المصرية في المقام الأول على أمن واستقرار البلاد، وتعد جيشها للدفاع  عن اراضيها وحدودها، فمصر دولة ذات سيادة حرصت خلال السنوات الماضية منذ اتفاق السلام مع إسرائيل على الإلتزام بكل بنود معاهدة السلام المبرمة بين البلدين.

فالقيادة السياسية تتميز بالحكمة والإدارة الرشيدة، لن تقبل خيار الحرب، في ظل مخططات خسيسة ولا تنساق نحو محاولات المضللين المغرضين، تلك المحاولات التي تهدف الى جر المنطقة بأكملها الى ويلات الحرب والدمار.

فنعلم جميعا أن ما يحدث في قطاع غزة اليوم هو محاولة لدفع السكان نحو مصر، ونقلهم جميعا الى سيناء، حتى يتاح لإسرائيل الفرصة بأن تفتعل المناوشات والتهديدات لمصر مباشرة .

من هنا, نددت مصر من قبل بقرارات نتنياهو المتكررة بدفع الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، أي طرد سكان غزة ونهاية القضية الفلسطينية. ونذكر هنا ما أكده السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي

“أن حل مشكلة غزة لن يكون على حساب مصر”.

نجح  الجيش المصري في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي نجاحاً مبهراً، احتل المركز الرابع عشر عالميا والأول عربيا وافريقيا، ويعد من بين أقوى 20 جيشا في العالم. “وفق تصنيف جلوبال فاير”    عام 2023

وجدير بالذكر ان الرئيس عبد الفتاح السيسى استطاع أن يطور التسليح داخل القوات المسلحة المصرية بالكامل، وإن عملية التسليح قد شملت كافة وحدات الجيش المصرى

لم تتوقف خطة تحديث وتطوير التسليح فى الجيش المصرى، على الأسلحة من دولة واحدة، بل اعتمدت على كافة التكنولوجيات الحديثة فى السلاح، وتعاونت مع كبرى دول العالم مثل روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها

كذلك شاركت مصر فى عهد الرئيس السيسى، فى مناورات عسكرية جديدة، تقام لأول مرة فى تاريخ القوات المسلحة، مع الجانب العربى ومع روسيا والصين.

وقد تم التحسن الكبير في مجالات مكافحة الإرهاب وفي مواجهة الجرائم الجنائية المختلفة؛ حيث  تمكنت أجهزة وزارة الداخلية المصرية من مواجهة وضبط جرائم المخدرات، وجرائم التهرب الضريبي والجمركي، وجرائم الأموال العامة، وجرائم المصنفات والهجرة غير الشرعية.

فضلًا عن جهود مكافحة التعدي على ممتلكات الدولة وجهود ضبط الأسواق والحفاظ على صحة المواطنين. وقامت الحكومة بوضع آليات أمنية لمواجهة ظاهرة تنامي الاقتصاد الموازي وتأمين مسيرة التنمية ودعم مقومات الاستثمار حفاظًا على مقدرات الدولة، ونجحت في التصدي لجرائم الفساد والرشوة واستغلال النفوذ والاختلاس والإضرار بالمال العام وجرائم التزييف والتزوير، وكل ما من شأنه الإضرار بالأمن الاقتصادي.

وأضاف : يعتبر استرجاع طابا، انتصار قانوني قضائي دولي، جاء تتويجا للانتصار العسكري الذي حققته مصر في أكتوبر 1973، وأيضا بعد انتصار سياسي من خلال مفاوضات شاقة خاضتها مصر من أجل الحصول على أراضيها.

فبعد انتصارأكتوبر عام 1973، جاء التفاوض الصعب والذى يعتبر بمثابة معركة دبلوماسية وقانونية عسيرة،  ثم التحكيم الدولى عام 1988، وتنتهي المفاوضات بنجاح بعد جهود مضنية ، ثم الحكم النهائي بانسحاب إسرائيل ، وتسترد الدولة المصرية طابا بل وكل بقعة من أراضيها في سيناء، في 19 مارس عام 1989.

أما إنطباعى في تلك الملحمة العظيمة فهو الأحساس بالعزة والفخر خلال الإحتفاء بذكرى استرداد طابا ، حقا انها ملحمة مجيدة أبطالها من المصريين من قاموا على التفاوض والإنتصاء في استرداد طابا،

وهذا يؤكد أن الدولة المصرية العظيمة لم ولن تفرط في حقوقها، وأنها قادرة على انتهاج كافة الأساليب القانونية والسياسية أو غيرها من الوسائل التي تحقق لها الهدف الأسمى وهو الحفاظ على الأمن القومي المصري، وأن مصر لا يمكن أن تتهاون أو تفرط في حقوقها.

وهكذا تعود طابا إلى حضن الوطن الأم ، وسوف يظل استردادها ملحمة عظيمة، سجلها التاريخ المصري بالفخر والإعتزاز،  ولعل أهم الدروس التي يجب أن أؤكد عليها في ذكرى عودة طابا (أمس 19 مارس) أن مصر قادرة على قهر أية صعاب، و أن الإرادة السياسية تمثل الطريق الرئيسي لحل أية مشكلات يمكن أن تتعرض لها الدولة.

وأن السبيل الى حل النزاعات لن يتم فقط بالحروب أو بالمناورات إنما بالطرق السلمية وبالجهود المحنكة والتفاوض الذكى .

ويؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أنه لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، قائلاً:

“أمن مصر القومي مسؤوليتي الأولى وعلى الشعب أن يكون واعياً بتعقيدات الموقف ومدركاً لحجم التهديد”

فالأمن والإستقرار من أهم الأهداف التي تحرص عليها القيادة السياسية، ولعل من أبرز تفرعات نعمة الأمن والأمان هو الأمن المادي الذي يضمن سلامة المنشآت والمؤسسات ودوام العمل فيها بنجاح، والامن الإنساني الذي يضمن الحفاظ على الأرواح وعدم التعرض للاذى، وإتاحة الأمن النفسي  وما يشمله من راحة البال وهدوء النفس وتحقيق السعادة بمفهومها الواسع ويتيح التحرك عبر الوطن بطمأنينه وعدم التعرض للاعتداء على النفس والأموال والممتلكات.

وهذا ما ينعم به المواطن المصري في ظل الجمهورية الجديدة ومؤسسات الدولة التي يتحقق فيها الأمن واستقرار الوظيفي في شتى مناحي الحياة الوظيفية.

لذلك يعتبر من أهم عوامل تعزيز الإنتاجية لدى الموظفين في أوساطهم المهنية هو شعورهم بالأمن والاستقرار الوظيفي، وهما عاملان يؤثران بشكل كبير ليس على الفرد فقط، بل على منظومة العمل بأكملها والتي تتأثر بالضرورة بتأثر الجانب النفسي لدى موظفيها، ولذلك تحرص المؤسسات والمنظومات الناجحة على خلق أجواء تعزز الشعور بالأمان لدى موظفيها وتسعى دائما لتثبيت دعائم الاستقرار الوظيفي الذي بدوره يمثل نجاحا جوهريا لأي وسط مهني يهدف إلى الديمومة والنمو.

و يتحقيق الأمن والإستقرار بجهود أبناء الوطن ومؤسساته ونخبة الحاكمة وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية وهذا يأتي من صدق النخب الحاكمة في خلق البيئة الآمنة من خلال المصداقية والشفافية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين افراده.

وهذا ما يحرص عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في المبادرات الرئاسية أو من خلال اللقاءات التثقيفية والمؤتمرات الشبابية والتوجيهات الدائمة للمسئولين والقياديين بمؤسسات الدولة الدولة المصرية والقطاعات المختلفة .

 

اترك رد

%d