الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 11:20 م
السفيرة سها جندي

وزيرة الهجرة تفتتح فعالية “مصر المحبة منذ فجر التاريخ” بالنادي الدبلوماسي المصري

كتب -خالد عبد الحميد

في إطار المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي”، افتتحت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، فعالية بعنوان “مصر المحبة منذ فجر التاريخ”، والتي نظتمها وزارة الهجرة في مقر النادي الدبلوماسي المصري بوسط القاهرة، من أجل استعراض نتائج الجزء الأول من المرحلة الثانية للمبادرة والتي أطلقتها الوزارة تحت شعار “جذورنا المصرية”.

وعُقدت الفعالية بحضور  الفريق/ محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني، وممثلين عن الأزهر الشريف، وممثلين عن الكنيسة المصرية، ورئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، وعدد من أعضاء مجلس النواب عن المصريين بالخارج، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ومجموعة من كبار الكُتاب والمفكرين والشخصيات العامة.

وبدأت الفعالية بعرض فيلم وثائقي قصير بعنوان “حلقة الوصل” عن المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي” وبرعاية وزارة الهجرة، حيث تناول الفيلم أهمية اللغة كأعظم اختراع بشري عرفه التاريخ، والتأكيد على أن مصر كانت ومازالت مهد الحضارات من خلال التجول في عدد من أبرز المعالم الأثرية والدينية التي جسدت مختلف الحضارات الإنسانية في مختلف العصور على أرض الكنانة.

وفي مستهل كلمتها خلال الفعالية، أعربت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، عن خالص اعتزازها وتقديرها لحضور كبار رجال الدولة والشخصيات العامة والمفكرين وأصحاب الرأي والإعلاميين الذين حرصوا على تلبية دعوة سيادتها لهذه الفعالية، وقالت: “نحرص على أن تكون حلقة الوصل التي تربط ماضينا بحاضرنا ومستقبلنا ليس فقط من خلال اللغة والتي هي جزأ لا يتجزأ من هويتنا الوطنية بل بالاحتفاء بوطننا الغالي مصر أرض المحبة والسلام منذ فجر التاريخ، فقد عرفت مصر المحبة والسلام والوحدة الوطنية منذ آلاف السنين وهي التي نقلت للعالم أجمع مع حضارتها العريقة هذه المفاهيم النبيلة التي هذبت الإنسانية وكانت السبب وراء تقدم الأمم وتحضر شعوبها، وكعادتها كانت الحضارة المصرية القديمة رائدة في إرساء القيم الإنسانية من حب وخير وعدل. وكان التحام المجتمع على اختلاف طوائفه هو أساس نسيجنا المجتمعي المتماسك الذي امتد عبر العصور، فمصر عبر حضارتها الضاربة في أعماق التاريخ لم تعرف ما يسمى بالضد أو النقيض ولكن عُرِفت بالوئام، فقد عرف المصريون القدماء الوحدة الوطنية وحافظوا عليها وتصدوا للفتن الطائفية قبل 5 آلاف عام. ومن هذا المنطلق، حرصنا على إقامة هذه الفعالية الهامة إيمانًا منا بأهمية إرثنا الحضاري والتاريخي واتصاله على مر الزمان بتمسكنا بهويتنا المصرية الأصيلة ولغتنا العربية الغنية”.

وأضافت الوزيرة أنه حرصا على تعميق الولاء والانتماء لدى أبناء المصريين بالخارج، فقد أطلقت وزارة الهجرة المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي” والتي تشرف برعاية فخامة السيد رئيس الجمهورية لفعالياتها لنواجه معًا حرب طمس الهوية لدى أبناء مصر في الخارج من الأجيال الثاني والثالث والرابع والخامس وتعزيز وتأصيل الروح الوطنية بداخلهم، علاوة على ترسيخ قيم التعايش السلمي والمواطنة وقبول الآخر.

واستعرضت الوزيرة نتائج المرحلة الثانية من المبادرة، وقالت إنه خلال العام الجاري، أطلقت وزارة الهجرة المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي” تحت شعار “جذورنا المصرية” لتعريف أبناء المصريين بالخارج أيضًا بتراث وطنهم مصر الضارب بجذوره في عمق التاريخ وحضارتها العريقة، وذلك من خلال المعسكرات التفاعلية والتي كان آخرها في سبتمبر الماضي باستضافة ورعاية المتحف القومي للحضارة المصرية ومشاركة نحو 45 طفلا، تتراوح أعمارهم من 8 إلى 13 عامًا، من مختلف الدول بينها كندا وفرنسا وإنجلترا والمملكة العربية السعودية والإمارات والولايات المتحدة، معلنة أنه خلال الفترة القادمة من خلال صفحات الوزارة و”اتكلم عربي” على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، سيتم إطلاق سلسلة “حواديت ماما سماح” بالتعاون مع د سماح أبو بكر عزت، كاتبة الأطفال المعروفة، وبالتنسيق مع جريدة الوطن برئاسة الكاتب الصحفي مصطفى عمار، وذلك لغرس القيم والأخلاق النبيلة في نفوس وعقول صغارنا من المصريين بالداخل والخارج على حد سواء بأساليب ابتكارية وإبداعية تناسب العصر الحديث، لافتة أيضا إلى التعاون الجاري مع الشاعر محمود موسى مؤسس مبادرة كبسولات لغوية.

واستطردت قائلة: “لقد حرصنا أيضا على عقد عدد من الندوات التثقيفية التي تستهدف أبنائنا في الداخل من المتعلمين في المدارس الدولية في مصر، وأبنائنا في الخارج من الجيل الثاني إلى الخامس من أبناء المصريين، لاهتمامنا بغرس جذور اللغة العربية في وعي أبنائنا بالداخل والخارج، والاحتفاء بالشخصية المصرية وتاريخها وإرثها الحضاري، وكان آخرها بالتعاون مع د/ وسيم السيسي، الطبيب والمؤرخ المصري الكبير، ود/ ميسرة عبدالله، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة للشئون الأثرية وتم عقدها في عدد من المدارس الدولية لأبنائنا من مختلف الأعمار بالتعاون مع مدارس الأوروبا شولا الألمانية وكيبلينج الإنجليزية وليسيه فولتير الفرنسية”.

وتابعت: “هذا إلى جانب الاعتماد على أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة في إطلاق تطبيق إلكتروني للمبادرة الرئاسية (اتكلم عربي)، بالتعاون مع مؤسسة نهضة مصر، والذي يتيح الفرصة للأجيال المصرية الناشئة بالخارج لتعلم اللغة العربية قراءة وكتابة في أي مكان عن طريق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، بالاعتماد على أحدث طرق التعلم التفاعلية من خلال تقديم تجربة معايشة متكاملة لثقافتنا المصرية وعاداتنا وتقاليدنا لا تخلو من المرح والألعاب، على إعداد سلسلة من الفيديوهات التعريفية بالتاريخ والحضارة المصرية بالتعاون مع مؤسسة يارو المتخصصة في تقديم الخدمات الثقافية والتاريخية، ومستشارها العلمي د. وسيم السيسي، ومديرتها التنفيذية د هالة الطلحاتي، ود.سامي عبد العزيز، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، بموسيقى تصويرية من إهداء وتأليف الموسيقار الكبير هاني شنودة. وذكرت السفيرة سها جندي أنه تم أيضا إطلاق حملة ترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالوزارة على مدار شهر أكتوبر الماضي تحت شعار “غني لمصر.. غني للنصر.. غني بالعربي” للاحتفال بالذكرى الخمسين لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة. وقد لاقت المسابقة رواج كبير بين أبناء المصريين بالخارج، حيث تلقت الوزارة 30 مقطع فيديو تم نشر أفضل 12 مشاركة منهم على عدد 2 فيديو مجمع تم من خلالهما تجميع المشاركات المتميزة لأبناء المصريين بالخارج وهم يعبرون عن فرحتهم بانتصارات أكتوبر المجيدة من خلال النشيد الوطني والأغاني الوطنية الحماسية المختلفة باللهجة المصرية واللغة العربية، وذلك تنفيذًا لتوصيات الحوار الوطني للتأكيد على أهمية الحفاظ على الأغنية المصرية لدورها في الحفاظ على الهوية المصرية.

وتابعت أنه في ديسمبر الماضي، نظمت وزارة الهجرة فعاليات مؤتمر إحياء اليوم العالمي للغة العربية، بالتعاون مع وزارة الثقافة ومنظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة “اليونسكو”، في قصر الأمير طاز بالقاهرة، حيث تضمن المؤتمر جلسة نقاشية بعنوان ” اللغة العربية: إبداعات الحاضر وآفاق المستقبل”، وكذلك ورشة لتعليم الكتابة بالخط العربي للأطفال من المصريين بالخارج، شارك فيها ٢١ من أبنائنا بالخارج والتي أكدت خلالها أهمية تمسك أبنائنا بالخارج بجذورهم وتاريخهم ومعرفة الحضارة المصرية التي علَّمت العالم مختلف الفنون، مشيرة إلى الحرص على تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي” للحفاظ على “جذورنا المصرية” من خلال نشر محتوى تعليمي وتثقيفي عن اللغة العربية وعن الدولة المصرية عبر العصور والحضارات المختلفة والمتعاقبة عليها، بمعدل 260 منشور على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمبادرة لنصل بها إلى أكثر من 90 ألف متابع وبمعدل نحو 1.5 مليون مشاهدة لما تم نشره من فيديوهات، وقد نجحت الوزارة في الوصول برسائل المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى 10 مليون معدل وصول إلى الجمهور المستهدف.

واختتمت وزيرة الهجرة كلمتها بالتأكيد على أن أبناء مصر هم القادة الجدد للمستقبل، وبالتالي، فإن التمسك بتعريف أبناء المصريين بالخارج باللغة العربية له أهمية مضاعفة حتى لا تكون لغتنا العربية حاضر نعيشه فقط بل مستقبل نصبو إليه، والتكلم بها وتداولها هو إعطاء نفحات حياة لثقافات الشعوب التي تتحدث بها، مقدمة التهنئة للجميع بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك.

هذا وتتضمن الفاعلية أيضا عقد حلقة نقاشية تتناول قضية الحفاظ على الهوية المصرية والثقافية وتعزيز الولاء والانتماء لدى أبناء المصريين بالخارج من الجيلين الثاني والثالث، وربطهم بوطنهم الأم وجذورهم المصرية وكيف كانت مصر حاضنة لكل الثقافات الأخرى.

اترك رد

%d