الوطن المصري – حسن عبد الستار
تجاوزت الفظاعة كلّ الحدود، حيث يقول الخبراء أنّه في كلّ يوم، تُجبر عشرات آلاف النساء والفتيات علي ممارسة الجنس مقابل الحصول على بضعة لتراتٍ من الماء. وعلى الرغم من الدمار الذي يلحق بحياة النساء، إلا أنّ هذا الابتزاز الدنيء قانوني تماماً في معظم الأماكن. وتسعى منظمات حقوق المرأة اليوم في كينيا إلى إصدار قانونٍ ينهي هذا الاستغلال .
تخيلوا أن تكونوا بحاجةٍ للماء إلى درجة تجعلكم مستعدين لفعل أيّ شيء للحصول عليه!
هذا ما تواجهه عشرات وربما مئات آلاف النساء والفتيات في أنحاء العالم كلّ يوم حسب تقديرات المختصين.
ويستغل تجار الماء الجشعين في كينيا حاجة النساء والفتيات بأبشع طريقةٍ ممكنة، ويجبرونهنّ على ممارسة الجنس لقاء بضعة لتراتٍ من الماء.
أكثر ما يثير الدهشة هو أنّ هذه الممارسة البشعة قانونية تماماً نظراً إلى عدم وجود قانون يجرّمها!
ولا تخطر هذه الممارسة البشعة على بال إنسان وبالأخص إذا كان ينعم بالماء، لكنّ الماء في الأحياء الفقيرة في كينيا هو مادةُ ثمينة ونادرة تقطع النساء والفتيات مسافات طويلة بحثاً عما يكفي من الماء للبقاء على قيد الحياة، ويقعن ضحيةً للابتزاز بسبب الحاجة الماسة.
لا يقتصر الأمر على كينيا، فحيث يوجد الفقر المدقع، يوجد معه الابتزاز الجنسي، وقد تم توثيق حالات الابتزاز الجنسي مقابل الماء في بنغلاديش والمكسيك وكولومبيا أيضاً.
وتلقي هذه الممارسة بظلالها المدمرة على حياة النساء اللاتي يحملن وصمة العار ويتعرضن للنبذ من مجتمعهنّ، إلى جانب انتشار وباء الإيدز وزيادة حالات حمل القاصرات، ولكن قد يحدث للقانون الجديد فرقاً هائلاً عبر حماية حياة النساء والفتيات.