الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 5:16 م
القضية الفلسطينية الشغل الشاغل للقيادة المصرية

د. جوزيف مجدي يكتب: كيف أصبحت مصر رمانة الميزان في حرب غزة بعد انهيار الأمم المتحدة

لا يمكن أن نفهم صعوبة الدور المصري في حرب غزة لأننا وببساطة في عالم يتشكل من جديد في حالة مخاض وسيولة سياسية تتحول فيها الصراعات إلي صراعات صفرية أو وجودية …

فإما أن تكون … وتحجز لك مقعداَ في عالم جديد متعدد الاقطاب

وإما أن لا تكون  …

ففي ظل غياب أي دور للقانون الدولي ولأن حرب غزة قضت تماما علي دور منظمة كالأمم المتحدة في حفظ السلام والقيم والقوانين الدولية والإنسانية إذن فنحن في مخاض فترة إنتقال عالمي سياسي يسوده قوانين عالم الغاب …أي أن القوة هي التي تصيغ الحق وتحميه وليس المنطق أو الضمير أو القانون الانساني

أهالي غزة يرفعون الإعلام المصرية
  • ••

فما يدور الآن هو الشكل الحديث من الحروب  … حروب الوعي وغسيل العقول  … حروب الصراع بين العقل البشري المحض وعقل الذكاء الاصطناعي الخوارزمي الشيطاني … حروب الاستخبارات وحروب إختراق الاختراق فقد كانت هجمات ١١ سبتمبر إختراق للإختراق

أي لجهاز المخابرات الأمريكية بالتفجير من أسفل  … أي إختراق سيد الاختراق نفسه وهو المخابرات الأمريكية التي لم تكن تقبل بهكذا عمليات

وهكذا اغتيال صالح العروري احد قادة حماس في لبنان … فهو اختراق كبير من داخل المقاومة نفسها التي تخترق مخابرات إسرائيل نفسها

ولم تكن أيضا أحداث ( ٧ اكتوبر)سوي حرب إستخبارات بإمتياز … وهزيمة أمنية وإستخباراتية كبيرة لمخابرات أسرائيل وإختراقا من داخل الاختراق .

فالحرب حاليا هي حرب وعي عالية الاحترافية والذكاء والغلبة لمن سيملك الرؤية الاستراتيجية

ففي حالات التحولات الكبري يكون هناك ثمة فراغ استراتيجي لا تملكه سوة رؤية القوة

وفي حالة السيولة السياسية الغربية وعدم وجود نظرية للأمن القومي العربي

فالأمن القومي المصري هو هيكل أمن العرب

مصر لا يجب أن تمارس التاكتك الجيد فقط وتنكمش داخل حدودها بل يجب أن تبادر برؤية هجومية إستراتيجية كاملة علي رقعة الشطرنج

الدولة المصرية هي من تسيطر علي بقايا النظام القديم وتحاول عبر المبادرة المصرية لحرب غزة نزع فتيل الحريق الإقليمي  ….!!!

من ينتقد الدور المصري هو جزء من الهزيمة في حرب الوعي لأن مصر حتي ولو أخطأت سياسيا فهي الدولة الوحيدة التي تحمل رؤية ونية في وقف إطلاق النار بأي شكل

الكل يفكر في اليوم الثاني ما بعد الحرب ، وبنيامين نتنياهو يمنع حضور قادة الموساد اجتماعات مجلس الحرب وهناك خلاف مع رئيس أركانه اليساري وانقسام مجلس الحرب انقسام مهني بحت

د. جوزيف مجدى

اذن

لا الموساد ولا وزير الدفاع جالنت يعرف ماذا يدور في عقل نتنياهو.. الدولة العميقة العبرية مرتبكة والموقف سيتوقف علي مدي دعم من معه الزر لأفكار نتنياهو المجنونة في إشعال حرب أقليمية

ومن معه الزر هو بايدن ومن معه زر بايدن هم العائلات التي تحكم وتملك إقتصاد العالم

وهذه العائلات متأثرة بالعقيدة التلمودية الهرمجدونية والتي تبشر باختطاف المصطافين من الرب ورفعهم للسماء قبل حريق الكوكب علي يد الرب

فهل تحارب مصر كل هؤلاء

ورغم ذلك فمصر تهادن الطرفين وهناك مبادرة واقعية للحل يكون فيها حكم ذاتي قبلي عشائري لغزة من قبائل رفح وسيناء الممتدة بين الطرفين ، فمصر هي الوحيدة التي يقبلها الطرفان في التفاوض

فالسنوار يثق في مصر .. والدولة العميقة العبرية المرتبكة لا تري في النفق من حل واقعي يحميها من جنون نتنياهو سوي المبادرة المصرية

وكل من ينتقد الدور المصري فهو لا يجيد متابعة دور الشطرنج المثير جيدا فوق  وتحت الأرض

اترك رد

%d