الوطن المصري – عمر خالد
نظمت سفارة أذربيجان بالقاهرة حفل تقديم كتاب “العالم العربي والإسلامي في فكر الزعيم حيدر علييف”، للباحث أحمد عبده طرابيك، الصادر عن دار “مركز الكتاب للنشر”، بمناسبة مرور 100 عام علي مولد زعيم أذربيجان الوطني حيدر علييف، وذلك بمكتبة مصر العامة، بوسط القاهرة.
شارك في حفل تقديم الكتاب، سفير أذربيجان لدي جمهورية مصر العربية السفير إلخان بولوخوف، وسفير تركيا بالقاهرة صالح موطلو شن، والمستشار الثقافي بسفارة أوزبكستان بالقاهرة أتابيك عالميوف، والسفير رضا الطايفي مدير صندوق مكتبات مصر العامة، د. سيمور نصيروف رئيس الجالية الأذربيجانية بمصر، ولفيف من الدبلوماسيين والأكاديميين والصحفيين والإعلاميين والمثقفين.
في بداية الحفل، تحدث سفير أذربيجان بالقاهرة إلخان بولوخوف، عن شخصية زعيم أذربيجان الوطني حيدر علييف، ودوره في بناء جمهورية أذربيجان الحديثة بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي عام 1991. حيث عمل علي وقف الحرب التي شنتها أرمينيا علي أذربيجان في قراباغ، وعمل علي جمع كلمة الأمة ووحدتها، ومن ثم شرع في بناء مؤسسات الدولة الحديثة في أذربيجان.
وعن العلاقات بين مصر وأذربيجان، قال السفير بولوخوف، إن العلاقات المصرية الأذربيجانية تعيش حالة من الازدهار على كل المستويات والأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، خاصة فى أعقاب الزيارات المتبادلة فيما بين الزعيمين عبدالفتاح السيسى وإلهام علييف، حيث كانت زيارة الرئيس السيسى فى يناير الماضي كأول رئيس مصرى يزور أذربيجان، بعد استقلالها وتأسيسها على يد الزعيم الراحل حيدر علييف عام ١٩٩١، فضلاً عن الوفود الرسمية والشعبية، بما ينعكس إيجاباً على تقوية وترسيخ العلاقات المشتركة.
من جهته، أثنى السفير رضا الطايفى، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، على الكتاب ووصفه بأنه “كتاب قيم عن الزعيم التاريخي ورائد سياسة مد جسور التقارب مع الدول العربية وخاصة مصر”، وقال: نحن المصريين نحب الزعيم الراحل حيدر علييف لدوره التاريخى فى استقلال وبناء أذربيجان على كل المستويات والعودة بها الى جذورها وهويتها الإسلامية، فاستحق لقب الأب الروحي لاذربيجان، وزادت الصداقة بين البلدين تعمقا لما بين الزعيمين عبدالفتاح السيسى وإلهام علييف من أخوة وتفاهم وتبادل زيارات.
أما مؤلف الكتاب، الباحث أحمد عبده طرابيك، فقال أن الكتاب صدر بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد الزعيم الراحل حيدر علييف وتخصيص عام ٢٠٢٣ بإسمه فى أذربيجان التى تعرضت لمحو الهوية في العهد السوفيتي، رغم دورها الكبير فى الحضارة الإسلامية وحفظ الاسلام من الاعتداءات الخارجية، وبعد استقلالها عام ٩١ على يد الزعيم حيدر وربطها بالشعوب والدول العربية والإسلامية، عادت لحضن العالم الإسلامي ودورها الحضاري والثقافي. أشار إلى أن الكتاب يتناول بعضًا من جوانب حياة زعيم أذربيجان الوطني حيدر علييف، من خلال علاقاته بالعالم العربي والإسلامي، واهتماماته بتوطيد علاقات بلاده مع الدول العربية والإسلامية في مختلف المجالات، حيث كان يري أن أذربيجان وشعبها جزء من هذه الأمة بثقافتها وحضارتها من خلال عقيدته الإسلامية وتقاليده وقيمه الشرقية واسهاماته في بناء الحضارة الإسلامية من خلال ما أنجبته أذربيجان من علماء من بينهم الفقيه والمحدث ابن باكويه. إلي جانب القادة الذين حملوا علي عاتقهم الدفاع عن الأمة الإسلامة ومقدساتها ومن بينهم صلاح الدين الأيوبي. وقد وصل حيدر علييف إلي أعلي المناصب في مراكز صنع القرار في الاتحاد السوفيتي، وشاهد عن قرب ما كان يعانيه شعب أذربيجان وجميع الشعوب الإسلامية الأخري في الجمهوريات التابعة للاتحاد السوفيتي من تضييق وكبت فيما يتعلق بممارسة شعائرهم الدينية وذلك بهدف طمس ومحو الهوية الإسلامية لهذه الشعوب، ولذلك فقد كان من أولوياته بعد أن تولي مقاليد الحكم في أذربيجان، هو استعادة شعبه لهويته الإسلامية.
والعمل علي ربط شعب أذربيجان بالشعوب العربية والإسلامية، لأنه كان يؤمن بأنه عندما يفقد الإنسان هويته فإنه يفقد معها شخصيته وكيانه، وعندما تفقد الأوطان هويتها فإنها تفقد مستقبلها. وعمل حيدر علييف، طوال فترة حكمه علي توطيد علاقات بلاده بالدول والشعوب العربية والإسلامية وتعزيز الوحدة والتضامن مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.