الوطن المصري/ رابعة الختام
التعليم الإبتدائي هو حجر الزاوية لبناء مستقبل أبنائنا والتعويل عليه أيضاً لغرس القيم والمبادئ النبيلة والأخلاقيات وبناء شخصياتهم، ولا مناص من الإعتراف بأن المدارس والإدارات التعليمية يقع على عاتقها الجزء الأكبر في هذه المعادلة، بل ربما يفوق دور المدارس دور البيت في بعض الأحيان، فالطالب يظل معظم وقته في المدرسة وتصل درجة محبته أو بغضه للمعلمين درجة المحبة القصوى حتى أن بعض تلميذات الصفوف الأولى من التعليم الأساسي يستمعن إلى حديث ونصائح المدرسين أكثر من أسرهن.
عن قيمة المعلم وإستعدادات المدارس للعام الدراسي الجديد وعن تخفيف المناهج تدور سطور الحوار التالي مع الأستاذة علا زمزم مدير التعليم الإبتدائي بإدارة العجوزة التعليمية، والتي فتحت قلبها ومكتبها لـ”الوطن المصري” فإلى نص الحوار المكتوب….
1 ـ ماهي إستعداداتكم للعام الدراسي الجديد؟
**عادة ما أقوم بمجموعة من الأعمال قبل بداية العام الدراسي للإطمئنان علي جاهزية المدارس لإستقبال العام الدراسي الجديد وتتمثل هذه الأعمال في التأكد من قيام إدارة المدرسة بإجراء أعمال الصيانة الدورية من إصلاح المقاعد و عمل الدهانات و إصلاح الكهرباء و دورات المياه
2ـ بصفتك مديرة التعليم الابتدائي وتلك المرحلة تقع على عاتقها بناء شخصية التلميذ كيف يتم إحتواء مشاكل التلاميذ؟
**بصفتي مديرة للتعليم الابتدائى يقع علي عاتقي مسؤولية كبيرة لبناء شخصية التلميذ كي ينشأ نشأة سليمة نفسيا و جسديأ ويصل لمرحلة السواء النفسي والتصالح مع الذات وقبول الآخر، حيث أن طفل اليوم هو رجل المستقبل إذا نقوم بعمل توعية مستمرة عن طريق الأخصائي النفسي والاجتماعي و حث التلاميذ علي السلوك الصحيح والاهتمام بالنظافة الشخصية لتجنب الكثير من الأمراض و الأوبئة التي إنتشرت في الفترة الأخيرة و تنمية الصفات الحميدة مثل الصدق والأمانة في القول والعمل و غيرها من الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان .
عادةً ما أتعامل مع المعلمين أخوة وأبناء و عند حدوث أي مشكلة لاي معلم سرعان ما يجدنى بجانبه وأبحث شكواه ولأجد له الحل حتي يشعر بالأمان والاستقرار النفسي مما يجعله يبذل قصارى جهده للوصول بالتلاميذ الي أفضل مستوي..
وحيث أن إدارة العجوزة تتمتع بموقع متميز بين إدارات محافظة الجيزة وبالتالي يزيد الإقبال من أولياء الأمور علي مدارسنا لإلحاق أولادهم بها ويتم التغلب علي الكثافات العالية بتقسيم الطلاب في مجموعات داخل الفصل والجلوس بطريقة حديثة حيث تكون المجموعات علي شكل حرف u و بالتالي يتاح للمعلم التواصل مع جميع تلاميذه والمرور بينهم بطريقة سهلة..
3ـ دائما ما يوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة الاهتمام بالمعلم، ومعروف عنك التعامل بأمومة مع أبناءك المدرسين والمدرسات فما هي فلسفتك في هذا الشأن؟
**عادة ما تجد المرأة الدعم من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي و الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم مما يساعد علي أداء عملنا في جو يسوده الأمن والأمان ..
دائما يبدأ يومي مبكرا والمرور علي المدارس للتأكد من أداء المعلمين لعملهم داخل الفصول و مدي التفاعل بينهم وبين الطلبة حيث أن التعليم الحديث2.0 يقوم علي التعلم وليس التلقين ..بمعني أن يصبح التلميذ ملقي وليس متلقي..
كما أستمع إلي مشكلات أولياء الأمور الذين بمجرد علمهم بوجودي في المكان يعرضوا علي المشكلات والصعاب التي تواجه أبناءهم أثناء اليوم الدراسي فاقوم بحل هذه المشكلات وإزالة الصعاب ..ثم أعود الي مكتبي لمباشرة مهامي اليومية ..
4ـ إدارتكم مثقلة بالهموم لأنها تغطي نطاق جغرافي واسع فكيف توفيقين بين التكدس وراحة المعلمين؟
**زاد الإقبال علي التحويل من المدارس الخاصة إلي المدارس الحكومية و ذلك لعدة أسباب مثل زيادة المصروفات الدراسية للمدارس الخاصة بشكل كبير أو لضعف دخل الأسرة نتيجة سوء الأحوال الاقتصادية وإتجاه بعض الشركات الخاصة للإستغناء عن بعض العمالة في فترة الكورونا ونظرا لهذه الظروف زادت الكثافات بشكل كبير داخل المدارس الحكومية وللتغلب علي هذه المشكلة إتجهت الي عمل المدارس أكثر من فترة يومية ..
5ـ القيادات النسائية دائما ما تجد الدعم الكامل من معالي وزير التربية والتعليم وفخامة الرئيس تحدثي عن تجربتك في التعليم الابتدائي؟
**لا تسعفني الكلمات في شرح دور فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي والدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم بل كافة القيادات السياسية والتربوية فالمرأة في عهد السيسي تلقى الدعم الكامل بل لها كافة الحقوق التي تؤهلها للعمل بأريحية وتساعدها على التوفيق بين دورخا الأسري والمجتمعي ودورها في الحياة العملية، ولا أشعر بأنني شخص أقل من الرجل بل جميعنا يكمل بعضنا بعض.
6ـ من الصعب أن تجد علا زمزم في مكتبها فهي كالنحلة تمر على المدارس بدأب وحركة لا تكل ولا تمل وضحى تلك المقولة للقارئ؟
**العمل عبادة، وأنا عاشقة للعمل خاصة وأن العمل التربوي شرف، نحن نصنع المجد ونربي الأجيال القادمة، أحاول التوفيق بين بيتي وعملي، كما أقوم بالمرور على المدارس يومياً، وظهراً أعود لمكتبي لتلقي شكاوى ومطالب أولياء الأمور، والبحث فيها، والتوفيق بين أطراف المشكلات خاصة بيما يتعلق بنقل التلاميذ في مدارس تخضع للنطاق الجغرافي.
7ـ زادت كثافة المدارس في الفترة الأخيرة قكيف تتخطين تلك المعضلة؟
**أعمل على حلها بشتى الطرق وأهمها نظام تقسيم الفترات المدرسية، بمعنى أن بعض المدارس تعمل فترتين.
8ـ إختلفت سيكولوجية الطفل عنها في السابق فكيف تحافظين على كرامة المعلم وتحققين المعادلة الصعبة بين المعلم والطالب؟
**للأسف الشديد أدت فترة الكورونا إلي ظهور بعض السلبيات في المجتمع المصري ولم تكن موجودة من قبل مثل زيادة العنف بين الطلاب و جلوسهم لفترات طويلة أمام أجهزة الحاسب الالي ومشاهدة الالعاب الالكترونيه العنيفة ولدت بداخلهم نوع من الشراسة في التعامل و التنمر علي الغير.
و لإصلاح هذه السلوكيات المستجدة علي المجتمع المصري كثفنا ندوات التوعية السلوكية وعن طريق الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين.
9ـ ما هي خطتكم لمواجهة العجز في عدد المدرسين؟
**نظرا لوجود عجز شديد في المعلمين استطعنا التغلب على هذه المشكلة عن طريق المشاركة الإجتماعية بالاستعانة بخريجي كليات التربية أو الحاصلين على مؤهل عالي بالإضافة للدبلوم التربوية و قبول عملهم بالمؤسسات التعليمية.
10ـ هل لديكم أخبار سعيدة لأولياء الأمور تخص المناهج؟
وأخيرا أحب أن أزف بشري لأولياء الامور حيث تم تخفيف جزء من المناهج الدراسية في بعض المواد مثل الرياضيات و العلوم و اللغة الإنجليزية وذلك لعدم الأثقال عليهم ..