الدكتور عادل عامر
إسرائيل وأمريكا عدو عدوي
هناك مصالح أنظمة. يعني يجب تحويل الفرضية لتصبح كالتالي، وهذا استناداً إلى الجنرال الصريح: وآل صهيون هي دعارة بالسِّر. المعطيات التالية تؤكد العلاقات السرية بين الطرفين، أمريكا وإسرائيل وهي مأخوذة من تقرير إسرائيلي منشور صدر عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في يوليو 2013، بعنوان: «إسرائيل وأمريكا عدو عدوي – صديقي؟» وقد وضعه خبيرا المعهد، أودي ديكل ويوئيل غوجانسكي. إن النجاح الأكبر في السياسة يقوم على درجة السرية المستخدمة في اتِّباعها، وأعمال الدبلوماسي لا يجب أن تطابق كلماته، ولكي نعزِّز خطَّتنا العالمية الواسعة التي تقترب من نهايتها المشتهاة يجب علينا أن نتسلَّط على حكومات الأميين بما يقال له: الآراء العامة التي دبَّرناها نحن في الحقيقة من قبل، متوسِّلين بأعظم القوى جميعًا وهي الصحافة، وإنها جميعًا لفي أيدينا إلا قليلاً لا نفوذ له ولا قيمة يُعْتَدُّ بها”
لذلك الذين تجمعهم وحدة النضال ثم تفرقهم مغانم الحكم: أناس لا يصلحون لقيادة الوطن، والذين تجمعهم ضجة المواكب ثم تفرقهم عصى الظالم: قوم لا ينصرون ضعيفاً، ولا يضعفون قويًّا. يقر المعهد في مقدمة تقريره بوجود «تقارب حقيقي بين إسرائيل وأمريكا » ذلك أنه «للطرفين مصالح مشتركة في منع إيران من تحقيق قدرة نووية وعسكرية وهيمنة إقليمية»ولكن منذ سنين العلاقات السرية قائمة «وتتمدّد» وتعود بالفوائد على إسرائيل وعلى دول الخليج. مما يريح الطرفين من همّ حل قضية فلسطين.
بل إن عدم حلها يفيدهما. هذه باتت مصلحة مشتركة لهما. ما زالت أمتنا تنتظر البطل الذي يملأ فراغها السياسي منذ غاب صلاح الدين، وما تزال تمنح قلوبها وتأييدها كلما خالت مخايل البطولة فيمن يدعيها، حتى إذا اكتشفت بذكائها “زيف” البطل الممثل؛ تخلت عنه بين فجيعة الخيبة وتجدد الأمل في بطل جديد، وما زالت تبحث، وما زالت تنتظر.
وبعد تسليم فلسطين كاملة ,إطاعة للأوامر الصهيونية ؛ تقود أمريكا الآن مرحلة تحويل دفة العداء العربي من إسرائيل إلى جهة إيران , وذلك بهدف صنع عدوٍّ جديد للعرب , ( ممثلاً في شعب إيران المسلم ! وذلك بدلا من مناقشته واستقطابه أو حتى تحييده أو تأجيل معاداته ؛؛ ) وكأن العالم العربي قد استطاع مواجهة إسرائيل والصهيونية كعدو , ليصنع له عدوَّاً ثانياً , بعد أن قدَّم فلسطين والعراق قرابيناً ؛ وذلك طبعاً بناءً على الذكاء العربي الوفي ؛ المعترف به دوليا والمنقطع النظير ويحتاج الأمر لمجلدات , وكتب , ومراجع , ومؤلفات .. لتوضيح ما قد تم تدميره فعليا في مصر والوطن العربي , في عصر سلام الخنوع والانبطاح الاستسلامي , وفي زمن قياسي .
إن وفدا صهيونيا إسرائيليا قد زار العيون المحتلة عاصمة الصحراء الغربية.. في الواقع زيارة اليهود وبني صهيون وبني كلبون ويني شمعون للمغرب هي ليست سرية والزيارات وتبادل القبل على الخدود والشفاه هي مصورة وعلنية، والمغرب لم يعد يخجل من تبادل القُبل علنا مع اليهود والصهاينة أمام كاميرات التلفاز.. لكن إذا كان المغرب يمارس العادة علنا مع إسرائيل وينام معها في نفس السرير فلماذا جاء وفد إسرائيلي إلى الصحراء الغربية، وإلى مدينة العيون بالضبط. ولماذا زار ميناء المدينة وتجول في شوارعها هكذا. فكما هو معروف فإن الإسرائيليين يحبذون مدينة مراكش لما فيها من أمكنة مخصصة خصيصا لهم يمارسون فيها رذائلهم وعهرهم، ولهم فيها هوتيلات وملاهي ومقاهي، والصحراء الغربية، الفقيرة من مظاهر السياحة لا تصلح للإسرائيليين الذين يأتون للمغرب فقط من اجل المتعة..
إذن، مجئ الإسرائيليين إلى العيون قد يكون، وهذا هو الأرجح، لأسباب اقتصادية. هل يفكر الإسرائيليون في إقامة شراكة مع المغرب في مجال نهب أسماك الصحراء الغربية، أم أن المغرب يريد أن يعوض بهم هجرة الشركات الأجنبية التي أصبحت تخجل من الاستثمار في الصحراء الغربية، وأصبحت تنسحب واحدة بعد الأخرى في صمت.
ولم يقل من قاتل لحفظ عروش الحكام، ولا للحفاظ على حدود قطرية، ولا لحماية كيان يهود، ولا لتنفيذ مشاريع الغرب، فضلًا عن قتل أبناء الأمة إرضاءً للغرب الكافر. أما قضايا الأمة العادلة فنختصرها في قضية واحدة هي قضية الأمة المصيرية والعادلة، ألا وهي إقامة الخلافة على منهاج النبوة التي تطبق الإسلام كاملًا غير منقوص.
فترعى به شئون الناس في الداخل وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد، وتنهي التبعية للغرب وتقضي على إرهابه، وتزيل الحدود بين الأمة وتعيد لها سلطانها المسلوب وثرواتها المنهوبة وتحرر الأقصى من رجس يهود. فأين هو الرباط في سبيل الله بل إن هناك حكام ولاءهم للغرب يرعون مصالحه لا مصالح الأمة، لا تحركهم عقيدة ولا مبدأ ولا حتى قومية أو وطنية أو طائفية، وإنما يحركهم الحفاظ على عروشهم وكراسيهم وخدمة مصالح سادتهم في الغرب وبسط نفوذهم، فهل يعتبر الرباط تحت راية هؤلاء الحكام في سبيل الله؟!
قطعًا لا، بل إن الثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم نهيه عن العمل في شرطة وجند وخزنة هؤلاء الحكام، فيما رواه ابن حبان في صحيحة، قال صلى الله عليه وسلم: «ليأتين على الناس زمان يكون عليكم أمراء سفهاء، يقدمون شرار الناس ويظهرون بخيارهم ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفًا ولا شرطيًا ولا جابيًا ولا خازنًا».
في منتصف شهر مايو عام 1948 كانت جولدا مائير تزرف الدموع عندما تذكرت مؤسس الدولة الحقيقي لطالما تمنت أن يكون بينهم ويرى فكرته وقد تجسدت أخيرا في دولة وسلطة علي ارض طالما حلم بها كانت تزرف الدمع في هذا اليوم المجيد من التاريخ حيث أقيمت الدولة التي كانت تحلم بها في شبابها وأرادت أن تدفن في ثري أرضها كان علي يمينها دافيد بن جوريون وهو يعلن قيام دولة إسرائيل لعله تذكر هو الأخر البداية ..
.يقولون إن لكل شيء بداية وبداية الأشياء المجيدة في التاريخ بدأت بدعوة وفكرة ثم تنفذت علي مدار الأيام والليالي بعزم المؤمنين بهذه الدعوة والفكرة. وهكذا جاءت البداية بداية دولة بني صهيون علي يد أبنائها الإبرار من اليهود المخلصين في العالم.
لعل كان لسان حالهم في أصقاع العالم عندنا المال عندنا السلطة عندنا الأسطورة عندنا القوة والنفوذ والسياسة ولكن ليس عندنا أهم هذه الأشياء الأرض التي تجمع كل ذلك كأنها الرحم الذي يتكون فيه الجنين وينمو ويخرج إلي الدنيا. يجب أن ننشر في سائر الأقطار الفتنة والمنازعات والعداوات المتبادَلة، فإن في هذه فائدة مزدوجة، فأمَّا أولاً فبهذه الوسائل سنتحكَّم في أقدار كل الأقطار التي تعرف حق المعرفة أن لنا القدرة على خلْق الاضطرابات كما نريد مع قدرتنا على إعادة النظام، وكل البلاد معتادة على أن تنظر إلينا مستغيثة عند إلحاح الضرورة متى لزم الأمر.ونحن غافلين عن أفاعلهم نائمين
لذلك نقول :-
هذا هو الحكم الذي يكون عرش رجاله في قلوب الأمة، والثقة به من رضاها وثنائها، واستمراره وبقاؤه رهين بتأييد الجماهير الواعية العاملة المؤمنة؛ لا بنفر محدود يرهبهم الوعيد، وتغريهم الوعود.