الثلاثاء, 14 مايو, 2024 , 8:59 م

خالدعبدالحميد  يكتب : إرحـــــــل

 

خالد جديد

 

لم نكن ننتوي أن نفتح الآن كشف حساب لمجلس نقابة الصحفيين الحالي رغم أن المجلس تنصل من كل وعوده للجمعية العمومية عند بداية انتخابه ، ولكن الأزمة الأخيرة ومحاولة تسييس دور النقابة واقحامها في تصفية حسابات اخوانية وجرها لمواجهة مع الدولة والمجتمع دفعني للكتابة في هذا الموضوع والذي نؤكد في البداية أننا لم نشق الصف الصحفي ولا الجماعة الصحفية التي يجب ان تكون علي قلب رجل واحد .. ولكن علي قلب رجل واحد مع الوطن والدولة وليس ضدهما ، لقد أفزعني كثيرا الإحتفال الذي تم أمس بنقابة الصحفيين بمناسبة عيد ميلاد نقيب الصحفيين في الوقت الذي تتجرع فيه مصر ويلات الإرهاب بعد استشهاد عدد من ابنائنا في جهاز الشرطة أثناء أدائهم لواجبهم في منطقة حلوان ، ما كان ينبغي لنقيب الصحفيين ان يحتفل بعيد ميلاده مع المعتصمين بالنقابة في ظل أجواء الحزن هذه .

الآن وبعد مرور ما يقرب من خمسة أيام علي عقد الجمعية العمومية للصحفيين ، وما حدث داخلها من أحداث أهمهما محاولة جر الصحفيين لمواجهة مع الدولة بعد قيام مجموعة بعينها بمحاولة الزج بإسم الرئيس في الأزمة ومطالبته بالإعتذار ، وما تلي ذلك من هتافات حول ” تيران وصنافير ” هنا .. وهنا فقط ظهرت النوايا الحقيقية من الدعوة لهذه الجمعية ، فقد تجمع الصحفيون تضامنا مع نقابتهم وليس استخدامهم لتوصيل رسالة سياسية للدولة وللعالم الخارجي ان الجماعة الصحفية ضد الدولة .

لا يا سيادة النقيب .. لم نأتي الي النقابة لتنفيذ مخطط الهجوم علي الدولة .. فالقضية لم تكن مواجهة مع الداخلية أو تصرفات نفرا منها ، ولكن الهدف كان شيئ أخر وهو شق صف الجماعة الوطنية والصحفيين جزء منها .. لم نجتمع في النقابة من أجل صنافير وتيران – دون الدخول في تفاصيل هذه القضية – ولم نجتمع لكسر الدولة ممثلة في شخص الرئيس بإجباره علي تقديم اعتذار ، فالجماعة الصحفية في كل المعارك التي خاضتها عبر تاريخها الطويل لم يكن الهدف منها كسر الدولة ولا شق الصف ولكن للدفاع عن حقوق مشروعة للصحفيين وقد انتصرت في كل هذه المعارك لأنها كانت تطالب وتدافع عن حقوق مشروعة.

عفوا سيادة النقيب هناك آلاف من الصحفيين – وعلي عكس ما يعتقد غالبية المصريين – يعانون من شظف العيش بسبب تدني أجورهم ولولا البدل الصحفي – ” كانوا شحتوا في الطرقات ” – هذه هي الحقيقة التي لا يعلمها المصريون .. 10 % فقط أو أقل هم من يحصلون علي الالاف شهريا والـ 90 % لا يتعدي راتب الصحفي ( القديم ) منهم 1500 جنيه شهريا ، وهو متزوج ويعول مقارنة بمعينين جدد في بعض الوظائف الحكومية الأخري الذي يحصل الواحد منهم في بداية تعيينه علي أكثر من 7 آلاف جنيه في الشهر .

مجلس النقابة وعدنا بتحسين الأجور ولم يحدث ، ووعد بزيادة المعاشات ولم يحدث ، ووعدنا بشقق أكتوبر فاذا بالمجلس يفرط في أكثر من 50 فدان كانت مخصصة للصحفيين في مدينة 6 أكتوبر بعد أن جمعت النقابة الملايين من الصحفيين كمقدمات ثم فرطت في الأرض بعد ذلك ، وسعت النقابة لرفع رسوم صندوق التكافل رغما عن الصحفيين الغير قادرين علي رفع هذه الرسوم .

لم ينفذ مجلس النقابة ما وعد به الصحفيين ، أضف الي ذلك المشاكل التي صدرها للجماعة الصحفية وتفتيت وحدة الصحفيين بجر النقابة الي معارك سياسية في وقت يعاني فيه الوطن من المؤمرات الخارجية والداخلية .

عفوا سيادة النقيب .. ارحل أنت ومجلس النقابة لا سيما بعد أن تصدع المجلس بحضور خمسة من أعضائه اجتماع ( الأهرام ) الذي طالب الحضور فيه باستقالة المجلس .. ارحل سيادة النقيب حفاظا علي وحدة الصحفيين والجماعة الصحفية ولا يجب أن يؤخذ هذا الطلب علي أنه تراجع عن مواجهة الداخلية ، فلسنا في مواجهة مع وزارة الداخلية ولا الأمن ، بل جميعنا أجهزة ونقابات ومواطنين يجب أن نكون في خندق واحد وهو خندق الوطن .

وأخيرا أقول لكبير العائلة المصرية الرئيس عبد الفتاح السيسي : نحن معك في خندق واحد ضد الإرهاب وهذا ليس حالي وحدي بل حال الجماعة الصحفية جميعها الا من أبا .. وهؤلاء معروفون وحتما سيأتي اليوم الذي سيرحلون فيه عن جماعتنا الصحفية .

 

اترك رد

%d