الأحد, 12 مايو, 2024 , 7:11 م

لندن وباريس تغرقان فى الظلام

الوطن المصري – جيهان جابر

عصفت التغيرات المناخية وموجة الطقس الحار، بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك، بآمال الأوروبيين فى قضاء إجازة صيف هذا العام كالمعتاد، إذ أجبرت تلك الأسباب أكبر اقتصادات أوروبا على قطع التيار الكهربائى لساعات طويلة.

كان ذلك عاملا إضافيا إلى جانب تفاقم أزمة الطاقة فى أوروبا، التى تتأزم يومًا تلو الآخر مع اقتراب موسم الشتاء، الذى يشهد ذروة الطلب على الغاز لتدفئة المنازل، بسبب نقص الإمدادات الروسية التى لطالما زوّدت القارة العجوز بما يقرب من نصف احتياجاتها.

بريطانيا تبدأ القطع المبرمج للتيار الكهربائى

أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” بأن السلطات البريطانية بدأت فى تطبيق القطع المبرمج للتيار الكهربائى؛ لمواجهة نقص إمدادات الطاقة.

وأشار تقرير إعلامى بريطانى إلى أن ملايين الأسر البريطانية ستواجه سياسة تقنين فى الكهرباء لعدة ساعات يوميًا؛ بسبب تراجع الإمدادات فى ظل ارتفاع درجات الحرارة.

ورجح خبراء إعلان بريطانيا حالة الطوارئ فى إمدادات الغاز والتى بموجبها يمكن أن تنقطع الإمدادات عن بعض محطات الطاقة الكهربائية التى تعمل بالغاز ما يجعلها غير قادرة على توليد الكهرباء.

كما أشارت صحف بريطانية إلى أن من المرجح أن يزيد هذا التصريح من الخوف من انقطاع التيار الكهربائى المخطط له، لأن المملكة المتحدة تعتمد على محطات الطاقة الكهربائية بشكل واسع.

أزمة هذا العام فى بريطانيا، لم تكن بعيدة عن أزمة شتاء العام الماضى، فقد حذّرت الشبكة الوطنية فى أكتوبر (2022)، من أن البلاد قد تواجه انقطاعات مخططة للتيار الكهربائى لمدة 3 ساعات عن المنازل والشركات، إذا لم تستطع المملكة المتحدة استيراد الكهرباء من أوروبا، وتكافح لجذب المزيد من إمدادات الغاز لتشغيل محطات الكهرباء التى تعمل به.

أزمة الطاقة فى بريطانيا

وتضع جميع الدول الأوروبية خطط طوارئ لمواجهة أزمة الطاقة التى تمر بها دول القارة بسبب انقطاع تدفقات الغاز من روسيا، مع توتر العلاقات بين موسكو وبروكسل جرّاء الحرب على أوكرانيا، ما قد يؤدى إلى تقنين ووقف صادرات الطاقة إلى الدول الأخرى.

وزادت أزمة نقص الغاز فى أوروبا -فضلًا عن مشكلات الصيانة فى العديد من محطات الطاقة النووية الفرنسية- من مخاطر عدم قدرة بريطانيا على تأمين الغاز الذى تحتاج إليه أو واردات الكهرباء التى تتلقاها عادة من دول مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا.

وتراجع إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية فى فرنسا إلى أدنى مستوياته، بسبب مشكلات التآكل فى نصف مفاعلاتها النووية البالغ عددها 56 مفاعلًا.

وقال مُشغّل الشبكة الوطنية فى بريطانيا (إى إس أو) فى توقعاته الشتوية: “قد يتسبّب نقص الإمدادات فى قطع التيار الكهربائى عن بعض العملاء لأوقات محددة مسبقًا خلال اليوم، بصفة عامة يُفترض أن يكون هذا لمدة 3 ساعات”.

وقالت الحكومة البريطانية ردًا على ذلك، إنها واثقة بتأمين إمدادات الكهرباء فى البلاد خلال فصل الشتاء.

وأعلنت المملكة المتحدة فى 8 سبتمبر (2022) تجميد متوسط الفواتير عند 2500 جنيه إسترلينى (2889.15 دولارًا أميركيًا)، بدءًا من أكتوبر الجارى (2022)، وتعويض شركات الطاقة عن خسائرها.

انقطاع الكهرباء فى باريس يغرق أحياء بعاصمة الأنوار فى الظلام

وعانت فرنسا من مشاكل انقطاع التيار الكهربائى عن عدة أحياء بجنوب العاصمة الفرنسية باريس، ما أدى لإغراقها فى الظلام. واستمر الانقطاع فى الشتاء الماضى، نحو خمس وأربعين دقيقة، وكان ناجما عن خلل فنى فى أحد محولات الطاقة التابعة لشركة إينيديس.

تسبب انقطاع فى التيار الكهربائى بإغراق عدة أحياء فى جنوب باريس فى الظلام، وربطت شركة “إر تى إى” الفرنسية المشغلة لشبكة الكهرباء الانقطاع بخلل فنى فى أحد المحولات الكهربائية لشركة إينيديس للطاقة الكهربية.

يأتى ذلك وسط مخاوف من أن انقطاع الكهرباء قد يشل البنية التحتية فى فرنسا التى اختبت أول موجة برد فى الشتاء الماضى، قدرة شبكة الطاقة على الصمود.

وقالت إدارة منطقة إيل دو فرانس، التى تضم مدينة باريس، فى شركة إر.تى.إى عبر تويتر إن شوارع كثيرة فى الدوائر رقم ثلاثة وأربعة وخمسة فى باريس تأثرت بانقطاع التيار الكهربائى، وذكرت الإدارة أن نحو 125 ألف أسرة تأثرت بانقطاع الكهرباء.

وحذر وزراء الحكومة من حالات مستقبلية لانقطاع التيار الكهربائى فى حالة وجود فجوة بين العرض والطلب، وهى حالات قالوا إنها لن تدوم أكثر من ساعتين وسينوه بها قبل حدوثها.

وتسابق شركة إى.دى.إف المملوكة للدولة، وهى الشركة الأم لشركة إينيديس، الزمن لإعادة مفاعلات نووية تأثرت بمشكلات الصدأ إلى العمل.

اترك رد

%d