الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 8:33 م
مصطفي الآمير

دبابة أوكرانية في قلب أمستردام

بقلم الكاتب مصطفى كمال الأمير

في سابقة تاريخية لم تحدث في هولندا وغرب أوروبا منذ 75 عامًا ونهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945

تم عرض دبابة أوكرانية مدمرة في الحرب مع روسيا وسط أكبر ميادين مدينة أمستردام ميدان الليدز Leidseplein أمام المسرح الوطني الهولندي في معرض خاص لمسرح de balie  من نهاية مايو حتي 4 يونيو 2023بهدف تعريف الجمهور والهولنديين بمآسي الحرب المدمرة التي اندلعت في 2022/2/24 قبل عام ونصف تقريبًا

دمرت فيها مدن أوكرانيا مع ربع مليون قتيل مدني وعسكري ومليون مصاب مع 15 مليون من اللاجئين الذين فروا للحدود مع رومانيا ومولدافيا وبولندا وتفادي حدود بيلاروسيا حليفة موسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قضم شرق أوكرانيا في دونباس ودونيتسك لوجانسك زاباروجيا أربعة أقاليم ( من 24 أوبلاست) وضمتهم الي روسيا الإتحادية ( أكبر دولة في العالم مساحتها 17 مليون km)

بعدما فرقت امريكا بين أشقاء الدين “المسيحيين الأرثوذكس ” والتاريخ والوطن الواحد طوال 250 عامًا منذ روسيا القيصرية مرورا بالإتحاد السوفيتي وكانا رفقاء سلاح حتي انهيار حلف وارسو عاصمة بولندا التي تحولت نفسها الي عضو في حلف الناتو العسكري المعادي لروسيا وأصبحت بولندا أكبر مورد للسلاح الي أوكرانيا رغم محاولة أوكرانيا توريط الناتو في الحرب بقصفها حدود بولندا بالصواريخ ومحاولة إلصاقها بالجيش الروسي وكنا علي شفير اندلاع حرب عالمية أخيرة

وكانت هولندا قد أرسلت شحنة أسلحة لأوكرانيا عبر وزارة الدفاع الهولندية 200 صاروخ “ستينجر” مضاد للطائرات، و50 قديفة مضادة للدبابات، مع 400 صاروخ و100 بندقية قنص، و30 ألف طلقة وغاطستين للكشف عن الألغام تحت الماء

ألمانيا وهولندا والدنمارك قامت بإرسال أكثر من 100 دبابة ليوبارد تم تجديدها

كما توصلت أوكرانيا بأولى الدفعات من دبابات الجيش المغربي في إطار اتفاق “تبادل” مع الولايات المتحدة الأمريكية

تتنازل المملكة المغربية بموجبه عن 90 إلي 120 قطعة مقابل حصولها على آليات أخرى أكثر حداثة وتطورا، مستفيدة من ضمانات حليفها الأمريكي،

لكن ذلك سيجعلها ثاني أكبر دولة مُصدرة للدبابات إلى أوكرانيا خلال الحرب بعد بولندا.

كما زودت أمريكا حليفتها اوكرانيا بطائرات F16 المقاتلة بشرط عدم ضرب الأراضي الروسية بمعني انها تدافع بها فقط عن أراضيها التي احتلتها روسيا

وكانت الطائرات المسيرة الإيرانية قد أحدثت تحولًا في الحرب الروسية في أوكرانيا  

لكنها مع حلفائها أوروبا وامريكا تزودت بطائرات مسيرة إسرائيلية ضربت بها أهداف مدنية في شبه جزيرة القرم ” الروسية” الأوكرانية سابقًا حتي عام 2014

عندما ضمتها روسيا رغمًا عن أنف باراك أوباما الرئيس الأمريكي حينها بينما خلفه عن الحزب الديموقراطي جو بايدن كان قد قام بزيارة العاصمة كييف وتجول فيها بصحبة الرئيس زيلنسكي  فهل تنتهي هذه الحرب العبثية بإنتخاب رئيس جمهوري لأمريكا وربما تكون عودة دونالد ترامب ” صديق بوتين”  بعد اتهامات امريكا للروس بالتدخل في الإنتخابات الأمريكية عام 2016

تكلفة الحرب في أوكرانيا تجاوزت ثلاثة تريليونات دولار أكثر من تكاليف حروب أمريكا في العراق وافغانستان حتي كوريا

وتهدف امريكا فيها الي استنزاف روسيا لتكرار سيناريو افغانستان عام 1979

لكن ماحدث هو العكس تمامًا بعد تداعي الإقتصاد العالمي ودخول امريكا نفسها في مرحلة الركود ونشوء أزمة غذاء عالمية بعد نقص امدادات الحبوب والقمح وارتفاع اسعار النفط وارتفاع رهيب للتضخم والأسعار للطاقة والسلع الغذائية في اوروبا والعالم

المستفيد الوحيد هي مصانع السلاح الأمريكية بالطبع

كثر الحديث عن معركة الربيع من روسيا في اوكرانيا لكنها وصلت الي هولندا عبر هذه الدبابة الأوكرانية المدمرة بعد شهر من اندلاع الحرب والتي تزن 44 طنًا من الحديد تم نقلها جوًا مسافة 6200  km من ساحة الحرب الدامية الي وسط أمستردام عاصمة المطر

مع أعلام أوكرانيا التي علت كل مؤسسات الدولة الهولندية ودول أوروبا كلها حتي في مباريات كرة القدم المحلية وفي الدوري الأوروبي

ختامًا ظهرت قوات واجنر الروسية المقاتلة في حرب أوكرانيا وأماكن أخري مثل سوريا وليبيا مثلما كانت Black water بلاك ووتر الأمريكية في العراق وافغانستان أيضًا

اذا تساوت الرؤوس بين روسيا الإتحادية والمعسكر الشرقي مع الغرب الذين قاموا بخدمة توصيل الديموقراطية Delivery علي دبابات امريكية مع قوات اليانكي وعناصر المارينز المدافعين عن الحرية ومن أطلقلوا علي أنفسهم دائمًا العالم ” الحر “

اترك رد

%d