الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 3:26 م

سياسيون يشيدون بزيارة سلطان عمان لمصر

الوطن المصري – ناريمان خالد

يبدأ اليوم الأحد السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان زيارة رسمية لمصر وسط ترحيب من مختلف الأوساط السياسية والبرلمانية والثقافية والإعلامية المصرية .
وقال عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية بأن مصر ترحب بزيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق لمصر، مؤكدًا “جلالته قائد وسلطان دولة شقيقة وعزيزة علينا، ومصر تكن لها ولشعبها كل التقدير والمحبة”
وأضاف أن لديه شخصيا تجارب كثيرة يعتز بها مع سلطنة عمان عندما كان وزيرا لخارجية مصر، وأمينا عاما لجامعة الدول العربية، مشيدا بدور السلطنة في تعزيز العمل العربي المشترك.
وأكد شعوره بالسعادة الغامرة بزيارة جلالة السلطان لتجديد التعاون المصري- العماني، وتمتين العلاقات، في إطار المساعي لأن تقوم العلاقات بين كل الدول العربية على أساس من الود والاحترام.
وذكر أن مصر لا تنسى لعمان مواقفها الداعمة لها في المواقف المختلفة، ومن ذلك إبان معاهدة كامب ديفيد، ورفض الانضمام إلى صف المقاطعة لمصر.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي : بأن العلاقات العُمانية -المصرية تاريخية، وذلك منذ عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، فهناك تعاون مشترك البلدين، ودائما ما احتفظت عمُان بعلاقات طيبة مع مصر.
وأضاف بيومي “نأمل أن توثق هذه الزيارة مزيدًا من هذه العلاقات” لافتًا إلى أن مصر تنسق علاقتها مع سلطنة عمُان باستمرار، وهناك اتفاقيات بين البلدين على مختلف الأصعدة.
وأشار بيومي إلى أن سلطنة عمُان تقف على أقدام ثابتة وتستطيع أن تقدم حلولا لمشاكل وأزمات المنطقة العربية، وبالتالي الجهد المصري -العُماني سيكون في صالح لم الشمل العربي.
وأكد أن هناك حالة من تكامل الأدوار بين مصر وسلطنة عمُان، يمكنها الإسهام في تحقيق الاستقرار في المنطقة العربية، خصوصا في ظل حالة من التراجع للعديد من القوى الأخرى، بفعل الظروف التي مرت بهم خلال الأعوام الماضية.
وأردف بيومي:الزيارة ستشهد أيضا العديد من الجوانب والاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، من خلال حضور رجال الأعمال في هذه الزيارات بهدف تعميق العلاقات وتوسعيها، وكل ذلك يصب في انتهاز الفرص التي قد تكون متاحة، وإزالة أي معوقات في سبيل توثيق العلاقات.
وأكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر كرم جبر، أن هناك جملة من الدلالات المهمة وقضايا إقليمية ومصالح مشتركة بين البلدين تحملها الزيارة، مشددًا على أن العلاقات المصرية -العمانية شهدت تحولًا جذريًا. كما أنها تعكس حرص الرئيس السيسي على تأكيد الترابط والتكامل بين البلدين والشعبين.
وأكد عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين الأسبق، أن العلاقات بين القاهرة ومسقط تشهد حالة من الزخم الإيجابي، والتي تتناسب مع الظروف الاستثنائية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم، مشيرًا إلى وجود رغبة لدى قيادتي البلدين ناتجة عن وعي وفهم للظروف الراهنة، لإنهاء التوتر والنزاعات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أهمية الدور الدبلوماسي في تقريب وجهات النظر بين قيادات الدولتين إزاء القضايا الإقليمية والعالمية والتي تؤثر على المنطقة العربية بشكل عام.
وأشار سلامة إلى النمو الملحوظ في معدل التبادل التجاري وحجم الاستثمارات، والحرص المشترك من قبل الدولتين على المضي قدما نحو مزيد من تعميق تلك العلاقات.
من جانبه عدّ عضو مجلس الشيوخ المصري إبراهيم أبوكيلة توقيت زيارة السلطان هيثم بن طارق “في غاية الأهمية” لما تشهده وجهات النظر من تقارب في عدة ملفات بين الدولتين، الأمر الذي يضفي نوعا من الاستقرار في منطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام.
وقال إن البلدين الشقيقين تجمعهما علاقات المودة والأخوة على المستويين الرسمي والشعبي، وإن الرئيس السيسي والشعب المصري يكنان تقديرا وإعزازا لجلالة السلطان هيثم بن طارق وسلطنة عمُان، ومواقفها النبيلة إزاء مصر وشعبها.
وأكد أبو كيلة أن مصر وسلطنة عمُان تجمعهما علاقات تاريخية ممتدة، موضحا أن البلدين يربطهما علاقات إستراتيجية قوية، مشيدًا بما وصلت إليه العلاقات من تطور كبير في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها.
ووصف رئيس حزب “الجيل” ناجي الشهابي، الزيارة “بالتاريخية”، قائلا بأنها تشهد ترحيبا كبيرا من جانب مصر قيادة وحكومة وشعبا، لا سيما أنها تعكس خصوصية العلاقات المصرية -العمُانية، وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وثقافية راسخة، وتاريخ مشترك ومصير واحد.
وأوضح أن الزيارة تعكس حرص البلدين على التضامن والتكاتف في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية في المرحلة الراهنة.
وقال الكاتب والروائي المصري يوسف القعيد، إن العلاقات بين مصر وسلطنة عمُان توشك أن تكون “مثالية”، وهي من الأمور النادرة في الوطن العربي، وهي علاقات جيدة جدًا، وموجودة وراسخة منذ عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وتوسعت العلاقات وتطورت في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق.
وأشار القعيد إلى أن سفارة سلطنة عمُان في القاهرة وعلى رأسها السفير عبدالله الرحبي تعمل ليلا نهارا على تطوير العلاقات بين البلدين وجعلها في صورة مثالية، لافتًا إلى أن الشعبين في سلطنة عمُان ومصر يتمتعان بتاريخ قديم وضخم جدًا، وهذا يظهر جليًا، “فعندما زرت سلطنة عمُان شعرت أني أمشي ما بين رحاب التاريخ أكثر من أنني أسير في الحاضر، أو الوقت الراهن الذي كنت فيه هناك”.
وقال القعيد إن سلطنة عمُان بلد لها حضارة عريقة وممتدة ونادرة، وشعبها من أقرب الشعوب إلى المصريين، “ورغم أن علاقتنا بدول الخليج جيدة وهم أشقاؤنا، ولكن يظل لسلطنة عمُان نكهة تاريخية ، ونكهة قديمة خاصة ،وجيدة، وعريقة”.
وأكد الكاتب الصحفي المصري، عاصم رشوان أن زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر تكتسب أهميتها من عدد من الدلالات، منها أنها أول زيارة لجلالته لدولة عربية من خارج مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى ما تحتاجه المنطقة من الحكمة العمانية في التعاطي مع القضايا المشكلات.
وأشار إلى أن لدى سلطنة عُمان رصيدا إيجابيا، وصورة متميزة بشأن دورها وحكمتها في التعامل مع المشكلات والقضايا التي تتسم التعقيد، نظرا لحفاظها على مسافة ملائمة تؤهلها للعب أدوار إيجابية تشكل موضع ترحيب من الجميع.
وأوضح أن لدى سلطنة عُمان قناعة بأن مصر هي عمود الخيمة العربية، وأن المساس بأمنها واستقرارها يعني المساس والنيل من أمن واستقرارها جميع العرب، ومن هنا كان الدعم العماني المتواصل لمصر سياسيا اقتصاديا.
وأكد أن زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر تحظى بترحيب وترقب في مصر على المستويين الرسمي والشعبي، وسط آمال في أن تدفع الزيارة نحو مزيد من تعزيز العلاقات بينهما.
وقال السفير والدبلوماسي المصري السابق، أشرف عقل، إن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر تأتي في سياق من امتداد للعلاقات التاريخية التي تربط سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية، وتأكيدا على حرص قيادتي البلدين على توثيق تلك الروابط الراسخة بينهما. كما تأتى في ظل تطورات إقليمية ودولية مهمة تشهدها المنطقة.
وأضاف عقل : الزيارة سوف تسهم بتطورات مهمة تتجاوز حدود العلاقات الثنائية بين البلدين الى آفاق إقليمية، وعلى صعيد مهم يتصل بعلاقات الجوار الإقليمي انطلاقا من دور سلطنة عمان المهم على الصعيد العربي والخليجي.
وأشار السفير المصري إلى أنه على غرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، أدت سلطنة عمان دور الوسيط في المحادثات بين السعودية والحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء قبل فترة، وهو ما يرى فيه كثيرون انتصارا دبلوماسيا للسلطنة في منطقة تعجُّ بالصراعات والمشاحنات السياسية والعسكرية.
وأكد بأن الزيارة سيكون لها شقان الأول منهما مرتبط بالعلاقات الثنائية، والتبادل التجاري وتعزيزه، فضلا عن بعض الموضوعات المشتركة، وسيكون للشق الثاني من الزيارة أبعاد إقليمية، تتصل بآفاق سياسية خارجية يتابعها المراقبون وتتصل بعلاقات مصر بدول الجوار الإقليمي.

اترك رد

%d