الجمعة, 29 مارس, 2024 , 7:03 ص

خلال مؤتمر صحفى بالاتحادية.. السيسى يدعو لوقف فورى لإطلاق النار فى السودان

الوطن المصري – الاء شوقي

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن زيارة رئيس وزراء اليابان لمصر تعكس الاهتمام المتبادل بين البلدين بالبناء على علاقات الصداقة التاريخية بينهما، على المستويين الرسمى والشعبى.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى مشترك بين الرئيس السيسى ورئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا بمقر قصر الاتحادية.

ورحب الرئيس السيسى فى بداية المؤتمر بـ”فوميو كيشيدا”، رئيس وزراء اليابان، والوفد المرافق له، ضيوفا أعزاء فى مصر، فى مستهل الجولة التى يقوم بها رئيس الوزراء، فى عدد من دول القارة الإفريقية، قبل استضافة مدينة “هيروشيما”، لقمة مجموعة السبع الشهر المقبل، تحت الرئاسة اليابانية وفى أول زيارة، يقوم بها دولته إلى مصر، منذ توليـه المسـئولية فى بـلاده.

وأشار الرئيس السيسى إلى ما نحمله فى مصر، من مشاعر تقدير بالغ، لإسهام اليابان فى دعم مسار التنمية وانخراطها المخلص، فى دعم المشروعات الوطنية فى مصر ومنها “المتحف المصرى الكبير”، الذى يعد المتحف الأثرى الأكبر فى العالم، لعرض القطع الأثـرية المنتميـة لحضـارة واحـدة، وأعرب الرئيس السيسى عن تطلعه لأن يكون بيننا فى حفل افتتاح المتحف، دولة رئيس الوزراء بالإضافة إلى مشروع المدارس المصرية اليابانية، والذى رأى النور فى سبتمبر 2018، ويتضمن تطبيق نظام التعليم الأساسى اليابانى “توكاتسو” فى المدارس المصرية إلى غير ذلك من المشروعات المتعددة، التى تقف شاهدة على الصداقة بين البلدين، والتى لا يتسع المقام لسردها جميعها علاوة على مشروع “الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا” ببرج العرب، الذى يعد نموذجا ناجحا، للتعاون الثلاثى بين اليابان ومصر مع الأشقاء الأفارقة.

وأشار الرئيس السيسى إلى أنه استعرض مع “كيشيدا”، الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية والهيكلية، التى تم إقرارها، فى إطار تحفيز بيئة الأعمال، وتحسين مناخ الاستثمار فى مصر، على مدار الأعوام الماضية وكذا الحوافز والضمانات، التى يكفلها القانون المصرى للمستثمرين وتناولت الفرص الاستثمارية الواعدة، التى توفرها مصر فى شتى المجالات ودعوت الحكومة اليابانية، لتشجيع الشركات اليابانية، لضخ المزيد من الاستثمارات فى مصر.

وأضاف الرئيس السيسى أنه تبادل مع رئيس وزراء اليابان، وجهات النظر، حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مضيفاً: لقد كانت النقاشات إيجابية وبناءة، حيث استعرضنا ما تشهده الساحة الدولية من تحديات، وبشكل خاص ما خلفته الأزمة الأوكرانية، من تبعات اقتصادية هائلة على الدول النامية، فاقت ما أحدثته جائحة “كورونا”، من ارتفاع فى معدلات التضخم وأسعار الطاقة والغذاء، وتوقعات بتراجع معدلات النمو.

وأكد الرئيس السيسى تطلع مصر إلى أن يعمل شركاء التنمية، وفى المقدمة اليابان؛ كونها دولة رائدة فى الإسهام التنموى العالمى، وفى ظل رئاستها الحالية لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، من أجل أن تحظى تلك التحديات الاقتصادية الملحة، بذات قدر الاهتمام بالجوانب السياسية والأمنية للأزمة الأوكرانية، التى نأمل أن يتم التوصل لتسوية لها وذلك من خلال بحث سبل تخفيف وطأة التحديات الاستثنائية، الملقاة على عاتق العديد من الدول النامية.

وتابع الرئيس السيسى: تباحثت كذلك مع رئيس وزراء اليابان، بشأن العديد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك؛ لاسيما القضية الفلسطينية، والأوضاع فى ليبيا واحتلت التطورات فى السودان، جانبا مهما من المباحثات، وأكد الرئيس السيسى الرؤية المصرية القائمة على ضرورة الوقف الفورى، والدائم والشامل، لإطلاق النار فى السودان وأهمية امتناع أى طرف خارجى، عن التدخل فى الأزمة، باعتبارها شأنا سودانيا خالصا بما يسهل من نزع فتيل الأزمة، ويحول دون تفاقمها.

وأشار الرئيس السيسى إلى حرص مصر على تعزيز وتعميق التعاون بين البلدين، كنتيجة طبيعية لتميز العلاقات بينهما وثقتى فى توافر ذلك الحرص وبذات الدرجة، لدى دولة اليابان الصديقة وليس أدل على ذلك، من تواجده بيننا، وتشريفه لنا، مجدداً الترحيب، بضيف مصر العزيز، والوفد المرافق له.. متمنيا لهم إقامة سعيدة.. فى أرض الكنانة.

ومن جانبه أكد رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا تقدير بلاده للجهود التى تبذلها مصر لخفض التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال “تشاركت مع الرئيس السيسى القلق البالغ تجاه الأوضاع فى إسرائيل وفلسطين”. ووصف كيشيدا مصر بأنها “شريك مهم لليابان”، حيث تلعب دورا مهما للسلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مشيرا إلى تصميم بلاده على الاستمرار فى المساهمة ودعم التنمية والازدهار لمصر والمنطقة ككل.

وأوضح رئيس وزراء اليابان أنه تبادل خلال لقائه مع الرئيس السيسى الآراء فى عدة ملفات مختلفة، شملت العلاقات الثنائية بين القاهرة وطوكيو، بالاضافة إلى الأوضاع على الساحة الأوكرانية والدولية.

وأكد رئيس وزراء اليابان، استمرار دعم بلاده لمصر وتقديم المساعدات طويلة الأمد لها، وذلك فى المجالات المختلفة من خلال التعاون فيما يتعلق بمشروع الخط الرابع لمحطة مترو أنفاق القاهرة، بالإضافة إلى مشاركة شركات يابانية فى مشروعات توليد الكهرباء بطاقة الرياح.

وأشار كيشيدا إلى أن اليابان ستستمر فى دعمها لمصر أيضا بمجال التعليم، وذلك على الطريقة اليابانية، مشددا على أن التنمية البشرية هى أساس ازدهار الدول.

وقال: “إن الكثير من الناس يعانون بعد العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا من غلاء أسعار المواد الغذائية، لذلك تقوم اليابان بدعم رفع أهمية استخدام مياه الرى الزراعى من خلال القروض ودعم الحفاظ على المضخات وصيانتها من خلال التعاون، ودعم رفع الانتاج الزراعى من خلال المساعدات المالية بلا مقابل، والمساهمة فى تعزيز الأمن الغذائى فى مصر”.

وأوضح أنه تبادل مع الرئيس السيسى وجهات النظر حول الأوضاع فى السودان وأوكرانيا وشرق آسيا أيضا، مضيفا: “بالنسبة للأوضاع فى السودان، أقدر مساهمة مصر من أجل تحقيق السلام والاستقرار فى ذلك البلد، حيث تحدثت مع الرئيس السيسى فى هذا الموضوع مطولا واتفقنا على التنسيق الوثيق مع مصر التى لها علاقات وثيقة مع السودان لتهدئة الوضع بأسرع ما يمكن واستئناف عملية نقل السلطة للمدنيين”.

وأشار كيشيدا إلى أن اضطربات الأوضاع فى السودان المطلة على البحر الأحمر، أهم الشرايين اللوجستية لآسيا وأوروبا، قد يؤثر أيضا على اليابان والاقتصاد العالمى.

وتابع: “لذلك، فإننا ننوى المساهمة فى معالجة الوضع كرئيس حالى فى مجموعة السبع وعضو مجلس الأمن الدولى، وسنرسل قريبا المبعوث اليابانى للقرن الإفريقى إلى الدول المعنية، بما فيها مصر”، معربا عن استعداد اليابان لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للاجئين والنازحين فى كل الدول المجاورة.

كما أكد رئيس وزراء اليابان رفضه للغزو الروسى لأوكرانيا، قائلا “إن هذا العمل يهز أسس النظام، ولا يمكن أن تقبل اليابان الدولة الوحيدة التى تعرضت للقصف النووى، التهديدات الروسية بالأسلحة النووية”، مشددا على أنه لا يمكن استخدام هذه الأسلحة.

وأشار كيشيدا إلى اتفاقه مع الرئيس السيسى، خلال مباحثاتهما أمس، على أهمية الحفاظ على النظام الدولى القائم على سيادة القانون وعدم القبول بتغيير أحادى الجانب للوضع القائم أينما كان فى العالم، وكذا تنسيق التعاون مع كوريا الشمالية فى قضايا السلاح النووى والصواريخ.

وأشار إلى أنه اطلع الرئيس السيسى على الخطة الجديدة التى أعلنت مؤخرا فى منطقة المحيطين الهندى والهادى الحرة والمنفتحة، مضيفا أنه “بالنسبة لمصر التى لديها قناة السويس، أهم شرايين نقل المواد، فمن المهم للغاية الاستخدام السلمى لمياه البحر وسلامة الملاحة البحرية، وستستمر اليابان فى التعامل مع مصر فى هذا المجال أيضا”.

وتابع رئيس وزراء اليابان أنه تم الاتفاق على التنسيق بشأن النسخة الثالثة من الحوار السياسى العربى اليابانى فى سبتمبر من العام الحالى، والمزيد من التعاون الثلاثى اليابانى المصرى الأردنى، موضحا أن اليابان ومصر ليستا شريكتان على المستوى الثنائى فقط، بل على المستوى الإقليمى والدولى، ولذلك تم الاتفاق على رفع مستوى علاقة البلدين إلى الشراكة الاستراتيجية.

واختتم رئيس وزراء اليابان كلمته بالقول “سنعمل مع الرئيس السيسى، الذى ينشط فى معالجة العديد من القضايا، من أجل المساهمة فى السلام والاستقرار والازدهار للمجتمع الدولى”.

اترك رد

%d