الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 2:43 ص

السفير الإسبانى: علاقاتنا مع مصر شهدت تطورا ملحوظا فى السنوات الأخيرة

الوطن المصري – عمر خالد

أكد سفير إسبانيا فى مصر، البارو إيرانثو جوتييريث خلال حفل إفطار السفارة اليوم الثلاثاء، أن العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا شهدت تطورًا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة، على الرغم من أنه لا تزال هناك إمكانية لتطويرها بشكل أكبر، لا سيما فى المجال الاقتصادى.

وأوضح السفير الإسبانى أن هناك أوجه تكامل واضحة بين بلدينا، وتظهر الأرقام التجارية على مدى العامين الماضيين ارتفاعًا واضحًا، وهو دليل على تمتع علاقتنا الثنائية بصحة جيدة.

كما عززت زيادة الزيارات المتبادلة فى السنوات الأخيرة “الرئيس السيسى إلى إسبانيا 2015 ورئيس الحكومة بدرو سانشيث إلى القاهرة فى ديسمبر 2021” التطبيق العملى لمعاهدة الصداقة والتعاون الموقعة عام 2010. ومن منطلق تأكيد الرغبة المشتركة فى مواصلة العمل على الحوار السياسى، زارت وزيرة الخارجية السابقة، أرانشا جونزاليس لايا مصر فى أكتوبر 2020 وسافر الوزير شكرى إلى مدريد فى أبريل 2022. وفى الآونة الأخيرة، سافرت وزيرة الدولة للتجارة، زيانا منديز، إلى القاهرة فى نهاية سبتمبر 2022 للمشاركة فى مؤتمرات الشراكة متعددة الأطراف التى نظمتها هيئة الصادرات والاستثمار الإسبانية ICEX والتقت وزير التجارة والصناعة ووزير التخطيط.

وفى نوفمبر الماضى، سافر وفد رسمى كبير برئاسة رئيس الحكومة بدرو سانشيث إلى شرم الشيخ للمشاركة فى قمة المناخ (COP-27).

إسبانيا فى المرتبة الثانية لواردات مصر خلال 2022

شهدت التجارة الثنائية بين إسبانيا ومصر نموا كبيرا فى السنوات الأخيرة. بلغ التبادل التجارى بين بلدينا عام 2022، قيمة إجمالية قدرها 4 مليارات و500 مليون يورو. وانخفضت الصادرات الإسبانية إلى مصر العام الماضى (1 مليار و569 مليون يورو) بنسبة 1.5٪، بينما زادت الواردات من إسبانيا (2 مليارين و930 مليون يورو) بنسبة 146٪.

ونتيجة لذلك، أصبحت إسبانيا العميل الثانى لمصر فى عام 2022، حيث قفزت من المركز السابع الذى احتلته فى عام 2021، نتيجة زيادة واردات الغاز الطبيعى المسال المصرى إلى إسبانيا، فى سياق التنويع الإسبانى للإمدادات وزيادة أكبر فى المعروض من مصر بفضل إعادة افتتاح محطة تسييل الغاز بدمياط عام 2021 (التى بنتها شركة يونيون فينوسا الإسبانية).

فى الوقت نفسه، على قائمة أكبر الموردين لمصر احتلت إسبانيا المركز الخامس عشر عام 2022 وشملت قائمة صادراتها إلى مصر بشكل رئيسى: الآلات والأجهزة الميكانيكية والمركبات والجرارات والأجهزة والمواد الكهربائية والنحاس ومصنوعات، بينما استوردت إسبانيا من مصر فى نفس الفترة: وقود وزيوت معدنية ومواد بلاستيكية ومصنوعاتها والحديد والصلب والأسمدة والملابس المشغولة.

809 مليون يورو استثمارات تراكمية و400 مليون يورو تمويل ثنائى

وفقاً لأحدث بيانات سجل الاستثمارات التابع لوزارة الدولة للتجارة، يقدر حجم الاستثمارات الإسبانية فى مصر بـ809 مليون يورو.

منذ عام 1998، أبرمت إسبانيا بروتوكول مالى لتمويل مشروعات الشركات الإسبانية مع الإدارة المصرية. خلال زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، تم التوقيع على إعلان مشترك بشأن التمويل، أتاحت إسبانيا بموجبه لمصر ما يصل إلى 400 مليون يورو فى شكل تمويل ثنائى بشروط ميسرة.

ومن أبرز المشروعات التى تم تمويلها مؤخرا من الجانبين المصرى والإسبانى:

أ‌. تشييد شركة جاميسا لمزرعة رياح خليج جبل الزيت بطاقة 120 ميجاوات، بقيمة 119.2 مليون يورو.

ب‌. حماية وإنارة بعض المواقع الأثرية بتكلفة بلغت 30 مليون يورو.

ت‌. إعادة تأهيل 23 قطارا بالخط الأول لمترو القاهرة الكبرى، جارى التنفيذ من قبل شركة الإنشاءات المعاونة للسكك الحديدية (CAF) بتكلفة 158.9 مليون يورو.

ث‌. توقيع عقد بين شركة تالجو وسكك حديد مصر فى أغسطس 2022 للحصور على 7 قطارات نوم جديدة شاملة الصيانة لمدة 15 عام بقيمة 200 مليون يورو.

العلاقات الثقافية والعلمية

تتشارك إسبانيا ومصر إرثاً تاريخياً وحضارياً إستثنائياً، ساهم فى العديد من أوجه التبادل الثقافى على مر القرون. نحن نفخر بأنفسنا فى إسبانيا بسبب التراث العربى والإسلامى الغنى الذى يزوره المسافرون المصريون والمسافرون من جميع أنحاء العالم بانتظام ويستمتعون به. فى الوقت نفسه، يجذب التراث التاريخى والثقافى المصرى غير العادى المزيد والمزيد من الإسبان وهو أرض خصبة جدًا للعلاقات الثقافية بين بلدينا.

تحظى مصر وإسبانيا بتعاون ممتاز فى مختلف المجالات: اللغة الإسبانية وعلم المصريات والفنون المسرحية، وخاصة فن الفلامنكو والفن الدرامى. تشارك إسبانيا بانتظام فى الأحداث الثقافية المختلفة مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب، ومهرجان القاهرة للجاز، ومهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ومهرجان الإسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط، ومهرجانات مسرح الإسكندرية وقنا – الأقصر، ومهرجان المسرح الصغير بالقاهرة والإسكندرية، معارض للفن المعاصر، مثل Art D´Egypte، من بين العديد من الفعاليات الأخرى.

يبذل معهد سربانتيس بفرعيه فى القاهرة والأسكندرية، اللذان استعادا بالفعل مستوى النشاط الأكاديمى الذى كانا عليه قبل جائحة كورونا، جهودًا كبيرة للترويج لبرامج دبلوما تعليم اللغة الإسبانية للاجانب ( DELE) كوسيلة لتعزيز الوصول إلى الجامعات الإسبانية والأيبيروأميريكية. يتلقى أكثر من 6000 دارس للغة الإسبانية دورات التعليم العالى فى 20 جامعة مصرية حكومية وخاصة. ازداد عدد أقسام اللغة الإسبانية فى الجامعات المصرية فى السنوات الأخيرة ويتجاوز بالفعل 20 قسمًا. كل هذا يمثل زيادة كبيرة فى عدد معلمى اللغة الإسبانية وما يترتب على ذلك من تأهيل خاص.

لدى إسبانيا 12 بعثة أثرية فى مواقع مصرية مختلفة مثل سقارة والأقصر وأسوان ووادى الجمال وفى وسط البلاد. يقومون بعمل علمى فى بعثات سنوية تستمر لمدة شهر. كما يعمل وجودها على تقديم دورات تدريبية لمسؤولى وزارة الآثار والسياحة (عقدت آخرها فى أسوان فى ديسمبر 2022، عن الأنظمة المتحفية، وفى القاهرة فى فبراير 2023 حول التسويق والإدارة الثقافية).

حاليا، تعرض العديد من المتاحف المصرية نتائج الحفريات الإسبانية: متحف الأقصر الأثرى، وبعثة جحوتى والوزير أمنحوتب هوى، ومتحف النوبة بأسوان، بعثة قبة الهوى.

كما تعتبر الرياضة أيضًا جزءًا مهمًا من ثقافاتنا ولهذا السبب من الضرورى التأكيد على الاستقبال الكبير الذى حظى به نشر الأحداث الرياضية الإسبانية فى مصر. كرة القدم هى بلا شك الرياضة الأكثر متابعة من قبل الجمهور المصرى، وهو عامل يساهم بشكل كبير فى زيادة الوعى بإسبانيا فى مصر.

السياحة: 180 ألف سائح إسبانى

السياحة – التى كانت تقليديا أحد أهم قطاعات الاقتصاد المصرى – تتعافى تدريجيا، وعلى الرغم من غزو أوكرانيا، استقبلت البلاد فى عام 2022 حوالى 12 مليون سائحاً.

يرجع جزء كبير من هذا الانتعاش إلى السياحة الإسبانية، التى نمت بشكل مطرد لتصل إلى رقم 180 ألف سائح فى عام 2022.

حضر وزير السياحة المصرى، الدورة الأخيرة للمعرض الدولى للسياحة والسفر الإسبانى ( FITUR) هذا العام والتقى بوزيرة الدولة روزانا موريللو. الهدف هو مضاعفة عدد الزوار الإسبان إلى مصر فى عام 2023، وهو ما سيساهم فيه الافتتاح المرتقب لرحلات طيران إضافية من مدريد إلى القاهرة والأقصر.

 جارى تنفيذ 21 مشروعا تبلغ قيمتها 11 مليون يورو

بالنسبة لإسبانيا، تحظى مصر بمكانة متقدمة فى مجالات التعاون، وفقًا للخطة الرئيسية الخامسة للتعاون. الهدف الاستراتيجى العالمى هو المساهمة فى زيادة قدرات الدولة ومؤسساتها والمجتمع المدنى، من أجل دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة والعادلة. تعد المساواة بين الجنسين هى إحدى السمات المميزة للتعاون الإسبانى فى مصر، مما يسلط الضوء على الإجراءات التى تهدف إلى خلق فرص عمل للمرأة ووتعزز الحماية الاجتماعية.

أعلنت الحكومة الإسبانية عن مضاعفة أموال التعاون الدولى فى عام 2023، وبالتالى من المتوقع زيادة الميزانية الثنائية مع مصر. بلغ الحجم الإجمالى للمساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة فى الفترة الماضية 2015-2021 ما يقرب من 50 مليون يورو.

كما تحدد خطة البرامج الجديدة على أربعة مجالات عمل: مكافحة الفقر، المساواة بين الجنسين، التحول البيئى العادل والاقتصاد الأخضر والهجرة.

تنفذ الوكالة الإسبانية الدولية للتعاون من أجل التنمية فى الوقت الراهن 21 مشروعاً تبلغ قيمة ميزانيتها الإجمالية 11 مليون يورو، تشمل قطاعات المساواة بين الجنسين، المياه، التأهيل والتوظيف، الحوكمة الديمقراطية والتعزيز المؤسسى والتعاون الثقافى.

اترك رد

%d