الوطن المصري – جيهان جابر
قامت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بزيارة مستشفى سرطان الأطفال 57357، لتقديم الدعم للأطفال والتعرف على تجهيزات المستشفى وإمكاناته، بحضور مدير عام مستشفى 57357 الدكتور شريف أبوالنجا، والدكتور عمرو عزت سلامة رئيس مجلس أمناء مستشفى 57357.
وجاءت هذه الزيارة بعد زيارة وزيرة الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضي، للمشاركة في بالفعالية السنوية للشبكة المصرية للسرطان بالولايات المتحدة “ECN” التي تعد من أنجح الفعاليات وأكثرها مشاركة من المتبرعين حيث بلغت التبرعات حوالي 600 ألف دولار بما يعادل نحو ٢٠ مليون جنيه مصري.
وقامت السفيرة سها جندي بجولة تفقدية في المستشفى، حيث التقت خلالها بالأطفال وتعرفت على إمكانات المستشفى المختلفة وتجهيزاته، خاصة مركز البحوث والتي تديره دكتور شاهندة النجار إحدى المصريات العائدات من الخارج إلى أرض الوطن عقب قضاء فترة عمل لمدة ١٣ سنة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبمشاركة دكتور سامح مجد الدين والذي عاد لمصر بعد ١٣ سنة في أمريكا واليابان، والدكتور سامح سعد مدير قسم التكنولوجيا الذي عمل مع الراحل الدكتور أحمد زويل منذ ٢٠١٨، والدكتور رامي عزيز رئيس قسم مايكروبايولوجي، والذي يعد من أفضل مراكز البحث العلمي في الشرق الأوسط في مجال علاج السرطان.
وتفقدت السيدة الوزيرة معمل التحاليل والمطبخ الخاص بتجهيز الوجبات للمرضي، وسيارات حفظ الأغذية في درجات حرارة والتبريد والي تم تجهيزها عن طريق تبرعات المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية وشبكة ” ECN”، وقسم للحلويات والمخبوزات والقسم الداخلي غرف المرضي وغرفة الألعاب، ومركز العلاج بالفن والتي أسهم في اكتشاف مواهب عدد من الأطفال، كما يتم تعليم الرسم وفنون الحكي “story telling” وفنون يدوية وتعليم موسيقي ويستهدف مركز العلاج بالفن جذب الأطفال لقضاء وقت ممتع يشغلهم عن معاناة المرض، ويمنحهم الفرصة لممارسة أنشطة محببة، والتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم واكتشافها وتعديلها من خلال صناعة الفن، وهو ما يساهم في دعم حالتهم النفسية وينعكس على تحسين استجابتهم للعلاج، كما تفقدت السيدة الوزيرة قسم الطب النووي.
وتفاعلت السيدة الوزيرة مع الأطفال، كما التقت المتطوعين والصيادلة وأطقم التمريض الذين من ضمنهم 30 متدربا من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية الشقيقة، مشيرين إلى أن الأطفال يتم معالجتهم ومتابعة كل أمراضهم حتى أمراض الأسنان ومكافحة العدوى، كما يتم ميكنة صرف الأدوية لضمان عدم تسرب أي محتوي خارج المنظومة الرسمية، ودراسة فعالية الأدوية ومدي توافقها جينيا.
وخلال كلمتها أعربت السفيرة سها جندي عن سعادتها بوجودها في مستشفى سرطان الأطفال هذا الصرح المتميز مشيرة إلى أن مصر يتم تعريفها بتاريخها العريق، وإنما عند الحديث عن الحاضر والمستقبل في المجال والتقدم الطبي يتم تعريف مصر بعدد من المؤسسات المتميزة وعلى رأسها مدينة الدواء المصرية وعدد من المستشفيات العملاقة ذات التأثير في الشرق الأوسط، ومن بينها مستشفى سرطان الاطفال ٥٧٣٥٧، لما تقدمه من خدمات غير موجودة على مستوى الشرق الأوسط فهي تمتلك أجهزة غير موجودة على مستوى العالم إلا في عدد قليل من المستشفيات ذات نفس التخصص.
ولفتت السيدة وزيرة الهجرة إلى أنه يجب التركيز إعلاميا على إنجازات الوحدة البحثية في المستشفى وما تحققه من بحث علمي يتوافق وأعلى المستويات العالمية والمعايير الدولية.
وأشارت الوزيرة إلى زيارتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركتها في الاحتفالية السنوية رقم ١٥ للشبكة المصرية للسرطان بالولايات المتحدة “ECN”، مؤكدة أنها لم تتردد في قبول الدعوة للمشاركة في الاحتفالية فهي مهمة رسمية والدولة المصرية تدعم المستشفى لما لها من بعد إنساني لا يمكن أن ينكره أحد ونحن نحرص على استمرار ما تقدمه المستشفى لأطفالنا.
وكشف السفيرة سها جندي عن سعادتها أيضا بوجود الكثير من المصريين بالخارج الداعمين للمستشفى ومنهم الدكتور محمد العريان، الذي القى كلمة رائعة في افتتاح الفاعلية، موضحة أن الكل يقوم بدوره لاستمرار المستشفى في القيام بدورها على الرغم من الأزمة العالمية الراهنة التي أثرت على اقتصادات أكبر الدول في العالم.
وأكدت السيدة الوزيرة استعداد الوزارة لدعم المستشفى بكافة الأشكال والترويج لدورها بين أبناء مصر بالخارج وتوعيتهم وتعريفهم بأهميتها، حيث إننا نحرص على أن تستمر في دورها المهم وما تقدمه من رسالة مهمة وبناء في المستقبل، كما أنها مؤسسة متكاملة طبية وتعليمية وبحثية وتعطى الأمل للأطفال في حياة أفضل.
ومن جانبه، رحب الدكتور عمرو عزت سلامة رئيس مجلس أمناء مستشفى57357، بالسيدة الوزيرة مشيرا إلى أن المستشفى بدأت في عام ٢٠٠٧ وبدأت بـ ١٨٠ سرير إلى أن وصلت حاليا إلى ٣٨٠ سرير، متمنيا الاستمرار في تنفيذ كل ما يؤمنون به بتوفير علاج صحي على أعلى مستوى وبحث علمي وجودة في كل ما يتم تقديمه بالمستشفى.
وفي كلمته، أكد مدير عام المستشفى دكتور شريف أبو النجا أن ٥٧٣٥٧ هي أحد أهم مراكز التميز في مصر، وأنها مؤسسة تعتمد منذ إنشائها على التعليم والبحث العلمي وجودة الرعاية الصحية.
وتطرق د. شريف أبو النجا إلى تاريخ وتفاصيل رحلة 57357، التي انطلقت من جمعية أصدقاء المعهد القومي للأورام ، عن طريق تبرعات رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني وشارك بها أطفال المدارس بمصر، وأشار إلى التغييرات العالمية والاضطرابات الاقتصادية التي أثرت على العالم كله، والتحديات التي يواجهها المستشفى في ظل هذه الظروف، لتقديم مستوى عالمي من الرعاية الصحية مجانا وبعدالة وإنسانية، مشيدًا بمشاركة السيدة وزيرة الهجرة في احتفالية الشبكة المصرية للسرطان ECN، والتي كان لها فضل كبير في دعم المستشفى في ظل التحديات الحالية.
وتحدث د. شريف أبو النجا عن دور “ECN” بالولايات المتحدة وكندا والتي أسسها المصريون بالخارج طبقا للقوانين الأمريكية والكندية لدعم مرضى السرطان في مصر، وتقدم مساهمات فعالة لدعم المستشفى في صورة تبرعات عينية مثل الأجهزة الطبية والمستلزمات الطبية وغيرها، معلنًا عن الاستعداد لافتتاح ECN في سويسرا وفرنسا.
وقال د. شريف أبو النجا إن المستشفى تهتم بوضع النظرية موضع التطبيق السليم، من خلال اهتمامها بالتعليم والبحث العلمي ونقل الخبرة لخلق كوادر وأجيال جديدة، ليس في مصر فقط بل على مستوى العرب وأفريقيا، لافتًا إلى تدريب أكثر من 800 متدرب من أفريقيا في مجالات الرعاية الصحية المختلفة.
وأكد مدير عام المستشفى أن نسبة الشفاء الآن 71.7%، وأننا نسعى للوصول للنسب العالمية بالحرص على التطوير المستمر وتحسين الأداء في كل شئ لضمان تقديم رعاية صحية بأفضل ما يكون، حيث أن خدمات وأقسام المستشفى أصبحت مميكنة بالكامل.
وأكد أن الجميع يعرفون أن الواسطة لا اعتبار لها إطلاقا في القبول بمستشفى 57357، وأن المستشفى ليست لها أية شروط في قبول المرضي، سوى الأولوية في تسجيل اسم المريض مع وجود مستندات تثبت أنها حالة اشتباه سرطان، مؤكدا أن المستشفى لا يقبل الحالة طبقا لخطورتها، فنحن لسنا مستشفى طوارئ، كما أن جميع مرضى السرطان حالتهم خطيرة وحرجة ولا سبيل للمفاضلة بينهم إلا بأولوية الدور، فالمستشفى لها طاقة استيعابية محددة وتلتزم بتقديم أعلى مستوى من الرعاية والجودة العلاجية لكل طفل يعالج بها.
وقال د. شريف أبو النجا إن رؤية الإدارة وسط هذه التحديات هي عدم الاعتماد على التبرعات كمصدر وحيد للدخل، فبدأنا بالفعل تنفيذ مجموعة من المشروعات لتوفير دخل إضافي يوجه لدعم التشغيل، فافتتحنا وحدة Cyberknife، وهو جهاز جراحة إشعاعية روبوتية يعد نقلة نوعية في علاج الأورام في مصر، ويوفر علاجا عالي الدقة للأورام العميقة التي توجد في أماكن يصعب الوصول اليها، بأقل عدد جلسات، مع حماية الأنسجة السليمة المحيطة بالورم، ويفيد في علاج سرطانات المخ، والعمود الفقري والغدة النخامية وغيرها، إلى جانب الاستعداد للانتهاء من تجهيز وحدة العلاج بالبروتونات، وهو إنجاز آخر في علاج الأورام بالإشعاع بأعلى كفاءة وأقل مخاطر، وسنتبع في هذه المشروعات سياسة فائض الخدمة، لتصبح متاحة للمرضى البالغين كوسيلة أخرى لزيادة الدخل، لضمان استمرار مهمتنا في تقديم خدمة عالية الجودة لأطفالنا مجانًا، كما يتم العمل حاليًا على مشروع توسعة وحدة زرع نخاع العظام (BMT) ، والذى يعتبر علاجا نهائيًا للعديد من أنواع السرطانات عالية الخطورة والقابلة بشدة للانتكاس.