الأحد, 19 مايو, 2024 , 10:01 م

الزراعة: الدولة قطعت شوطا كبيرا فى السنوات الأخيرة لتطبيق نهج الصحة الواحدة

الوطن المصري – جيهان جابر

أكد وزير الزراعة السيد القصير أن الدولة المصرية بمؤسساتها الصحية والعلمية والأكاديمية وبالتعاون مع المنظمات الدولية قد قطعت شوطا كبيرا فى السنوات الأخيرة على صعيد تأكيد وتطبيق نهج الصحة الواحدة بحيث أصبح مفهوم الصحة الواحدة أكثر رسوخا، وأصبح هناك عدد من المبادرات الوطنية الهامة التى استهدفت تحقيق وتعميق هذا المفهوم.

يأتى ذلك فى ضوء إطلاق مصر رسميا الإطار الاستراتيجى القومى للصحة الواحدة 2023 – 2027 كخارطة طريق مشتركة للصحة الواحدة بين وزارت الصحة والسكان والزراعة واستصلاح الأراضى والبيئة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) فى مصر.

وقال وزير الزراعة – فى بيان اليوم – إنه إدراكا لهذه الحقيقة، فقد قامت الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة والوزارات والجهات المعنية فى صياغة الإطار الاستراتيجى للصحة الواحدة والتى تمثل وثيقة طموحة ذات أهداف محددة قابلة للتحقيق، وبتدشين هذه الاستراتيجية تكون مصر فى مقدمة دول العالم التى تتبنى كدولة وبشكل مؤسسى تطبيق نهج الصحة الواحدة ليكون التزاما مستداما بين جميع القطاعات ذات الصلة بالدولة المصرية.

وأضاف أن مفهوم الصحة الواحدة بدأ يتعاظم فى السنوات الأخيرة بعد أن أثبتت الدراسات تزايد معدلات الأمراض المشتركة التى تصيب الإنسان والحيوان معا وزيادة عوامل ومسببات انتقال العدوى بينهما، إضافة إلى ما سببته الجوائح والتحديات التى مر بها العالم وآخرها جائحة كورونا وأيضا مع زيادة تأثيرات التغيرات المناخية والتى انعكست على تغير النمط الوبائى وزيادة ضراوة بعض الأمراض وعودة ظهور أمراض كانت قد اختفت، مع زيادة احتمال ظهور أمراض وبائية عابرة للحدود، وأيضا ساهمت زيادة وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة فى التأثير على التوزيع الجغرافى والزمنى للحشرات الناقلة للأمراض، كما يؤدى تغير المناخ إلى التحورات الجينية فى العديد من الميكروبات، والتى تعد من أخطر التحديات التى تواجه العالم.

وأشار إلى تنامى بعض الظواهر التى لم تكن تتسارع فى الماضى بالشكل الذى نلاحظه خلال العقد الأخير، وعلى رأسها ظاهرة مقاومة المضادات الميكروبية، إضافة إلى تأثير ظاهرة الزيادة السكانية وزيادة التجمعات السكانية العشوائية والتى ساهمت فى زيادة الاتصال والاحتكاك بين الحيوانات والإنسان، مما زاد من فرص انتقال العدوى المشتركة بينهما.

وأكد وزير الزراعة أنه يستوجب من المجتمع الدولى وعلى مستوى كل دولة أيضا تبنى العمل بشكل جماعى للتصدى للتهديدات التى تطال الإنسان والحيوان والبيئة، خاصة وأن التحديات التى واجهها العالم بالأمس القريب أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن قوة أى دولة تكمن فى اتحاد جميع المنظومات العاملة بها سواء فى صحة الإنسان أو الحيوان أو النبات أو البيئة تحت منظومة الصحة الواحدة.

وأوضح القصير أن المتابع للأمر يجد أن رئيس الجمهورية خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس ‏منظمة الصحة العالمية، قد أشار إلى أن “هذا الاحتفال أتى عقب الأوقات ‏الصعبة التى مر بها العالم تحت وطأة جائحة كورونا، وهى الأوقات التى أكدت أن ‏الأمن الصحى لن يتحقق أبدا بالعمل الفردى المنعزل، وإنما يتطلب جهدا جماعيا منسقا”.‏

وعلى صعيد تعزيز مفهوم الصحة الواحدة، أكد الوزير أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بذلت جهودا كبيرة فى هذا الإطار يمكن تلخيص أهمها فى استمرار تقييم الوضع الوبائى للأمراض الحيوانية فى مصر من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة والعمل على تطوير تلك المنظومة واستدامتها والتعاون لتطبيق منظومة الصحة الواحدة والتى تعتبر من أهم الأدوات العالمية فى مواجهة التحديات الصحية لقدرتها على التعامل بفاعلية مع كل القضايا والمستجدات المتعلقة بصحة الإنسان والحيوان والمحافظة على البيئة واستدامتها، إضافة إلى تعزيز التعاون مع الجهات الدولية الداعمة لنهج الصحة الواحدة وعلى رأسها الأطراف الأربعة: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، منظمة الصحة العالمية، المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وتشمل الجهود أيضا، التعاون مع كل من وزارتى الصحة والبيئة فى صياغة الإطار الاستراتيجى للصحة الواحدة، والذى نشهد تدشينه والإعلان عنه اليوم ليكون هو النواة الهيكلية الوطنية الأولى التى تعضد حوكمة الصحة الواحدة فى مصر وتتوحد من خلالها الجهود المبذولة تحت مظلة النهج العالمى للصحة الواحدة، فضلا عن الحيلولة دون دخول الأمراض الحيوانية الناشئة إلى مصر من خلال منظومة الإنذار المبكر والمسوح الوبائية فى الحيوان.

كما تم اتخاذ عدد من الإجراءات المرتبطة بالتحكم والسيطرة على الأمراض المشتركة منها: إحكام السيطرة بشكل ملموس على مرض إنفلونزا الطيور، الأمر الذى نتج عنه استقرار الموقف الوبائى للمرض وانحسار أعداد البؤر الإيجابية المسجلة، واستمرار عدم تسجيل حالة بشرية واحدة للعام السادس على التوالى، وإعلان المنظمة العالمية للصحة الحيوانية عن اعتماد مصر رسميا لنظام المنشآت الخالية من مرض إنفلونزا الطيور شديد الضراوة، والذى يأتى كأحد المحاور التى تدعم استراتيجية القضاء على المرض، من خلال اعتماد نظام المنشآت الخالية من مرض إنفلونزا الطيور لـ 37 منشأة، وتبنى نظام المنشآت الخالية من مرضى الدرن البقرى والبروسيلا وهما من أهم الأمراض المشتركة، حيث تم الإعلان رسميا عن خلو 41 قطيعا للأبقار الحلاب من هذه الأمراض لعدد 14 منشأة عبر الموقع الرسمى للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية.

وكذلك اعتماد خلو مصر من 3 أمراض للفصيلة الخيلية (الرعام – الزهرى – انيميا الخيول المعدى)، والتوسع فى تنفيذ القوافل البيطرية على مستوى الجمهورية حيث بلغ عدد القوافل التى تم إطلاقها (1565) قافلة علاجية مجانية وتم تغطية (1050) قرية بكافة المحافظات لعلاج وفحص حوالى (850) ألف حيوان استهدفت تشخيص وعلاج الأمراض السيادية خاصة المعدية منها، ونستمر فى تدعيم هذا الملف، ورفع كفاءة منظومة المعامل المرجعية بوزارة الزراعة والتى تعمل فى مجالات (تحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة فى المنتجات النباتية والصحة الحيوانية والمواد العلفية والأمصال واللقاحات البيطرية وغيرها) للحفاظ على جودة الغذاء الصحى والآمن والمستدام سواء للاستخدام المحلى أو للتصدير، وتنفيذ خطة العمل المشتركة بين وزارات الزراعة والصحة والبيئة بهدف تحقيق الهدف العالمى الرامى إلى الحد من تنامى ظاهرة مقاومة المضادات الميكروبية.

اترك رد

%d