الجمعة, 29 مارس, 2024 , 10:46 ص

شمعةُ عام2023 وكأسَ العالَم

بقلم : الكاتب الإماراتي أحمد إبراهيم

شمعةٌ تُطفأ الليلة وشمعةٌ تُشعل، والكلُّ يتذكّر السنة رأسها/2023 من ذيلها/2022 .. وأن الكأسَ ذهب إلى(الأرجنتين) قبل شمعة رأس السنة بعد أن دخلت الكرة البلاستيكية المُدوّرة المتلقّيةِ ركلات كل الأعراق والأجناس، بٍرَكلة جزائية أرجنتينيةٍ أخيرة في شباك الخصم (فرنسا..!)

الكرة هذه الجلدية المدوّرة قيل عنها الكثير، وقيل إنه السحر أو ورائها السحر، لكنّ معلومةً أبهرتني ولأول مرة هذا العام، جعلتني أفتخر بالمعجزة لا السحر، معجزةُ تلك الأيادي العربية التي تجيد صناعة تلك الكرة عالميا، وإن لم تجِد الأقدامَ العربية ركلاتَها.

نعم تلك الكرة الجلدية المدوّرة، التي يركض ورائها مجانين العالم الناشئون بثروات وميزانيات الدول وعقول الخبراء، وتجري في الميادين للمشاهدين بجريان وغليان الدم في العروق للرؤساء والبُسطاء والرجال والنساء والكبار والصغار .. علمت لأول مرّة أنها تُصنع في مصر، ولاتنافس صناعتها جودةً وإناقةً منذ عقود إلاّمصر وثمّ مصر..!

شمعةُ العام أسقتنا هذا العام، وللمرة الأولى رشفةً من قطرة الضوء بنكهات وألوان عربية، فألوان العلم الأرجنتيني من أبيض وفضّي والأزرق الفاتح، كيف بدت في المبارة الأولى أمام اللون الأخضر، عرضُه يساويه طوله، وتتوسطه بالخط العريض واللون الأبيض شهادة أن(لا إله إلاالله محمد رسول الله)

وثم اللون الأحمر المغربي، شاطرته الأقطار العربية معظمَها ولو جزئيا اللون الأحمر منها (مثالا وليس حصرا) الدولة المضيفة قطر نفسها .. حقّاً ما انجزته المغرب بكوكبةٍ من العظماء كل منهم بدى للمشاهدين العرب هو ذلك العظيم الذي وراءه إمرأة، وليس بالضرورة أن تكون تلك (الإمرأة) هى الأخرى عظيمة، قد تكون فلاّحة طبّاخة أورِبّة بيت بحشمتها وسترها وحجابها، لكنها بفرسان تلك المدرسة التي إن أعددتها أعددت لك شعبا طيب الأعراق.   

القائل(شمعةُ العرب وكأس العالم.!) هو العالِم المعترف بأن الكمال لله وحده، لكنه بطموح الأرقام تتكلم .. لن أجزم هنا أن كأس العالم للعرب هو(التاريخ والنجوم والإنجازات) .. ولكنها حقيقةٌ تجلّت للكون، ان نكهة القهوة العربية في الشفاه، والعباءة العربية على الكتف يوم الأحد/18ديسمبر2022، كانت رؤية جديدة جميلة ومقبولة لسكّان كوكب الأرض الذي تخطّى ثمانية مليار نسمة قبله بعشرين يوم في 10نوفمبر2022..!

والمسلمون منهم الذين تجاوزوا المليارين، كانوا بالسجود، تلك الشعيرة السماوية التي بدأت بمعركة (أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلفته من طين) على العرش، وعلى الأرض جاء هذا المخلوق من طين الذي ربّته تلك الأم على إلغاء(الأنا) بإحلال(أنت) خالق الطين والنار يارب، فسجدوا لله الواحدالقهار، رب السماوات والارض ومابينهما وما تحت الثّرى.

وعلى ذمة الناقل/ مجلة Times of India(TOI)/ https://timesofindia.indiatimes.com/ العدد الأخير من جمهورية الهند، قرأت مقالا باللغة الإنجليزية عنوانه بترجمة قوقل: (وراء سحر كأس العالم للأرجنتين جيشٌ من السَّحَرة) تقول فيه أندريا ماسيل/28 عامًا،ساحرة ومصممة جرافيك في بوينس آيرس تساعد في إدارة المجموعة: “لقد سئمنا من كوننا ساحرات في خزانة الملابس”، إذ الساحرات تركيزهن الأساسي هو استخدام الطقوس لامتصاص الطاقة السلبية من لاعبي الأرجنتين واستبدالها بالطاقة الجيدة” وان نقطة الحسم جائت بعد الدقيقة الرابعة من الحركة الفلانية للساحرة الفلانة وجاء “قوووول” الحسم من اللاعب الفلاني..!

لن أسمح للسحر أن يتخلخل أكثر في إيماني بالمنجّمين (انهم كذّابون وإن صدقوا) .. فلنعُد مرة أخرى إلى لغة الأرقام، نعم هناك 423 مليون من الناطقين بالضاد في الحدود الجغرافية بين 22 دول عربية وخارجها شرقا وغربا، كلٌّ يعبد معبوده في معبده على طريقته، عيسى بدينه موسى بدينه، من المساجد والكنائس والمعابد، والوطن واحد، والكلّ بذلك السجود لذلك العَلَم بمواهبه من قصره  وبيته أو كوخه في حارته.

علينا أن نرى ونستشفّ موهبة إبن الوطن من الداخل في كل الوطن .. المنتخب الفرنسي ما رأيت بينهم شقراويا واحدا زرقاوي العيون، وقيل أن معظمهم أفارقة مسلمون، إن خسر المنتخب قيل أن السبب هو الجيش الأسود الذي يجري بالشورتات القصيرة، وإن فاز قيل ان الأبيض (بوالكرفتّة) كان يقود الجري.!

أعتقد دنيا العرب مليئة بالمواهب، قد لاتجد مكمّلات الكأس العربي العالمي في رجلٍ واحد اوبلدٍ واحد، وتجدها في عشرات الدول وعشرات الرجال مجتمعين لك من الخليج الى المحيط بكأسك ياوطن..!

البريد الإلكتروني: [email protected]

اترك رد

%d