أكثر التجارات ربحاَ في التاريخ تجارة الشعارات المثالية في مجتمع فقير
الرئيس السيسي حافظ علي الاستفادة الكاملة من قدرات الجيش في بناء الدولة
الفوضي والاستقطاب السياسي والاجتماعي بيئة مناسبة ينتعش فيها ترزية الشعارات
أعداء وكارهي الدولة المصرية يبشروا بنبؤة .. “ثورة الجياع “
المعارضة تصر علي اعادة صياغة نفس النص وممارسة نفس السلوك السياسي لأحداث يناير
لماذا لا تفتح النخبة المصرية المثقفة وخاصة تلك التي ترتدي قناع المعارضة الصندوق الأسود لتاريخ الثورات الخفي …
ولماذا لا تزال تبشر بقيم سقط عنها القناع منذ نشر كتاب أحجار علي رقعة الشطرنج …?!!!
وما قدمه من أفكار تتنمر وتتقعر عليها النخبة المعارضة في الداخل وتعتبرها محض هراء ونظرية مؤامرة وصحافة صفراء ….!!!
فقد صار مؤكدا تدبير التنظيمات السرية لحكم العالم الخفي لمعظم الثورات التاريخية الكبري كخطوات مدروسة فوق الأرض وعبر الزمان للسيطرة النهائية التامة علي العالم وبناء الهيكل ومجيء المخلص ….
فالثورة الفرنسية مثلا لم تكن سوي تحرك فوق الرقعة لإسقاط سلطة الكنيسة الكاثوليكية في باريس
ونشر المثلية والعلمانية والإلحاد تحت شعارات الحرية والعدالة والمساواة والاخاء … والحرب الأهلية الأمريكية كانت لبناء دولتهم الكبري علي حساب ٩٠% من شعب الهنود الحمر وصولا إلي الثورة الكرومولية في بريطانيا لنشر المذهب البروستانتي كتمهيد لكل أفكار حرب نهاية الزمان ” هرمجدون “
حتي الثورة الإيرانية الخمينية لزرع التوتر الطائفي والسيطرة علي موارد الطاقة العربية والثورة الرومانية واسقاط الجنرال نيكولاي تشاوتشيسكو والثورات الملونة
وتلك هي النسخ الحديثة التي يريدون إعادة انتاجها لأسقاط الدولة الوطنية بحجة أخطاء النظم السياسية
فعبر التاريخ والإنسان يبحث عن المدينة الفاضلة .. ولكن
لم تتحول ثورة أو إنتفاضة شعبية قي التاريخ إلي طقس من طقوس العبادة أو شكل من أشكال الكشف والتجلي …فالسياسي ليس درويشا في حب الوطن والكادر التنظيمي ليس شخصا باطنيا أو روحانيا
فالخلط بين السياسة والدين كالخلط بين السياسة والضمير لكن هؤلاء يدركون أن أكثر التجارات ربحاَ في التاريخ هي تجارة الشعارات المثالية في مجتمع فقير
فهل هناك حزبٍ أو كيان سياسي استطاع أن يجسد نموذج لمركز صناعة فكر سياسي محترف أو Think Tank علي غرار مايحدث في الدول المتقدمة …؟!!!
وصناعة كادر سياسي واحد محترف
والاجابة لا
فالمعارضة تصر علي اعادة صياغة نفس النص وممارسة نفس السلوك السياسي القديم لأحداث يناير
الكل يرنو الي السلطة بنفس القاموس ويحاول استغلال أي ثغرة في جسد النظام للإختراق علي حساب أي سيناريوهات كارثية …
وجماعة الشر في الخارج والداخل تنتظر في غل وحقد سياسي اي فرصة للثأر والانقضاض بنزول الجماهير وحدوث اي شغب لعودة لقطة ” الميدان” …
فأعداء وكارهي الدولة المصرية يبشروا بنبؤة … “ثورة الجياع ” .. التي ستأتي من خارج السياق السياسي والظرف الدولي المختلف والمنطق الأمني المختلف
فالدولة تعلمت الدرس والمخابرات المصرية قامت بملحمة سرية في تأمين الحدود لعدم إختراق عناصر خارجية
كما ان منطق بايدن بعد الحرب الروسية الأوكرانية مختلف عن منطق أوباما الذي لم تتحرك النخبة المعارضة وقتها كحركة كفاية والجمعية الوطنية الا بعد إشارة منه قبل أحداث يناير
وان الظرف الدولي أختلف ولا يوجد رئيس دولة كبري يمكنه المخاطرة بسقوط الدولة المصرية بسبب ثقل مصر الجيوسياسي الكبير
فالمعارضة تغلق عينها عن عمد علي الأصابع الغامضة لما يسمي بحكم العالم الخفي في إستخدام كل الأساليب الحديثة في الحروب كالحرب الآقتصادية والحرب بالوكالة والإدارة عن بعد عن طريق تحريك الجواسيس وعناصر الطابور الخامس وبيادق الشر فوق رقعة الشطرنج لإختراق الوعي العام للشعوب بتكتيكات أقسام الحرب النفسية وغسيل العقول في معامل أجهزة المخابرات العالمية ……!!!
لنقع في أزمة مزمنة هي كتابة التاريخ وصياغة النص حول أحداث خطيرة وعامة في تاريخنا المعاصر كأحداث يناير وبالتالي أحداث قادمة
لماذا تتركنا إذن النخبة المعارضة فريسة للخداع العقلي والتحكم عن بعد …؟!!!
لأن الفوضي والاستقطاب السياسي والاجتماعي بيئة مناسبة ينتعش فيها ترزية الشعارات والديباجات وصياغة الدساتير والقواميس السياسية ..وتخسر فيها الشعوب والدول ويموت الشهداء وحماة وصقور الوطن
هم لا يريدون القيادة السياسية …ويريدونها خارج الصورة … وأي قيادة حاسمة … ويضغطون من أجل احداث فراغ سياسي لأنهم يمقتون الاستقرارلأن الفوضي والجدل البيزنطي حول إعادة إختراع العجلة السياسية يجعلهم مرة أخري نجوما للشاشات ……!!!
فحين يكتب في جريدة كبري كاتب سياسي يساري كبير أن ثورة يناير خرجت من رحم معاناة الوجدان المصري الشعبي الجمعي فهو يغوي بالبيان العقول إغواءاَ سياسيا ركيكاَ ومكرراَ وإن كانت الصياغة رائعة …
فالمفكر اليساري دائما ما يُنظر علينا أن ملف التوريث كان هو نقطة الانفجار في تصاعد دراما الغضب الشعبي حتي النزول إلي الشارع
ولا أعلم لماذ يعشقون نزول الناس الي الشارع رغم دموية وكارثية هذا المشهد المؤكد
ويحاول عقد مقارنة غير مباشرة لما هو مُتخيل ومزعوم من منافسة إقتصادية داخل الدولة بين الجيش والقطاع الخاص علي انه سيكون هو لغم الانفجار الدرامي الثوري الجديدة كملف التوريث
وقولاَ واحداَ
الجيش المصري هو مؤسس مدرسة الوطنية المصرية وهو جيش منظم محترف وحديث .. يمتلك ميزة نسبية انه من الجيوش التي خاضت أكثر من حرب مباشرة كبري في العصر الحديث ، لذا فالجيش هو المتكأ لعدم سقوط الدولة
والرئيس السيسي أدار هذا الملف بمنتهى التوازن وحافظ علي الاستفادة الكاملة من قدرات الجيش في بناء دولة
وكان شعار المرحلة يد تبني ويد ترفع السلاح
وقولاَ واحداَ أيضاَ
القطاع الخاص في مصر لا يمتلك كل القدرات المثالية للحوكمة كإقتصاد دولة وطني واعي يملك رؤية صناعية
القطاع الخاص فيه ما فيه من فساد المحليات وشركات القطاع العام وفيه أيضا بعض الكيانات المحترفة الوطنية الحديثة لكنه ككل لا يمتلك قدرات حوكمة تفوق بمسافات شاسعة القطاع العام …
فالقطاع الخاص في بعض سلوكياته مسئول عن بعض معاناة المصريين والاحباط العام بسبب عدم تطبيق المعايير والعدالة الكاملة