بقلم : فوزي عويس
رصيد الديمقراطية الحقيقي كما قال الفيلسوف السويسري “جان جاك روسو” ليس في صناديق الإنتخابات بل في وعي الناس ، ومامن شك أنه أصاب بهذا القول كبد الحقيقة اذ لافائدة من أي ديمقراطية في أي مجتمع مالم يكن هناك وعي في هذا المجتمع ، ومن هذا المنطلق فإن الحملة التي أطلقتها جريدة “الجمهورية” تحت شعار “عمار يامصر” كمبادرة تستهدف بناء وعي حقيقي لدي المواطن المصري بجهود الدولة هي حملة مستحقة بكل المقاييس ، وتعكس الدور الحقيقي الذي يجب أن يلعبه الإعلام في توعية المجتمع خصوصا في ظل تعرضه لمحاولات تستهدف اصابته باليأس والإحباط ولا أبالغ ان قلت هدمه، فالكتائب الالكترونية التي تدار وتمول من الخارج و التابعة لدول وقوي وجماعات معادية نشطة ليل نهار في بث سمومها داخل المجتمع المصري ويزداد نشاطها مع كل انجاز تحققه الدولة المصرية ويكفي الإشارة هنا الي ماكشفه وزير المالية أخيرا من رصد 150 تقريرا تتحدث عن مصر وأغلبها شائعات وافتراءات تتعلق بالأوضاع السياسية والإقتصادية ، كما وأن الخلايا النائمة للجماعات الإرهابية في الداخل تطل من حين لآخر برأسها من خلال كتابات وتحليلات وتسريبات وتغريدات هدامة لامجال لمواجهتها الا بالوعي المجتمعي خصوصا وأنها تأتي علي طريقة دس السم في العسل ، هذه الحملة التي بشر بها ورسم خريطة عملها رئيس تحرير “الجمهورية” الزميل الأستاذ عبد الرازق توفيق لابد أولا من الإشادة بالآلية والأدوات التي سوف تستخدمها في سبيل تحقيق أهدافها سواء من خلال النزول الي الشارع واستطلاع الآراء المجتمعية والحكومية ميدانيا ، أو عبر رصد الأوضاع في كبري دول العالم وعلي رأسها بلدان أوربا التي تعاني أشد المعاناة بسبب استمرار الحرب “الروسية-الأوكرانية” خصوصا في مجالي “الطاقة والأمن الغذائي” ، وفي تقديري أن هذا هو النهج الذي ينبغي أن تنتهجه كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وحتي “الشوشيال ميديا” ، فما تواجهه مصر من افتراءات وأكاذيب يجعلها في حالة حرب ، صحيح أن الأزمة العالمية طالت كل دول العالم ومن بينها بالطبع مصر ، لكن يجب الإقرار بأن السياسة الحكيمة وجودة الاستشراف للقيادة السياسية و العمل الدؤوب والإنجازات التي تحققت في ظل “الجمهورية الجديدة” علي مدار الثماني سنوات الماضية أتاح لها التعامل مع أزمة”كورونا” ثم مع الأزمة المعيشية الناتجة عن الحرب “الروسية-الأوكرانية” بشكل أكثر مرونة خفف من وطأتها الي حد كبير ، فعندما نري العمل الجبار علي قدم وساق في توسيع الرقعة الزراعية من خلال استصلاح ملايين الأفدنة للزراعة بهدف تحقيق الإكتفاء الذاتي بشكل غير مسبوق فلابد وأن نقول “عمار يامصر” ، وعندما نري أن مخزون السلع الأساسية وخصوصا القمح يكفي لسبعة أشهر للمرة الأولي بعد أن كان في الظروف العادية يكفي لستة أشهر فلابد وأن نقول “عمار يامصر” ، نعم هناك معاناة شديدة جراء ارتفاع الأسعار لكن عندما نري تعاظم برامج الحماية المجتمعية ومد مظلتها لتشمل الملايين من أبناء الشعب وآخرها الدعم الإستثنائي علي بطاقات التموين فلابد وأن نقول “عمار يامصر” ، وعندما نري الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون يصارح شعبه بأن زمن الوفرة انتهي ويطالبهم بمواجهة الصعوبات ، وعلي خطاه رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون يقول لشعبه بأن الفترة المقبلة صعبة وفواتير الكهرباء ستكون مخيفة ، وعندما نري أمريكا ودول غربية تدعو مواطنيها لتخفيض إستهلاك الكهرباء بنسبة 80 في المائة وإطفاء أنوار المحلات التجارية والمعالم الأثرية والمصاعد ، وتطالبهم بعدم الإستحمام والإكتفاء بفوط مبللة لغسيل الجسد بينما الدولة المصرية تستعد لأن تكون محور ومركز اقليمي لتداول الطاقة بعد أن حققت وفرة في الطاقة الكهربائية ولم تطلب من الشعب سوي الترشيد فلابد وأن نقول “عمار يامصر” ، وعندما نري المواطن الفرنسي يقطع مسافات طويلة للحصول علي مواد تموينية “ومن له قريب أو صديق هناك يسأله” بينما كل السلع الأساسية متوافر في الأسواق فلابد وأن نقول “عمار يامصر” ، وعلي ذلك فالأمثلة كثيرة والمطلوب منا جميعا كمواطنين أن نتق الله في مصرنا وأن نتصدي بالوعي لكل من يسعي للإضرار بنا ولانترك الفرصة للحاقدين والماكرين والكائدين أن ينالوا منا ، وعلينا ألا نسهم في ترويج الأكاذيب والإشاعات والإفتراءات من خلال “الشوشيال ميديا” ، فمصر بخير ، وستبقي بخير فذلك وعد الواحد الأحد و “عمار والف عمار يامصر” .. والله من وراء القصد