بقلم _ جوزيف مجدي
وسط عالم عربي مضطرب تخيم علي سمائه غيوم التأمر يحاول سفين ” التحالف العربي ” الوصول بالعرب لشط إستقرار أو أمان أو ما يسمي بإستراتيجية تصفير المشاكل …..
فمن مغرب عربي منشغل بقضية الصحراء وخلاف مغربي جزائري بعد تعافي الجزائر من “العشرية السوداء ” وصراع أيدولوجي بقيادة يسار وإخوان تونس يعطل الإصلاح فيها إلي عرب القرن الأفريقي الذي يعاني من الإرهاب والصراع التركي الإيراني إلي المشرق العربي والكل يحاول النجاة من سيناريو “الدولة الفاشلة ” ….
فالزلازل السياسية والهزات الإجتماعية القوية بعد أعاصير الكيموتريل السياسي في ما سمي بثورات الخريف العربي خلقت تيارات وميليشيات تجاوزت تماما فكرة “الدولة ” داخل كل الدول العربية …..
فصراع النفوذ السياسي بإسم الطائفة أو بإسم الدين أو الثورة وإعتياد تجاوز وهدم الدولة قد صار شيئا معتادا من مشرق العالم العربي إلي مغربه …
من العراق إلي إلي ليبيا الممزقة ومن سوريا إلي اليمن ….
حالة ممتدة من صراع النفوذ ومؤامرة ضد الدولة كشكل وجوهر .
وأما بعد …
فقد بني تحالف الرباعي العربي إستراتيجيته علي هذا الأساس …
فإن كان هناك نظام عالمي جديد يتشكل وربما يستمر عشرات السنين فلا يجب أن يكون العرب هم كبش أو أضحية هذا النظام …
مصر هي الدولة الوحيدة التي دخلت نفق الخريف العربي وخرجت سالمة كدولة لكن الثمن كان غاليا
مصر إنتصرت تكتيكيا في أول معارك حرب الجيل الرابع والخامس وحتي العاشر من الحروب .. ولكن .. طالما هناك جهل وفقر وتجارة بالدين وعدم وعي وإصلاح ديني وإجتماعي كامل ستبقي كل البيئة مناسبة بإستمرار حرب الوعي وكل أنواع الحروب النفسية بقيادة جماعة أممية كالإخوان تثقب الوعي العام وتنشر الجهل والدجل الديني وتستثمره في قلب الحقائق وتحريض الشعوب. وبينما كانت مصر منشغلة بزلزال ٢٥ يناير كان لدول ” مجلس التعاون الخليجي ” بقيادة المملكة والإمارات موقفا وإنحيازا تنويريا تاريخيا ضد قوي وأفكار الإرهاب و الظلام الهدامة ..
وموقفا سياسيا لمحاولة مواجهة آثار وعدوي الفوضي السياسية وعدم انتقالها للخليج وتحجيمها في اليمن ومساعدة الشقيقة الكبري مصر علي التعافي …
وكما دفعت مصر ثمن النجاة دفع الخليج الثمن أيضا بإرتفاع منسوب الإبتزاز الغربي عليه واستهداف القيادات الخليجية ذوي الرؤي التنويرية المقاومة الطموحة…
فالغرب وكل القوى الكبري لا تحتاج سوي رعايا أو زبائن وليس خليجا شابا طموحا وحذقا..
أو دولة كبيرة قائدة كمصر واقفة علي قدمين منتصبة القامة ..
لذا فقد قام التحالف العربي الجديد مبنيا ليس علي أساس هش من الشعارات كالستينات وإنما هو تحالف واقعي قائم علي مصالح تكتيكات يمكن أن تتفق أو تختلف لكن الإستراتيجية ثابتة وواضحة ضد مصير وعدو مشترك ….
وقف الفوضي ورفض أي إبتزاز أو تدخل أجنبي ومواجهة الجماعات الدينية والأطماع الخارجية الإقليمية من إيران أو تركيا أو إسرائيل هي آستراتيجية التحالف العامة ….
وكان كلام وزير الخارجية المصري واضحا في تصريحات إجتماعات النقب في وجود إسرائيل حين صرح أن مصر لم تأتي للنقب لعقد تحالف ….
فتحالف الدولة المصرية واضح وهو عروبي الهوي خليجي الإجراءات…
فتوصيل الغاز المصري للبحر الأحمر بتمويل إماراتي من سياسات الطاقة للتحالف العربي ..
فتحالف الرباعي العربي قائم علي أساس متين وهو تحديد المصلحة العامة
وتحديد العدو القريب والبعيد .. فإيران وجماعة الإخوان الأممية المحظورة من القاهرة ودبي إلي موسكو عدو تكتيكي قريب والصهاينة عدو إستراتيجي بعيد …
لكن الخنجر القريب هو الخنجر الفارسي خاصة علي أمن الخليج
فسياسة الخليج بدعم مصر والجيش المصري واضحة حول الإتفاق النووي مع إيران….
فلتوقع واشنطن ما تشاء مع طهران لكن هذا لن يترجم إلي أي إملاءات أو إجراءات من قبل الحكومات الخليجية ومعهم مصر التي كانت في النقب لدعم أمن الخليج وأمنها العسكري والغذائي والإقتصادي
فقدرة التحالف علي تحديد المصلحة العامة والمصلحة الوطنية لكل دولة وتضافر كل الإمكانيات من الإستثمار الخليجي إلي دولة قوية وكبيرة وجيش نظامي كبير كمصر ..
كل هذه الإمكانيات للتحالف العربي تعطيه القدرة علي المناورة الذكية والإخراج المحكم لأي سيناريو أو رؤية سياسية
والتحالف مع أي حليف مؤقت من أجل رؤية بعيدة لأمن قومي عربي حتي ولو تل أبيب
فمن بناء السبسي لدولة ٣٠ يونيو ومواجهة إرث زلزال يناير إلي ثورة محمد بن سلمان للتنوير وحذق الفكر الإماراتي….
يمثل هذا في حساب المثلثات السياسي قوة دافعة لقوة العرب أكثر واقعية من شعارات الوحدة العربية القديمة ….
وسوريا والعراق في الطريق عبر مشروع طريق” الشام الجديد” الذي هو أفق من أفاق التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبري من القاهرة
فالتحالف العربي رغم كل الطعون الإخوانية هو إنهيار لإسطورة المؤرخ البريطاني “جايمس بار ” ..في كتابه ” خط في الرمال ” …
فالخليج أمن قومي عربي وتحت إستراتيجية القيادة والجيش المصري “مسافة السكة ” وإرادة القيادات الخليجية لم يعد الخليج مجرد ” خط في الرمال” لحماية المصالح الأمريكية أو البريطانية كما يتخيل أو يريد دائما الغرب ……