قال الرئيس الروسي بوتين : “ما أحوجنا إلي هذا الكوكب دون روسيا ” …وهي أصعب حالة يمكن أن يصل لها حاكم حينما يشعر أن نصف العالم يتأمر علي وطنه فيتصرف علي طريقة شمشون ويغمره الشعور الوطني الإنتحاري كقائد عظيم …
بوتين ليس دمويا وليس مريضا نفسيا كما تقدمه المخابرات الغربية ولا هو هتلر أو موسوليني جديد كما تسوق له الميديا العالمية ولكن شراسته الهجومية وإستدعاءه للتاريخ ضد السيادة السياسية للدول هو أمر تم إجباره عليه لأن الاستفزاز الغربي المقصود لم يترك خلفه أي خطوة للإنسحاب فكانت إستراتيجيته الواضحة لشعبه أن علينا أن نواجه ونحن أقوياء خطرا وجوديا
فمما لا شك فيه أن من يضع الخطة ضد روسيا هو نفس الكيان الذي يخطط ضد مصر مثلا في سد النهضة وضد العالم عبر سياسة الاستفزاز الوطني بصناعة خطر وجودي وطني للوقوع في فخ العمل العسكري فتتداعي الظروف حتي مقصلة العقوبات
بوتين يقود عملية سياسية عبر عمل عسكري محدود يمكن أن يتسع لكن صقور حورس إختارت نفس الأسلوب لكن بتكتيك مختلف وهو ممارسة السياسة في ملف السد عبر عمل إستخباراتي محترف وتأجيل العمل العسكري كخطة باء ….
ومثلما تطوق الصقور المصرية أديس أبابا بكماشة جيوسياسية عبر دول الجوار يطوق أيضا الجيش الروسي الناتو بدءا من القرم وحتي أوكرانيا والمتوقع لو تداعت الأحداث أن يتقدم بوتين نحو مضيق سوالكي أو SUWALKI GAP ومحاصرة مضايق ودول بحر البلطيق مثل ليتوانيا واستونيا بجانب بيلاروسيا الحليفة لروسيا ليتم الخنق التام لكل أوروبا برا وبحرا عبر السيطرة علي البحر الاسود ومضايق بحر البلطيق الضيقة التي يمكن غلقها بأي سفينة شحن كبيرة علي طريقة السفينة العالقة في مياه قناة السويس …..
وأيضا يمكن من كالينجراد لروسيا تحريك صواريخها النووية عابرة القارات .. كل هذه الحدود الملتهبة مع الناتو يمكن أن تشتعل لو تم خنق بوتين بحجة حماية الأقليات الروسية ..
وهذ التقدم الجيوسياسي هو نقلة البيدق الأخير لحرب كبري إن لم يتراجع بايدن والغرب
فإن كان الصقور يفضلون لعب الشطرنج بهدوء لكن الدببة تفضل إلتهام الكعكة دون تمهل …..
فإن كان تلك هي مقدمات الحرب العالمية النووية الثالثة فهل تجنح إدارة بايدن للتفاوض السياسي أم أن عقلية حرب نهاية الزمن ومجىء المخلص وأن الروس والصين هم جوج ومأجوج وتفسيرات النبوات الكتابية عن نهاية الزمان تؤثر علي السياسي الديمقراطي العجوز …؟!!!
بوتين يعرف ان زيلينسكي والناتو مجرد واجهة لإدارة بايدن الذي هو أيضا واجهة لمن يحكمون في الخفاء….
فمن يريد الحرب النووية الثالثة وأتي ببايدن ليستفز روسيا ..؟!!!
فبداية شرارة الحرب العالمية الثالثة لم تكن بعزو اوكرانيا بل كانت في ديسمبر بتغيير الحكم في أوكرانيا بحكم موالي للغرب
الكل كان يعلم أن هذا هو الخط الاحمر الذي سيدفع الروس نحو هدم المعبد علي رأس الجميع
الرئيس الفرنسي علق بعد تولي حكم موالي لأمريكا في أوكرانيا انها بداية الحرب النووية ….!!!
كواليس إجتماع بايدن مع قادة الإتحاد الأوروبي في قمة بروكسل اليوم تؤكد هذا التحليل ….
تصريحات بايدن واضحة لتابعيه من الدول الأوروبية وهي مزيد من العقوبات ومزيد من الضغط والإستفزاز لبوتين وإرسال صواريخ بعيدة المدي إلي أوكرانيا وتوحيد عملية إستيراد الطاقة بعيدا عن روسيا رغم أن هذا ربما يشق الصف الأوروبي ذاته ويصنع خلاف بين الدول الأوروبية ومع بايدن …. فهناك بعد الدول التي تختلف مع بايدن كألمانيا التي تبحث عن مصادر للطاقة بعيدا عن إنتظار أي مصدر جماعي توفره أمريكا
فلو أرادت الولايات المتحدة التهدئة لأجبرت الحكم الموالي لها في أوكرانيا علي توقيع ضمان لبوتين بعدم الإنضمام للناتو لكن أمريكا تريد توريط أوروبا مع الروس في حرب عالمية نووية ثالثة بالوكالة
بوتين يريد عبر مصادر إستخباراتية قمة ثلاثية برعاية الصين مع بايدن مباشرة ولا يقبل لقاء زيلنسكي لكن بايدن يرفض التراجع مقابل دور للصين
فالمقترح الذي قدمته دولة بولونيا في قمة بروكسل إعتبره بوتين مقدمات الحرب العالمية وأنذرت روسيا المجتمعين في بروكسل من المقترح والذي يطلب حظر جوي علي غرب أوكرانيا وإيجاد ممرات برية للمساعدة الإنسانية في أوكرانيا من خلال قوة عسكرية من ١٠.٠٠٠ جندي تهبط في أوكرانيا
الغرب السطحي يرون نهاية العملية في قتل بوتين ولا يفهمون أن بوتين عهد حكم أجهزة ومؤسسات وطنية ومجالس أمن قومي وليس حكم فرد ينفرد بالقرار
بوتين يدير المعركة بطريقة سياسية أمام خصم يديرها بطريقة تأمرية ….
الصين ترفض العقوبات كمبداء لحل النزاعات الدولية وأقرت بذلك دول كبيرة كمصر
حتي أوروبا التي يريد بايدن قيادة قرار موحد لها ترفض مقترحات بايدن خاصة فرض مزيد من العقوبات ….
بايدن يصر علي إستفزاز شراسة بوتين وتطويقه وخنقه بالعقوبات كما يصر علي تحرير إيران والاتفاق النووي معها وإطلاق سراحها في الشرق الأوسط ….
وهذه السياسة يمكن أن تشعل حربا هنا في الشرق الأوسط وفي القرن الأفريقي تغطي علي حرب هناك في البحر الأسود والبلطيق لذا يجب أن تتحد كل الاستراتيجيات الإقليمية وخاصة رؤية الرباعي العربي بقيادة مصر أكبر جيش نظامي يمكن أن يقف أمام التمدد والمغامرات الشيعية للخروج من الفخ العالمي بفكر مخابراتي موحد ضد إدارة الولايات المتحدة ويجب دعم الخليج للدولة المصرية..
فمصر هي حامي وهي محامي العرب أمام إيران وكل خطر إقليمي ..
ويجب وضع سياسة لاستغلال الخوف الإسرائيلي من تحرير يد المارد الإيراني …
إبتزاز تل أبيب فضيلة كبري …
ومصر لديها القدرة علي اللعب بورقة الحوار والسلام أو حتي المواجهة مع إيران التي لا تخشي ولا تقدر أحدا في المنطقة إلا مصر والجيش المصري
فقد طار رئيس الوزراء الأسرائيلي بينت للقاء بوتين يوم السبت الذي لا يعمل فيه اليهود إلا في قضية حياة أو موت
ثم طار بينت إلي شرم الشيخ للقاء السيسي وبن زايد
تل أبيب قلقة وعلينا توظيف القلق اليهودي واللوبي اليهودي في أمريكا للخروج من الأزمة العالمية القادمة بأقل الخسائر وأكبر المكاسب خاصة في القرن الأفريقي وملف القضاء علي هذا السد المقيت ….. فالعالم مقبل علي ملاحم كبيرة وحروب عالمية وإقليمية
فروسيا الضعيفة الشرسة أخطر ألف مرة علي الكوكب من روسيا القوية لكن هذه المعادلة لا تهم أو تعني العم سام …
الدولة المصرية قادرة علي إستيعاب صدمة الحرب الأوكرانية والاستفادة من نظام عالمي وإقليمي جديد يتشكل بحنكة سياسية محترفة