منذ نعومة أظفاره يرتبط هوملز ببايرن، فقد لعب مع أغلب فرقه الشبابية. وبعد نضوجه كرويا لم تضمه الإدارة إلى فريقها لإخطائها في تقدير خبرته. ومنذ ذلك الحين تحاول الإدارة تصحيح ذلك. فهل يعود ابن بايرن "الضال" إلى بيته القديم؟
منذ أيام والموهبة الكروية ماتس هوملز لا يقدر على النوم بهدوء. وما يشغل باله ويسرق النوم من عينيه لا علاقة له بمحبوبته "كاتي"، بل سببه ناديه دورتموند. فاحتمال انتقال المدافع ماتس هوملز عن دورتموند لم يعد سرا. وهو ما أكده لموقع "سكاي" مؤخرا حين قال: "عندما أتخذ القرار، سيتفهم الجميع صعوبة اتخاذه، وهو ما يدفعني للتفكير به كثيرا قبل النوم. فالأمر قريب مني ".
حتى الآن لم يتم اتخاذ القرار النهائي بخصوص تمديد عقد بطل العالم مع ناديه أو انتقاله عنه. لكن المؤشرات التي تدل على رحيله تتزايد. والملفت هو آخر ما تتحدث عنه وسائل الإعلام الألمانية. فبعد أن انتشرت أنباء عن اهتمام نادي برشلونة بالموهبة هوملز، يدور الحديث الآن عن مفاوضات جادة بين نادي بايرن ميونيخ وودورتموند بشأن هوملز، وذلك مقابل مبلغ لا يقل عن 30 مليون يورو، بحسبما ذكر موقع "بيلد" الألماني.
الكثير من المراقبين الكرويين يرون أن حالة القلق التي يعيشها هوملز مبررة، فهذا القرار سيكون آخر قرار مهم في مسيرته المهنية. فهل يبقى قائد فريق دورتموند، أم يذهب إلى بايرن ميونيخ لجمع المزيد من الألقاب.
هوملز وقصته مع بايرن ميونيخ
يعرف أغلب متابعي شؤون الكرة أن هوملز حين نضج كرويا واكتمل تأهيله كان من المفروض أن يصبح لاعبا محترفا في صفوف بايرن ميونيخ، خصوصا وهو قد نشأ في النادي البافاري، ولعب مع فريق الأشبال. لكن إدارة النادي البافاري، أخطأت في تقدير قدراته الكروية، إذ قامت بضم اللاعب البرزايلي بيرنو مقابل 12 مليون يورو، وأعارت هوملز إلى نادي بروسيا دورتموند لمدة عام بحجة جمع المزيد من الخبرات.
وهناك تمكن هوملز بقيادة المدرب يورغن كلوب من الحصول على مكان أساسي له في الفريق. وبعد انتهاء مدة الإعارة لم يرغب يورغن كلينسمان -الذي كان مدرب بايرن ميونيخ آنذاك- باستعادة هوملز وفضّل الشبلَ البافاري الآخر هولغار بادشتوبر على هولمز. لتتنازل إدارة بايرن ميونيخ عنه لدورتموند مقابل أربعة ملايين يورو.
في دورتموند تمكن صمام الأمان هوملز من إثبات نفسه بجدارة، ما جعل إدارة بايرن تستدرك الخطأ "الفادح" الذي ارتكبته، لتحاول استعادته مرارا وتكرارا.
الوقت المناسب لتصحيح الخطأ "الفادح"؟
والآن، يبدو أن الوقت المناسب لتصحيح هذا الخطأ قد حان، فعقد هوملز مع دورتموند ينتهي في عام 2017، والنجم العالمي قد صرح كثيرا عن رغبته في الانتقال إلى أندية أوروبية كبرى. وربما يكون النادي البافاري هو أكثر الأندية الأوروبية الملائمة له، فهو ابن هذا النادي، فضلا عن أن عودته إلى بايرن سيجعله قريبا من عائلته التي تسكن هناك.
فريق بايرن هو الآخر بحاجة ماسة له لتدعيم مركز قلب الدفاع، وخصوصا بعد احتمال رحيل بنعطية عنه. سبب آخر يجعل هوملز مهما لبايرن هو أن هوملز يلعب في المنتخب الألماني إلى جوار النجم جيروم بواتينغ، وبضم هوملز يصبح لدى بايرن ثنائي دفاع المنتخب الألماني، وكلاهما يعرف الآخر ومتعود على اللعب معه.
هوملز حاليا في الـ27 من عمره، وهو أفضل سن في مسيرة العطاء الكروي للاعبين، وهو لاعب من الطراز العالمي ويمتلك خبرة دولية كبيرة، جمعها خلال مشاركته في 46 مباراة دولية وحوالي 200 مباراة ضمن منافسات البوندسليغا.
محاسن ومساوئ عودة هوملز إلى بايرن
صحيح أن هذه المواصفات تتيح له اللعب في صفوف أندية أوروبية كبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتيد، لكن بقاءه في ألمانيا سيجعله يحصل على مميزات ربما لا يمكنه الحصول عليه في أندية غير ألمانية، وهي: أن هوملز في ألمانيا قد يمكنه استلام قيادة الفريق يوما ما، فضلا عن أن بعض خبراء الكرة ومن بينهم يوليان مورينغ يرى أن عودة هوملز ابن بايرن "الضال" سيعزز الهوية الألمانية للفريق -إلى جانب توماس مولر وفيليب لام ومانويل نوير- بعد أن بدأ يفقدها تدريجيا وخاصة بعد انتقال شفاينتشتايغر إلى مانشستر يونايتيد في الصيف الماضي.
ما من شك أن هذه الصفقة -إن تمت- فإنها ستكون من الصفقات المؤلمة بالنسبة لعشاق دورتموند. فهوملز هو اللاعب الثالث الذي ينتزعه بايرن من دورتموند، بعد ماريو غوتزه عام 2013 وليفاندوفسكي عام 2014. كما أن هناك بعض المراقبين الكرويين يرون أن انتقال صمام الأمان هوملز يعد خسارة كبيرة لدورتموند، فهوملز واحد من أعمدة المدرب توخل الأساسية لمنافسة بايرن ميونيخ على الدرع، وانتقاله إلى بايرن يعني تعزيز قوته وإضعاف قوة منافسه دورتموند، الأمر الذي ربما يغيب عامل التشويق عن منافسات البوندسليغا.