الأحد, 10 نوفمبر, 2024 , 11:11 م

د. جوزيف مجدي يكشف: سيناريوهات الإستخدام العسكري النووي في الحرب الروسية الأوكرانية 

لا نحتاج أن نسأل قارئة الفنجان أو ننظر من خلال كريستالة سحرية كي نعرف مستقبل العالم …
فالعالم أكثر غموضا وإثارة ورعبا من نبوءات نوسترداموس أو روايات دان براون عن الماسونية والتنظيمات السرية التي تحكم العالم ….
ولأن العالم سطحي ومتوحش وشهواني حين إنتقل السحر الأسود من كهوفه الكئيبة ورموز كتب الكابالا والباطنية التلمودية ليؤسس لحزب الشيطان وأهل الشر ….
فليس أبدا تحليلا سياسيا باطنيا أو صحافة صفراء أن نقول أن العالم مقبل علي كارثة وضيقة عظيمة … ربما تشير التصريحات الصحفية العالمية لهذا ..
فمصطلح الحرب العالمية الثالثة إستخدمه قادة أوروبا الكبار وحتي الرئيس الأمريكي بنفسه…. لكن ماكينات الميديا العالمية الموجهة لن تنظر ابدا من العدسة الوحيدة التي تفسر ما يدور في العالم من تطورات.
فالمرحلة الإنتقالية التي يمر بها العالم والتي أبرز ملامحها هي تقويض الهيمنة الأمريكية مقابل صعود روسيا والصين وكوريا وايران أي المعسكر الذي يدور حوله التفسير البروستانتي الأنجلوساكسوني لأقوال النبوة في التوراة ورؤيا يوحنا اللاهوتي حيث سيهجم هذا المعسكر حسب سفر دانيال ٣٩ وسفر حزقيال النبي علي إسرائيل بعد بناء الهيكل كأكبر علامات مجيء المسيح الثاني لإنقاذ العالم واليهود …
وحينما نقرأ في مذكرات الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن الرئيس بوش الإبن طلب منه غزو العراق لكي يروا المسيح في حياتهم وأن السيد الرب زاره بالبيت الأبيض وبارك الحرب
أي رب إذن …؟!!!
هل هذا الذي يدير العالم من جزيرة مثلث الرعب والغموض …؟!!!
هذه المساحة من الصحافة الصفراء عن علامات أخر الزمان لا يمكن تجاهلها في التحليل السياسي المعاصر لأنه علي الأقل هكذا تفكر التظيمات السرية وأجهزة المخابرات الكالفينية التي تدير العالم بصورة خفية …

د. جوزيف مجدى

إذن هناك من يدبر للعالم حدوث ضائقة عظيمة هي ضائقة يعقوب في الأدبيات التوراتية يعقبها ظهور المخلص العالمي .
وهنا حينما يكون السؤال هل العالم مقبل علي حرب عالمية نووية ثالثة لا تكون هناك إلا إجابة واحدة : هذا يعتمد فقط علي عقل العالم …!!!
وهل العالم الذي تسيطر عليه صناعة التفسيرات الدينية كأسلحة حرب نفسية وغسيل عقول عالم عاقل ؟لكن لو تركنا تلك العدسة الهامة وهي التفسير البروستانتي الانجلوساكسوني لنبوءات نهاية الأيام نري أن كل من التاريخ والواقع والمستقبل يشير إلي التصعيد العسكري وربما النووي المحدود .
فالرئيس بوتين كرجل دولة من خلفية مخابراتية يعرف جيدا إستراتيجية الأمن الروسية و إستراتيجية الخصوم
روسيا التي وضعت الثالوث النووي عبر البر والجو والبحر بالغواصات النووية في حالة تأهب ونشرت ” أسلحة يوم القيامة ” من طائرات يوم القيامة الإستراتيجية حاملة الروؤس النووية والفوق صوتية عابرة للقارات والتي تحمل ١٠ طن نووي حسب موقع BBC ولا يمكن إسقاطها
كما أن بوتين يستعد لتسليح روسيا البيضاء نوويا مقابل تواجد نووي أمريكي في أوروبا وإستراتيجية أمريكية ان تستعيد ألمانيا عهدها السابق لمحاربة الروس عن الأمريكان بالوكالة لأن الفقه السياسي الأمريكي يري أن لا يفل الروس سوي الألمان … هؤلاء من يسموهم الروس النازيون الجدد …
بوتين لم يكن يريد الحرب وهو متفوق عسكريا لكن لم يكن لديه مساحة للرجوع إلي الوراء أمام إستراتيجية غربية شرسة تلعب حربها التاريخية وجولتها الأخيرة مع الروس….
الحرب المؤجلة من القرن السابع عشر …فبوتين يريد إعادة رسم الخرائط حسب الحدود القديمة حتي ما قبل الاتحاد السوفيتي ..
الخطر الوجودي حسب تفكير القيصر حالة وحيدة تمكن فيها تفعيل إستراتيجية الأمن القومي الروسي من إستخدام النووي ليس للردع فقط ولكن حتي الإستخدام …
تلك الاستراتيجية التي عبر عنها بوتين نفسه قائلا ما أحوجنا لكوكب الأرض بدون روسيا……!!!!
أي أن الغرب وأمريكا والخنق بالعقوبات وتمدد الناتو حول روسيا هذا جعل الدب الروسي يفكر بشراسة وإنتحارية فقام بطريقة غير متوقعة بقضم الكعكة قطعة قطة من ضم القرم حتي الدومباز إلي غزو أوكرانيا نفسها أي أن بوتين فعل كل ما هو ليس متوقع .. ولا يتبقي سوي النووي .
هذه العقلية الإنتحارية التي يفكر بها بوتين انقاذا لأمته من خطر يراه وجودي تتضح تماما في هجوم القوات الروسية علي مفاعل تشرنوبل وإلقاء قنبلة فراغية و علي بعد ٢٠٠٠ متر من الحوض النووي مما إستدعي إنسحاب القوات الأوكرانية للموقع وترك العمال للتبريد حسب وكالة Avia pro الروسية
إذ هناك إستراتيجيتين تديرا الحرب حاليا وهما إستراتيجية غربية عدوانية لها أبعاد تاريخية تجاه روسيا بدأت بإنشاء الناتو و ضم دول الاتحاد السوفيتي والآن برلمان فنلندا المحايدة يناقش الانضمام للناتو حسب موقع روسيا اليوم
أوروبا تحارب بالوكالة من ناحية عن أمريكا والتاريخ والواقع من ناحية أخري حيث تهرب للأمام من أزمة وانهيار متوقع للنظام المالي العالمي أمام إستراتيجية روسية إنتحارية مغامرة تواجه خطر وجودي تاريخي لا يوجد مساحة للتراجع منه ولا تهتم بالعقوبات لأن خبراء روسيا يتوقعون إنهيار جبل الديون العالمية النظام المالي العالمي بسبب زيادة الأسعار والتضخم
وبوتين أخبر أمته أن الخطر قادم قادم لكن من الأفضل مواجهته ونحن أقوياء …
إذن فروسيا ملتفة حول مغامرات القيصر الحتمية وحينما نجد مقالا في موقع روسيا اليوم لمحلل روسي يصف فيه أوروبا بإشعال حرب إبادة علي الحضارة الروسية مثل ملح قرطاج الذي رشته روما لتبوير الأرض للأبد .
وحينما نعلم أن عنوان المقال هو انها الحرب النووية حتما لا محال فأمام غباء وسطحية وعدوانية أوروبا وعصبية وشجاعة الروس نري أن السيناريو يتحرك للأسوأ وبفعل فاعل وليس فقط تاريخ أو محض صدفة فهناك من يحاول أن يكتب أو يحرك التاريخ لكن
الله اكبر

اترك رد

%d