الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 10:24 ص

بعد مرور 77 عام ..هولندا تعتذر لإندونيسيا عن «بلاويها السودا»

الوطن المصري – فاطمة بدوي

بعد أن كشف بحث عن قيام الجيش الهولندى بجرائم منهجية ضد شعب إندونيسيا بين عام 1945 و1949.. قدمت هولندا اعتذارات لإندونيسيا.. وقال رئيس الوزراء الهولندى مارك روتى «اليوم باسم حكومتى اقدم أعمق اعتذاراتى للشعب الاندونيسى عن العنف المنهجى والمفرط الذى ارتكبته هولندا خلال هذه السنوات». كما عبر عن أسفه لتعامى الحكومات الهولندية السابقة عن ذلك.

.. وكان الموقف الهولندى الرسمى منذ عقود يؤكد أن العنف المفرط لم يستخدم إلا فى ظروف استثنائية أثناء حرب الاستقلال الإندونيسية التى جرت من 1945 إلى 1949.

رغم أن بعض الباحثين وأبناء اندونيسيا أكدوا أن ما قامت به القوات العسكرية الهولندية فى هذا الشأن يرقى إلى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.

لكن دراسة استمرت أربع سنوات أجراها باحثون هولنديون وإندونيسيون وجدت أن القوات الهولندية قامت بجرائم منهجية فى اندونيسيا عندما أحرقت قرى ومنازل وشنت حملات اعتقال جماعى وتعذيب و إعدام آلاف الأشخاص خارج نطاق القضاء فى السنوات التى أعقبت الحرب العالمية الثانية.

و قال الباحثون إن «معظم المسئولين الهولنديين فى تلك الفترة من سياسيين وضباط وموظفين مدنيين وقضاة وآخرين-كانوا يعرفون بالاستخدام المنهجى لهذا العنف المفرط». وأشاروا إلى أن هناك إرادة جماعية لتبريره والتستر عليه وتركه بلا عقاب.

فقد كشف الباحثون الهولنديون والإندونيسيون: أن استخدام العنف المفرط من قبل القوات المسلحة الهولندية لم يكن واسع الانتشار فحسب، بل كان متعمدًا أيضًا فى كثير من الأحيان. وتم التغاضى عنه على كل المستويات: السياسية والعسكرية والقانونية.

والسبب فى ذلك هو أن هولندا أرادت هزيمة جمهورية إندونيسيا بأى ثمن. وبذلك، تم تجاوز الحدود الأخلاقية، بما فى ذلك تلك التى كانت مطبقة فى ذلك الوقت، بشكل قاطع.

قال باحثو التقرير إن الجيش كان مذنبا بشكل كبير من خلال ارتكاب عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وسوء معاملة وتعذيب، واحتجاز فى ظل ظروف غير إنسانية، وإحراق منازل وقرى وعمليات اغتصاب، واعتقالات جماعية وتعسفية فى كثير من الأحيان.

وكشفت جرائم الحرب الهولندية للمرة الأولى من قبل محاربين قدامى هولنديين فى 1969، ولكن كانت هولندا تؤكد أن القوات الهولندية تصرفت بشكل صحيح عموما وإن حدثت «تجاوزات»..

وبدأت هولندا فى السنوات الأخيرة مواجهة إرثها الاستعمارى لإندونيسيا الذى استمر 335 عاما والتى كانت تُعرف سابقًا باسم جزر الهند الشرقية الهولندية. وأعلن الأرخبيل استقلاله فى أغسطس 1945. وقد اعترفت به هولندا فى 1949 بعد معارك طاحنة استمرت أربع سنوات.

فى عام 2013، اعتذرت الحكومة الهولندية عن بعض الفظائع التى ارتكبتها قواتها بعد إعلان إندونيسيا استقلالها. وفى 2020، اعتذر الملك فيليم ألكسندر رسميا عن «العنف المفرط» الذى استخدم خلال حرب الاستقلال. كذلك، قضت محكمة هولندية فى 2015 بأن على الحكومة أن تدفع تعويضات لأرامل وأبناء المقاتلين الإندونيسيين الذين أعدمهم جنود الاستعمار الهولندى.

من ناحية أخرى، أعلن ملك هولندا ويليم ألكساندر أن العائلة المالكة ستتوقف مؤقتا عن استخدام العربة الذهبية بعد انتقادات للعلاقات الاستعمارية بالعربة التى تجرها الخيول..

وكانت العربة محور نقاش حاد فى السنوات الأخيرة، خاصة أن إحدى اللوحات الموجودة عليها والمسماة «تحية من المستعمرات» تصور أشخاصا ملونين من المستعمرات راكعين فى خضوع لامرأة شابة بيضاء تمثل هولندا أثناء تقديمهم الهدايا لها.

وفى عام 1990، تظاهر الفنان روبن لا كروز ضد الملصق الاستعمارى، ومنذ ذلك الحين دعت العديد من الشخصيات العامة، إلى عدم استخدام العربة الملكية بعد الآن.

وتصاعدت تلك الدعوات بعد الاحتجاجات العالمية لحياة السود فى عام 2020 عندما واجهت العديد من البلدان تاريخها العرقى والاستعماري.

وكانت العربة الذهبية قد تم تسليمها للملكة ويلهيلمينا، أول ملكة لهولندا فى عام 1898.

ويتم استخدام العربة الآن بشكل أساسى فى يوم الأمير، عندما يفتتح الملك ويليم ألكسندر البرلمان الهولندى فى ثالث ثلاثاء من شهر سبتمبر، ويلقى خطابا يحدد جدول أعمال الحكومة للعام المقبل.

وترتبط العربة أيضا بأحداث بارزة أخرى بما فيها حفلات الزفاف الملكية وحفلات التنصيب.

اترك رد

%d