أوقدت الشعلة الأولمبية قبل 107 أيام من انطلاق دورة ريو في أغسطس/ آب القادم، غير أن الأزمات التي تعصف بالبرازيل حاليا باتت تثير الشكوك في قدرتها على تنظيم دورة ناجحة.
أوقدت شعلة أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 أمس الخميس (21 أبريل/ نيسان 2016) في العاصمة اليونانية أثينا، مهد الألعاب الأولمبية، على يد الممثلة اليونانية الشهيرة كاترينا ليهو وحسب الطقوس القديمة من أشعة الشمس باستخدام مرآة عاكسة، لتبدأ هذه الشعلة رحلة تستغرق 107 أيام قبل انطلاق الألعاب في مدينة ريو بالبرازيل في 5 من آب/ أغسطس إلى غاية الحادي والعشرين منه.
وانطلاقا من معبد هيرا بمدينة أولمبيا ستشق الشعلة طريقها باتجاه سويسرا أولا، عبر المرور على أحد مخيمات للاجئين في اليونان، حيث سيرفعها أحد اللاجئين هناك لشد الانتباه على أزمة اللاجئين، قبل أن تبلغ لوزان السويسرية حيث مقر اللجنة الأولمبية الدولية.
ومن المنتظر أن تصل الشعلة في الثالث من مايو/ شباط إلى العاصمة البرازيلية برازيليا، لتطوف بعد ذلك نحو 329 قرية أو مدينة في مسافة تزيد عن 20 ألف كيلومتر عبر البر وعشرة آلاف كيلومتر عبر الجو، في أنحاء الدولة المستضيفة للأولمبياد، كما سيحملها 12 ألف شخص.
وحسب صحيفة "فولها دي ساو باولو" البرازيلية من المحتمل جدا أن تستقر الشعلة في نهاية المطاف في مركز مدينة ريو قرب الميناء، حتى يتفقدها الزوار هناك على الشارع الأولمبي، تماما كما حدث في دورة سوشي التي بقيت فيها الشعلة خارج أسوار الملاعب وفي مركز المدينة حيث يتوافد السياح.
رسالة أمل للبرازيل؟
في الأخير سيتم نقل الشعلة إلى ملعب ماكارنا الشهير لإطفائها هناك وهو ذات الملعب الذي شهد تتويج المنتخب الألماني لكرة القدم بطلا للعالم على حساب نظيره الأرجنتيني في نهائي مونديال 2014.
وعند كلمته في حفل الافتتاح شدد رئيس اللجنة الأولمبية الألماني توماس باخ على القول إن "هذه الدورة الأولمبية ستكون رسالة أمل في الأوقات العصيبة. وبالفعل، فإن الشعلة ستحمل هذه الرسالة إلى أرجاء البرازيل، وإلى العالم". لعلّه بذلك يضع أصبعه على جراح الدولة المنظمة للألعاب المهتزة بفعل سلسلة أزمات، أعنفها تلك التي تواجهها الرئيسة الحالية ديلما روسيف إثر تصويت البرلمان بأكثر من الثلثين لصالح توجيه اتهام بالتقصير لها بسبب مخالفات تتعلق بالميزانية وتمويلات حملتها الانتخابية. وكانت هذه الخطوة سببا في غيابها عن مراسم إيقاد الشعلة الأولمبية في اليونان.
وعلى المستوى التنظيمي أيضا، ازدادت الشكوك حول قدرة البلاد في تنظيم دورة ناجحة بعد شكاوى تقدم بها الاتحاد الأولمبي للألعاب الصيفية بوجود أعطاب فنية عديدة في الاختبارات التقليلدية التي تجرى عادة قبل انطلاق الألعاب الأولمبية.
غضب شعبي
وحتى الآن لم يتم بيع سوى نصف التذاكر المعروضة في جميع الألعاب. وعزا وزير الرياضة ريكاردو لايزر الأسباب إلى أن "الألعاب لم تصل بعد إلى مستوى الإدراك الجماعي للجمهور".
لكن هناك فئة كبيرة في الشارع البرازيلي ترفض تنظيم دورة 2016 وتعلل ذلك بوجود تحديات اقتصادية واجتماعية كبرى تواجهها البلاد عليها أن تحظى بالأولوية من قبل المسؤولين، مع العلم أن جرح الخسارة التي واجهتها البرازيل أمام المنتخب الألماني لكرة القدم بسبعة أهداف مقابل هدف لم يندمل بعد، وما زالت تداعياته والبحث عن تفسيرات له، ليس فقط على المستوى السياسي وإنما أيضا من الجانب الاجتماعي، تشغل بال البرازيليين إلى الآن.
وعلى غرار ما حدث قبيل تنظيم المونديال، نشأت حركة مناهضة للدورة الأولمبية تحت شعار "أولمبياد، لمن!؟". وقد قامت هذه الحركة بتنظيم مسيرات دورية منذ أكثر من عام مناهضة للدورة الأولمبية القادمة.
ومن بين ما نشرته الحركة معلومات تفيد بأن نحو 20.299 عائلة تم طردها من منازلها في ريو إلى أماكن أخرى منذ العام الماضي ليرتفع العدد الإجمالي من العائلات المتضررة إلى 67 ألف عائلة، لتخلص حركة "أولمبياد- لمن؟!" إلى قناعة أن الرياضة أصبحت بالبرازيل مجالا لا يخص سوى "المرّفهين".