السبت, 23 نوفمبر, 2024 , 5:03 ص
الرئيسان السيسي وتبون

د. جوزيف مجدي يكتب : خنجر الخلاف العربى .. والقاهرة هى الحل

الجسد العربي منهك تماما والعالم العربي في أسوأ حالاته ، فالقمة العربية كان مصيرها التأجيل بسبب خلافات علي مجرد صياغة بيان ختامي ….!!!

لقد قطع خنجر الخلاف العربي العربي لسان العرب قبل أيديهم فكيف نواجه حربا كبري ونحن فاقدين الهمة والقدرة حتي علي الإنشاء والخطابة ولا يتبقي أمامنا وسط هذا الضباب السياسي إلا الزعامة المصرية كمصباح طريق .

قالها الرئيس الجزائري تبون في كلمة بيان اللقاء الرئاسي مع الرئيس السيسي ..حين قال أن مصر هي قناة التواصل مع عرب آسيا لحماية كل الشمال الإفريقي .

قالها تبون في العلن وجاء الرئيس الجزائرى الي القاهرة كقائد أعلي للقوات المسلحة الجزائرية وكوزير للدفاع قبل أن يكون قائد سياسي .. الجنرال الجزائري المحنك يعلم أن كل المفاتيح علي أبواب المحروسة .

فالقاهرة هي الحل … والرئيسين السيسي وتبون يريدان انعقاد القمة العربية في مارس القادم بالجزائر وبأي ثمن سعياً للم الشمل العربى..فكما أن مفتاح الجامعة العربية في القاهرة..

فإن كل مفاتيح حل شفرات الخلاف العربي المستعصية علي طاولة التفاوض ، ومنها الخلافات حول حضور سوريا القمة ، والموقف من ايران ، وادانة جماعة الحوثي الارهابية ..وقضية الصحراء الأفريقية والخلاف الجزائري المغربي كلها  كانت علي طاولة القاهرة بحضور تبون بآفاق واسعة لحلول وسط .. وبحتمية عودة سوريا للجامعة العربية دون حضور بشار الأسد شخصيا مثله مثل برهان السودان … واستبعاد قضية الصحراء عن النقاش داخل الجامعة العربية إلي الأمم المتحدة واعتبارها قضية أممية .

وبقدر ثقة الدولة الجزائرية ورؤية الرئيس تبون الثاقبة في قدرات الزعامة المصرية كان النجاح في التأثير لهذا اللقاء المهم سياسيا وعسكريا

د. جوزيف مجدى

فسياسيا قدمت قمة السيسي /تبون  قُبلة الحياة لقمة عربية كانت في طريقها للتأجيل حينما نجح هذا اللقاء في مواجهة أي فيتو خليجي علي القمة حول القضايا العالقة .

تبون بعث برسالتين خطيتين لملك السعودية وأمير قطر لكنه اختار أن يحضر شخصيا للقاهرة.

كما أن السعودية والإمارات تريد إدانة الحوثي في بيان القمة والجزائر لها موقف …لكن حل كل تلك التداخلات كان في القاهرة

فكانت القمة حين رغبت فيها مصر وحين جاءت الجزائر تستثمر في تلك الرغبة .

علي جانب آخر كان تأجيل القمة من أمن اسرائيل التي تريد دخول الاتحاد الافريقي دون رغبة القاهرة والجزائر بقدر ما يخيف تقارب هذا المحور تل أبيب .

تقارب الدولتين العربيتين يرعب إسرائيل التي تحاول خرق الأمن القومي الجزائري بواسطة مكتب الشاباك والموساد في جبل طارق .

ما بين مصر والجزائر أكبر من السياسة … بين الدولتين رفقة حرب وتعاون استراتيجي .

ولقاء السيسي / تبون وصفته المخابرات الروسية في مواقع قريبة منها بـ “اللقاء الذكي ” ..وان الجنرالين الكبيرين هما أهم ما في جنوب المتوسط  ، فالسيسي وتبون لديهما معلومات ويرون ما لا يراه باقي العرب .. الكل يمكن إدارته وهضمه إلا مصر والجزائر ..لأن هناك من يمتلك رؤية ثاقبة في أن الحرب ليست في اوكرانيا ، بل إن اوكرانيا مجرد عنوان ، لكن أمريكا أرادت أن تحارب روسيا بالجغرافيا .

ففي مقال لمحلل روسي  طالعه بوتين مرتين أكد خلاله أنه إن دخل الروس أوكرانيا ستضرب أمريكا قواعد الروس اللوجيستية في الشام ومياه المتوسط  ، لذا طار تبون للقاهرة لأن الأمر أخطر من ما هو معلن .

لقاء السيسي / تبون يعرف  استراتيجية الحرب القادمة …الدولة المصرية منعت دخول الجميع خط سرت / الجفرة لأن مصر تعرف أن سرت ستكون طرطوس جديدة وستمتد الحرب من سوريا لخليج سرت في ليبيا …

ولأن  البحر المتوسط هو رقعة عمليات الحرب الروسية الأمريكية القادمة إن اندلعت  وان البحر الأحمر هو رقعة حرب إيران والعرب

الكل أعاد إدارة زواياه علي مصر .. والرئيس السيسي بعد لقاء تبون توجه لأبوظبي  لتأكيد سيادة البحرية المصرية “سيدة البحرين” لضمان أمن الخليج .

اترك رد

%d