الوطن المصري _ ناريمان خالد
قالت وكالة أنباء الأناضول التركية بأن سلطنة عمان تُعرف في القواميس السياسية والعالمية بأنها الدولة صاحبة النموذج الأمثل من التعايش والوفاق، ليس فقط بين المذاهب الدينية التي تعيش على أرضها، ولكن من ناحية الوئام والحياد الذي تسلكه مع جيرانها والمحيط الإقليمي الأوسع نطاقا.وأضافت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم بأن هذا التسامح المذهبي لم يكن يتوفر على وجه الخصوص، لولا الأرضية الصلبة التي تأسس عليها قبل أكثر من ألف عام، والتي نجحت في تجنيب الدولة الخليجية الواقعة جنوب شرقي الجزيرة العربية الكثير من الفتن والأزمات التي تشهدها المنطقة طوال تلك الفترة، ليخرج المجتمع العماني منها سالما في كل مرة محافظا على الوحدة بين أطيافه.
وأجرت الوكالة مقابلة مع الشيخ عبدالله الشحري، الخطيب بمركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم، الذي أكد بأن صفة التسامح ليست عابرة أو دخيلة على المجتمع العماني، وهي متأصلة منذ دخول الإسلام إلى البلد وأثنى النبي عليه الصلاة والسلام على سماحة أهل عمان”.
وقال: “التسامح هو الصفة التي نجحت في الحفاظ على هذا المجتمع، والتسامح ليس ضعفا أو انكسارا، وليس أن تقبل بما عند الآخر أو أن تخضع له، لكن في المقابل، ليس لي أن أرفض الآخر وألا أستمع إليه، وأنه عندما لا أقبل الآخر ولا أرضى أو أتفق معه.. أعتدي عليه”.
وذكر بأن صفة التسامح والتفاهم التي ميزت المجتمع العماني نفعته على كل الصعد، وسرد أمثلة تاريخية على ذلك، منها وصول العمانيين إلى الصين منذ أكثر من ألف عام خلال رحلات تجارية، وانبهار الصينيين بأخلاق العُمانيين لدرجة أن الإمبراطور في ذلك الوقت أعطى أحدهم وساما سمّاه “وسام الأخلاق”.
ووصف الشحري السلطنة بأنها النموذج الأجمل عبر التاريخ في التعايش، فعندما نقرأ التاريخ من ألف سنة ثم نعود إلى الوقت المعاصر، نجد أن المجتمع لم يفقد هذه الصفة، وكانت حاضرة، إذ نحن كمسلمين مأمورون أن نكون متسامحين مع بعضنا بعضا، فالتوصيف القرآني واضح، “إنما المؤمنون إخوة”.