الوطن المصري – جيهان جابر
قدم الدكتور مصطفى مدبولى، نموذجًا مختلفًا وفريدًا لـ«رئيس وزراء مصر»، ربما لم نر مثله منذ إعلان إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية عقب ثورة 1952، فالرجل نجح فى أن يستحوذ على ثقة القيادة السياسية وكان جديرًا بها كما أكد الرئيس السيسى نفسه فى جميع المواقف والمناسبات، كما أنه استحوذ على محبة واحترام المواطن، وفى نفس الوقت حاز احترام الخبراء السياسيين والأحزاب حتى المعارضة، فكان محل اتفاق طوال الوقت بين الجميع، وهو أمر نادر فى ساحة العمل السياسى والتنفيذى، ويرتبط بشكل أساسى بالكفاءة والوعى والثقة والمكاشفة والقدرة على الإدارة واتخاذ القرارات وتحمل العواقب والتبعات، وكلها كانت عوامل جعلت منه رئيس وزراء «سعادة مصر»
فى 7 يونيو 2018، كلف رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، الدكتور مصطفى كمال مدبولى محمد نصار، بتشكيل الحكومة وتولى منصب رئيس مجلس الوزراء، بعد أن قضى الفترة من فبراير 2014 حتى 6 يونيو 2018 وزيرًا للإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
بثبات وشجاعة اخترق رئيس مجلس الوزراء، العديد من الملفات الصعبة، ونجح فى تحقيق إنجازات ضخمة وكبيرة بمختلف الملفات، واستطاع بهدوء وحكمة التعاطى مع التحديات التى طالما وقفت عائقًا أمام تحقيق التنمية الشاملة، ورغم أن حكومة الدكتور مصطفى مدبولى تولت القيادة وسط ظروف استثنائية عديدة، وتحديات مالية واقتصادية مركبة ومتشابكة، إلا أنها نجحت فى المضى قدما فى تنفيذ مخطط رؤية مصر 2030، واستكملت برنامج الإصلاح الاقتصادى، وحققت مؤشرات اقتصادية هامة فى مقدمتها انخفاض معدلات الفقر فى مصر لأول مرة منذ 1999 أى منذ 20 عامًا، فضلًا عن انخفاض معدل التضخم لأقل نسبة له منذ 14 عامًا، وتحقيق معدل نمو إيجابى رغم فيروس كورونا، وكذلك خفض العجز التجارى.
وكانت أزمة جائحة كورونا التى عصفت بأكبر اقتصادات العالم، هى التحدى الأكبر الذى واجه الدكتور مصطفى مدبولى، لكنه كعادته استطاع بثبات وحنكة اجتياز الاختبار الصعب واتخذ منهجًا متوازنًا فى التعامل مع الأزمة بقرارات وإجراءات استثنائية، وفى نفس الوقت استمرار النشاط الاقتصادى ودوران عجلة الإنتاج دون توقف، فحقق المعادلة الصعبة فى الحفاظ على صحة المواطنين مع تجنب الإغلاق الشامل، وهو الأمر الذى ساعد الدولة المصرية على عبور الأزمة، مقارنة بعدد كبير من الدول التى طبقت منهج الإغلاق الكامل للنشاط الاقتصادى.
أطلق مدبولى قدرات الدولة فى البناء والتنمية، وأنجز عشرات المشروعات السكنية، وآلاف الكيلو مترات من شبكات الطرق، وحقق طفرة هائلة فى ملفات الطاقة واستكشاف وإنتاج البترول، إضافة إلى تشييد المدن الذكية الجديدة وأبرزها العاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، ودمياط الجديدة، وحدائق العاصمة، وسفنكس الجديدة، والمنيا الجديدة، وتطوير المنطقة الاقتصادية لإقليم قناة السويس، ومئات المناطق والمجمعات الصناعية والمشروعات القومية العملاقة فى الزراعة والصناعة والإنتاج الحيوانى والتصنيع الغذائى والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وفى ملف الحماية الاجتماعية ورعاية الفئات الأكثر احتياجًا نجحت حكومة مدبولى فى تحقيق إنجازات ملموسة حيث ارتفع عدد السكان الذين شملتهم برامج الحماية الاجتماعية لـ32 مليون مواطن فيما يتم صرف دعم نقدى لـ3.6 مليون أسرة من برنامج الدعم النقدى، وبتوجيه مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسى، أُطلقت فى عهد حكومة الدكتور مصطفى مدبولى شارة بدء تنفيذ المشروع الأعظم فى تاريخ مصر الحديث لتطوير قرى الريف المصرى «حياة كريمة»، وهو المشروع الذى يستهدف تغيير حياة 60 مليون مواطن فى كل ربوع مصر، من خلال توفير حياة كريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وذلك بشهادة المؤسسات الدولية وكبار خبراء التنمية فى العالم، بتكلفة تصل لـ700 مليار جنيه على عدة مراحل، ويرتكز المشروع على تنمية 1436 قرية وتوابعها نحو 40 ألف تابع، فى 52 مركزاً بالجمهورية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030، وتصل تكلفة المرحلة الأولى لـ200 مليار جنيه.