الجمعة, 5 يوليو, 2024 , 9:21 م
السفير أسامه شلتوت

سفير مصر بالكويت : العلاقات المصرية الكويتية مثال يُحتذى به ونسعى لتطويرها

ندعو المستثمرين الكويتيين إلى الاستثمار في السوق المصرية

نثمن موقف الشقيقة الكويت فى دعمها لمصر في ملف سد النهضة

لا استقرار في مصر بدون استقرار ورخاء في دول الخليج

أسعدني كثيراً إقبال أبنائنا الكويتيين للدراسة فى الجامعات المصرية

الكويت –الوطن المصرى – هانى كمال

دعا السفير المصري لدى دولة الكويت أسامة شلتوت المستثمرين الكويتيين إلى استغلال تلك الطفرة غير المسبوقة واستثمار المزيد في السوق المصري للاستفادة من فرصه الواعدة في القطاع الصناعي أو الزراعي أو التجاري وخاصة منطقة قناة السويس العالمية، وكذلك قطاعات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

وخلال حديثه في مؤتمر صحفي عقده مع ممثلي الصحف الكويتية أكد شلتوت أن العلاقات المصرية الكويتية مثال يُحتذى حيث تتطابق الرؤى ويوجد تنسيق تام بين البلدين في مختلف القضايا التي تخص التعاون الثنائي أوالتي تتعلق بالمواقف السياسية في المنطقة.

وحول أهم الملفات التي سيعمل عليها قال شلتوت: سنركز في الفترة القادمة على ما يسهم في تطوير وتنمية العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين في المجالات المختلفة ولاسيما التجارية والاستثمارية لاستغلال الطفرة الكبيرة التي تشهدها مصر في مختلف المجالات، ودعم المناطق اللوجستية الجديدة في محور قناة السويس، وزيادة فرص مشاركة المستثمرين المصريين في مشروعات البنية التحتية الكويتية الطموحة في إطار رؤية 2035 والتي أتوقع أن تقفز بالكويت لآفاق عالمية تستحقها.

وأضاف السفير، أنه اتصالاً بما سبق، يجب التنويه إلى أنى منوط بتذليل أي صعاب تواجه عمل المستثمرين الكويتيين، وتفعيل دور مجلس رجال الأعمال المصري الكويتي، بالإضافة لاستمرار التواصل مع المعنيين ووسائل الإعلام ونواب البرلمان ورجال الفكر والثقافة يما يحقق مصلحة الشعبين. وتنسيق الرؤى والمواقف في مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

أكد السفير المصري، أن القنصلية المصرية في الكويت تقوم بالتطوير المستمر للعمل القنصلي، وذلك في إطار جهود وزارة الخارجية لتطوير خدماتها للمواطنين المصريين، خاصة التحول الرقمي. وقامت خلال الأشهر الماضية باستحداث نظام إلكتروني عن طريق موقعها على الانترنت وكذلك عن طريق تطبيق خاص على الهواتف المحمولة تتم عن طريقهما إتاحة عدد من الخدمات ، منها تسجيل البيانات وحجز المواعيد مسبقاً، مما يؤدي إلى تقليل الازدحام وتنظيم العمل ، وكذلك الاستعلام عن المعلومات والبيانات والمستندات المطلوبة لإنهاء المعاملات، إضافة إلى إمكانية تتبع الانتهاء من المعاملات القنصلية والاستعلام عن موعد استلامها، كما جري حالياً العمل على إتاحة خاصية الرد الآلي على الاستفسارات عن طريق رقم موحد على تطبيق الواتس أب، وسوف يتم الإعلان عن الرقم فور إتاحة الخدمة.

وحول الشكوى المتكررة من تأخر إصدار جوازات سفر المواطنين المصريين، قال شلتوت: أدى تفشي الجائحة إلى اضطراب عالمي في حركة الطيران وشحن الوثائق، وهو ما أدى لصعوبة إرسال الكثير من تلك الوثائق التي تتطلب درجة عالية من التأمين بالإضافة لتكاليف الشحن عبر الترانزيت، ولكن تلاحظ أن انتظام حركة الطيران نسبياً ساهم بشكل كبير في تسريع إصدار الجوازات خاصة وان مصر أنشأت مركز جديد حديث لإصدار الجوازات ومازلنا نعمل بشكل كبير على تنفيذ عدة اقتراحات تساهم في تحسين الخدمة الفترة القادمة.

كما تحدث عن أبرز جهود الحكومة المصرية  لتنشيط  قطاع السياحة، مؤكدا أن افتتاح مشروع الكباش مؤخرا يأتي في إطار خطة مصر الطموحة لتطوير القطاع السياحي والاستفادة من الكنوز التاريخية التي حبا الله بها مصر، وقريباً إن شاء الله سنشهد افتتاح أكبر متاحف العالم وهو المتحف الكبير، كل ذلك بالإضافة للطفرة الكبيرة في مجالات البنية التحتية التي تخدم قطاع السياحة، فالسياحة الخدمية أصبحت جزء لا يتجزأ من صناعة السياحة.

وحول الإقبال الكبير من الطلاب الكويتيين على الدراسة في مصر حيث وصلت أعدادهم لأكثر من 30 ألفا، قال: أسعدني كثيراً إقبال أبنائنا الكويتيين الدارسين في الجامعات المصرية، وهو دليل على الثقة التي يولونها للدراسة في مصر سواء الجامعية منها أو مرحلة الدراسات العليا في ظل النهضة التعليمية التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي في الآونة الأخيرة  وما حدث من طفرة في عدد الجامعات التكنولوجية الأهلية الجديدة مثل جامعة المنصورة وجامعة الجلالة وجامعة الملك سلمان وجامعة العلمين الدولية والتي وصل إجمالي تكلفة إنشاؤها 13 مليار جنيه مصري بالإضافة إلي أفرع أكبر وأهم الجامعات العالمية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذا تطبيق نظم الجودة الشاملة والاعتماد في منظومة العمل والتدريس وبرامج التعليم الجامعية مما ساهم بشكل كبير في تحسن مؤشر الجامعات المصرية.

وأضاف نجد أن عام 2021 شهد زيادة في أعداد الدارسين الكويتيين إلي 30000 دارس بزيادة قدرها  20 % عن العام السابق. كما أشارت إحصائيات وزارة التعليم العالي المصرية أنه وصل عدد المسجلين الجدد من أبناء الكويت الشقيقة للدارسة بالجامعات المصرية إلي ما يزيد على6000 طالب وطالبة هذا العام ليصبح الكويتيون أكبر جالية أجنبية تدرس في كليات مثل الطب والهندسة والحقوق والتربية.

وبشأن آخر تطورات مفاوضات سد النهضة في ظل التوترات التي تسود الإقليم، أكد السفير شلتوت أن قضية سد النهضة تمثل تهديداً وجودياً لمصر، وليس مجرد نزاع مائي بين دولتين، وهي قضية تهدد السلم والأمن في المنطقة بالنظر إلى الوضع المائي بالغ الحساسية لمصر، التي تأتي في المرتبة الثانية بعد الكويت من حيث الاعتماد على الموارد المائية النابعة من خارج حدودها.

وأوضح أن مصر تمسكت بطريق التفاوض في بداية الأزمة منذ أكثر من عشر سنوات، خاضت خلالها مفاوضات عسيرة مرت بمحطات ومسارات متعددة بدء من لجنة الخبراء الدولية مروراً بإعلان المبادئ ثم مسار المفوضات بوساطة الولايات المتحدة والبنك الدولي في 2019 /2020، إلا إن كافة تلك المسارات فشلت أمام التعنت الإثيوبي الذي أثبت أنه شريك غير مسئول ولا يُعول علية، حيث ماطل خلال عشر سنوات ورفض كل الحلول المقترحة.

 وقال السفير المصري: اسمحوا لي من خلالكم اليوم أن أحث أشقاء مصر وشركاءها الإقليميين والدوليين على ممارسة جهودهم لحث إثيوبيا للتخلي عن تعنتها والتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول الملء والتشغيل قبل أي استئناف للملء، ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أثمن موقف الشقيقة الكويت على دعمها غير المشروط والمعهود لمصر في هذا الملف الحساس، وقرارها السياسي والشعبي للوقوف إلي جانب مصر وهو الموقف التاريخي المعهود والمعروف عن كويت العروبة والمواقف العادلة.

وبشأن التوتر في منطقة الخليج بعد إعلان إيران عن قرب الوصول لامتلاك اسلحة نووية وكيف تراقب مصر هذا المشهد، أكد السفير المصري وجود تنسيق كبير بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصـر فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني ويوجد إطار تنسيقي مؤسسي الآن متميز وهي آلية التشاور بين مجلس التعاون ومصر ولعلكم شاهدتم تصريحات الوزير سامح شكري بالعاصمة الرياض وتأكيده على أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ عن أمن مصر، وهي الآلية التي تؤكد تطابق الرؤى فيما يتعلق بالموقف من الملف النووي الإيراني، فلا تتورع مصر عن دعم أي جهود من شأنها طمأنة أشقائنا وحماية مقدراتهم، فلا يمكن تصور استقرار في مصر من دون استقرار ورخاء في دول الخليج.

و وجه السفير المصري رسالة لأبناء الجالية المصرية بالكويت قال خلالها: سأبذل كل جهد لتحقيق طلباتكم بالتعاون مع الجانب الكويتي الذي لم يدخر جهداً لدعمهم، فكما تعلمون هناك توجيه دائم ومستمر من فخامة الرئيس بالوقوف على أية مشكلات تواجه أبناء مصر في الخارج، وأن الجالية المصرية بالكويت تساهم بفاعلية في بناء وتنمية مصر والكويت، ولهم دور فاعل في توطيد العلاقات الشعبية والأخوية وتعد من أهم أدوات القوى الناعمة والدبلوماسية الشعبية في التواصل والترابط بين البلدين الشقيقين.

اترك رد

%d