بقلم د. جوزيف مجدى
باريس ليست جنة الحرية علي الأرض كما اعتقد قديما عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين الذي وصفها ببلد الجن والملائكة ، بل هي فقط كانت أداة الدجال عبر التاريخ الطويل للحصول علي العلوم المصرية القديمة المحفوظة تحت أرض مصر منذ الطوفان الكبير …
فبعد حملة نابليون علي مصر شهدت البشرية تطورا كبيرا غامضا وظهرت كل العلوم التقنية الحديثة ..
نابليون الذي نقل بعض برديات العلوم الإدريسية الي اليهود شارك في أكبر خدمة لتفوق الغرب وطمس التاريخ ..
ومنذ الثورة الفرنسية والماسونية بقيادة كبار اليهود يخططون لأن تكون فرنسا هي الأداة الثقافية البراقة عبر شعارات الديمقراطية والحريات لنهب الشعوب واختراق النخب وإسقاط الحكومات والأنظمة الحرة المقاومة …
ولو كان طه حسين مؤلف كتاب الديمقراطية يعيش بيننا الآن لغير موقفه ..مما يؤكد أن الفاعل المتآمر علي مصر واحد ….
فعلي طريقة ريجيني يخرج نفس الفاعل المجهول من موقع سكلوز الفرنسي المغمور ليسرب وثائق خطيرة تحاول تلفيق اي اتهام لمؤسسة الأمن المصرية ..فمن إذن يريد تسميم العلاقات المصرية الفرنسية ….؟!!
من يريد وقف العملية “سيرلي” وعملية التعاون الفرنسي المصري لمراقبة الإرهاب علي الحدود مع ليبيا بهدف عودة الإرهاب والتهريب عبر الحدود مع ليبيا ….؟!!!
من يريد إحراج الجيش المصري ومحاولة وقف صفقة الرافال الفرنسية بأي طريقة وتشويه الجيش والإدارة الفرنسية …؟!
من لديه القدرة علي اختراق المخابرات الفرنسية أو الوصول لمكتب ماكرون والوصول لوثائق بحجم عمليات دولة ….؟!!
المؤكد أن موقع DISCLOSE الفرنسي هو مجرد واجهة بشعارات براقة حول استهداف علي الهوية الإجرامية بما يخالف القانون الفرنسي …….
وما يؤكد الغموض …هو الارتباك الفرنسي نفسه ..
فرنسا فتحت التحقيق حول ما نشره الموقع لكن ليس علي فحوي الاتهامات بل علي من سرب تلك المعلومات الأمنية المخابراتية بالغة الدقة والسرية …
فرنسا التي تقدم نفسها للعالم كدولة قانون وحريات تعيش أزمة الدولة نفسها ..
فرنسا تعيش أزمة دولة وأزمة جنرالات وصراع أمني حاد ، فالكل يتهم الكل والرئيس يتهم المخابرات أو الجيش بالتسريب
ماكرون الذي عزل رئاسة الأركان الفرنسية الي مكتبه من إدارة الجيش يعيش أزمة انتخابات قادمة وصراع مخابرات ..
فمن سرب الوثائق ، ومن يريد ضرب استقرار مصر ،ومن يريد تسميم العلاقات المصرية الفرنسية والتخلص من التعاون المشترك باعتباره إرث من الرئيس السابق اولاند …
هل الجيش أم المخابرات الفرنسية أم تيار ماكرون نفسه أم طرف ثالث …؟!! ..كل الاحتمالات تؤدي لخلاصة واحدة هي أن فرنسا تعيش أزمة دولة .. والمؤكد أن أمريكا لا تريد دور مصري فرنسي في المتوسط ولا علي الحدود الغربية المصرية …
إذن هناك انقسام واختراق أمني داخل الدولة الفرنسية ، فبعد الوثائق السرية نصف جنرالات فرنسا ضد علاقات فرنسا مع مصر والجزائر وصفقة طائرات الرافال والتعاون الأمني مع مصر والعملية سيرلي .
لذا وفي استراتيجية توقيت محترفة ودقيقة تم استدعاء شنقريحة الي القاهرة ، فوزير الدفاع الجزائري الجنرال شنقريحة في مصر ممثلا عن الرئيس الجزائري تبون لتوحيد الرؤية ، هذا الاحتمال لم يكن غائبا عن سيناريوهات المناورة المصرية …
الجزائر كانت أولي الدول التي زارها الرئيس .
مصر والجزائر لن تكون ضحية اليمين العالمي أو الفرنسي والصراع السياسي والانتخابي الدائر حاليا داخل فرنسا ولا محاولة الكل حتي الرئيس الفرنسي كسب نقاط انتخابية علي حساب الدولتين
ومصر والجزائر لن تكونا ضحية لأي صراع مخابراتي بين الرئاسة الفرنسية والجيش والفرنسي .
شنقريحة في القاهرة لتفعيل الإمتداد من الجزائر لمصر والتعاون بين البحريتين لمد كامل النفوذ العربي وحماية شرق وغرب ليبيا وغاز المتوسط ضد أي تواجد اسرائيلي فرنسي في المتوسط
ومصر تفاجيء الجميع بكارت سد ثغرة الاستطلاع بالطائرة المصرية بدون طيار نووت ربة السماء المصرية الجديدة فلا احتياج لباريس ولا غيرها .
فإن كان للمخابرات العامة المصرية عين حورس التي تري من أرقي وأعلي بعد كل شيء ، فالمخابرات الحربية هى رمز الهدد الذي يمتلك كل أدوات وتقنيات المراقبة.
وما يحدث هو درس عملي يثبت أن رموز مصر هي اثر ورائحة التاريخ ودائما ما تعبر عن حضورها مهما خفت نور مصر عبر الزمان يعود ليضوي من جديد
فكروت اللعب وسيناريوهات ردات الفعل والمناورة المصرية كبيرة والجيم يتم إدارته باحترافية عالية جداااا.