الوطن المصري – ناريمان خالد
نهضت المملكة بمشاريعها وبرامجها الرائدة التي تعزز جانب الاهتمام بالثقافة الإسلامية وفنونها، حيث يطل اليوم العالمي للفن الإسلامي الذي يحتفي به العالم في 18 نوفمبر من كل عام؛ ليزيد من خلق الوعي حول الجانب الفني والحضاري للإسلام، وإسهام الثقافة في الحضارة، بل كان لوزارة الثقافة قصب السبق بإعلانها عن احتضان الرياض لأول “بينالي للفن الإسلامي” في المتحف الإسلامي وذلك بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”.
كما يتواصل اهتمام المملكة بالثقافة الإسلامية وفنونها؛ بإعلان صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، تسمية عام 2020م وعام 2021م بـعام الخط العربي احتفاءً بالخط العربي وتقديراً لما يُمثله من أهمية في التعبير عن مخزون اللغة العربية وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وإطلاق أول منصة إلكترونية لتعليم الخط العربي والزخرفة الإسلامية بدعم من برنامج جودة الحياة أحد برامج رؤية المملكة 2030، وذلك تحت عنوان “منصة الخطاط” والتي تأتي ضمن المبادرات الفائزة بدعم الوزارة في” عام الخط العربي “وبإشراف نخبة من الخطاطين المحترفين في المملكة والعالم العربي والذين سيقدمون من خلالها أساسيات الخط العربي وفنونه وأساليبه عبر دورات تدريبية ومشاريع وورش عمل على يد محترفين ومتخصصين؛ كما دعمت الوزارة تنظيم المؤسسة العالمية للأدب العربي لندوة “الفن الإسلامي.. أسئلة الهوية وآفاق الثقافة” عام 2020م.
وجسدت المملكة حرصها لتعزيز أهمية الثقافة الإسلامية وفنونها، باستقبال وزراء الثقافة بكل حفاوة، واستضافت المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة عام 2005م وفي المدينة المنورة عام 2013م، وذلك بناءً على ما أسندته إليها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” في برنامجها لاختيار عاصمة الثقافة الإسلامية الذي ينعقد كل عامين بحيث تمتد الاحتفالات والتظاهرات على مدى سنة كاملة، وكان من مهامها نشر هذه الثقافة وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية الإسلامية من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة المجيدة.
من جانبها وجهت وزارة التعليم اهتمامها بالفن الإسلامي عندما أطلقت الإدارة العامة للنشاط أولمبياد الخط العربي والزخرفة الإسلامية وتحويله لمشروع وزاري تأكيداً للأدوار التي تؤديها في اكتشاف المواهب وصقلها، الذي يمثل حزمة من المسابقات التنافسية ومسابقة الخط العربي، لتنمية مهارات الخط العربي والزخرفة الإسلامية لدى طلبة وطالبات التعليم العام.
وتستعد “مؤسسة بينالي الدرعية” التي أسستها وزارة الثقافة عام 2020؛ لإطلاق الدورة الأولى من فعاليات “بينالي الدرعية” للفن المعاصر، وهو أول معرض دولي يحتفي بأشكال الفنون المعاصرة في المملكة والمقرر عقده بدءاً من 11 ديسمبر 2021م وحتى 11 مارس 2022م داخل “حي جاكس” في منطقة الدرعية التي تحتضن مواقع تراثية عريقة، أهمها “حي الطُريف” التاريخي، عاصمة الدولة السعودية الأولى، والذي تأسس في القرن الخامس عشر والمدرج ضمن قائمة اليونسكو للمواقع التراثية العالمية؛ حيث يعتبر هذا البينالي أول معرض بينالي دولي يكشف عن جوهر الفنون المعاصرة بمختلف أشكالها.
يذكر أن أهمية الفن الإسلامي ترجع إلى الرمزية التي يتسم بها، كونه تأثر بأنواع من فنون حضارات سابقة وأثّر على فنونٍ لاحقة، فكان يعد جسراً بين الثقافات والشعوب على مر الزمان، وانفرد الفن الإسلامي من بين فنون العالم بالخط العربي الزخرفي الذي استخدم على أوسع نطاق وفي جميع المنتجات الفنية والمعمارية، حيث أن أجمل ما في الحضارة الإسلامية هو “فنونها” التي تعد همزة الوصل بين الثقافات والحضارات المختلفة.