الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 12:57 ص

الأوقاف: سيناء في قلوبنا ونحميها ونفديها بكل ما نملك

الوطن المصري – جيهان جابر

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف  أن القرآن الكريم  تحدث عن سيناء العزيزة حديثًا يدعو للتأمل ، حديثًا يؤكد على أهميتها ومكانتها الدينية والتاريخية ، حديثًا يجعلنا نفكر مرات ومرات في ضرورة الاهتمام بها ، وتنميتها ، واستثمار مواردها الطبيعية ، ومعالمها السياحية : الدينية ، والطبيعية ، والعلاجية.

واوضح الوزير  خلال ندوة بعنوان التجلي الأعظم ببوابة اخبار اليوم أن الحق  سبحانه وتعالى أقسم  في كتابه العزيز بطور سيناء في قوله تعالى : “وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ” ، مقدما القسم بالطور على ما سواه من الأمور الأخرى المقسم بها  ما لها من مكانة أو قدسية ، بل إنه خصه بتسمية السورة كلها باسم (سورة الطور) .

واشار وزير الأوقاف الى ان ما اقسم به الحق سبحانه صراحة محددًا ومخصصًا في كتابه العزيز في سورة “التين” ، حيث يقول (عز وجل) : “وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” ، مقدمًا القسم بطور سنين على القسم بالبلد الأمين مع ما لهذا البلد الأمين من قداسة ومكانة.

كما أشار القرآن الكريم إلى بعض ما بسيناء من الخيرات والبركات ، حيث يقول سبحانه: “وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ” ، وفي هذه الشجرة كان يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “كلوا الزَّيْتَ , وَادَّهِنُوا بِهِ , فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ”.

وتابع الوزير  البقعة المباركة التي عبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى في ثنايا الحديث عن سيدنا موسى (عليه السلام) : “فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ” ، وبها الوادي المقدس طوى الذي عبر عنه الحق سبحانه في كتابه العزيز في خطابه لموسى (عليه السلام) : “فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى”.

قلعة صلاح الدين بطابا

وابرز وزير الاوقاف مدينة طابا بمحافظة جنوب سيناء تقف قلعة صلاح الدين كشاهد على ما قدمته مصر عبر تاريخها العريق لأمتها ولتأمين طريق الحج ، حيث أنشأ صلاح الدين الأيوبي قلعته في قلب خليج العقبة في موضع شديد الحيوية والاستراتيجية لتأمين طريق الحج ، وقطع أيدي اللصوص ، وكنقطة دفاع متقدم عن حدود الدولة المصرية ، ثم واصلت الأجيال عطاءها ، حتى جاء الدور على أبناء قواتنا المسلحة الباسلة الذين حققوا المعجزات في حرب العاشر من رمضان1393هــ السادس من أكتوبر 1973م بقهر جيش العدو الصهيوني الذي كان يزعم أنه لا يقهر ولا يهزم ، وتحطيم خط بارليف الذي كان يقال إنه عصي على الاختراق أو حتى مجرد التفكير في ذلك آنذاك ، وواصل رجال مصر العظماء مسيرة العطاء لوطنهم بالدفاع عنه بالقانون والحجج والبراهين ، حتى استعادوا ما كان متنازعًا عليه مع العدو الصهيوني ، وكما نجحت مصر في معركة الحرب نجحت في معركة السياسة والقانون ، فاستعادت كلَّ ذرة رمل من رمالها ، وتم رفع العلم المصري على كامل ثرى طابا في التاسع عشر من مارس 1989م ، ثم جاءت عملية التنمية الشاملة لسيناء لترسخ السيادة المصرية ، فهناك في طابا وفي أقصى نقطة حدودية نرى مظاهر التنمية والتطوير والتحديث.

مسجد الصحابة الرمز والدلالة

كما اشار الي أن مسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء بما صارت عليه عمارة المسجد الذي يُعد أهم أيقونة معمارية في القرن الحادي والعشرين في مجال العمارة الإسلامية يعد إضافة حقيقية إلى تراثنا الحضاري ، فالحضارة بناء تراكمي يضع كل جيل لبنة في بنائه ، وهكذا الأوطان العظيمة يضع كل جيل من أبنائها بصماته علي جنبات تاريخها.

على أن هناك بعض الدلالات الأخرى منها أن يكون هذا المسجد بهذه الفخامة في مدينة السلام بأرض السلام بسيناء الغالية لنبعث برسالة سلام للعالم كله: أن سيناء ومصر الكنانة ستظل مصدرًا للسلام ، وأن الإرهاب لا يمكن أن يكسر شوكتنا ، أو أن يفت في عضدنا ، أو ينال من عزائمنا ، أو يثبط هممنا عن البناء والتعمير ، فإننا سنظل نواجه الإرهاب بالبناء والفكر المستنير ، وسنظل نبني ونبني حتى ندحض هذا الإرهاب الغاشم ونجتثه من جذوره.

الأمر الآخر أن يكون هذا المسجد في مدينة شرم الشيخ له دلالة أخرى ، فهي ليست مجرد مدينة سياحية ترفيهية فحسب ، إنما هي مدينة قيم وأخلاق وإعمار واستثمار، وسياحة علاجية ، كما أنها تعد لوحة من اللوحات الفنية الطبيعية التي حبا الله بها مصر بصفة عامة وسيناء بصفة خاصة.

ويأتي اختيار اسم مسجد الصحابة ليعبر عن تقديرنا الكامل ومعرفتنا الحقيقية لمكانة أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جميعًا في نفوسنا.

وقد قررنا أن يكون أئمة المسجد ممن يتقنون إحدى اللغات الأجنبية ، وألحقنا بالمسجد مكتبة كبيرة ، ومركزًا للثقافة الإسلامية، فكما أن المسجد يعد أيقونة حضارية ومعمارية متميزة ، فإننا نعمل على تطابق المعنى والمبنى ؛ ليكون المسجد منارة وصرحًا علميًا ودعويًا ومعرفيًا وسطيًا مستنيرًا إلى جانب كونه رمزًا حضاريًا كبيرًا.

إن هذه المكانة التي خص بها الله (عز وجل) سيناء لتستحق منا جميعًا أن نجعلها في قلوبنا ، وأن نحميها ونفديها بكل ما نملك.

ولا شك أن قواتنا المسلحة الباسلة – وإلى جانبها شرطتنا الوطنية الباسلة – تحمل ذلك بشجاعة فائقة على عاتقها ، وقد قدَّمت وما زالت تقدم تضحيات غالية من دماء أبنائها في سبيل الوطن بصفة عامة ، وفي سبيل الحفاظ على سيناء وتطهيرها من العناصر الإرهابية والإجرامية بصفة خاصة ، وهو ما يستحق التحية والتقدير من جهة ، والاصطفاف بقوة خلفها وتقديم كل الدعم اللازم لها من جهة أخرى ، سواء أكان هذا الدعم ماديًّا أم معنويًا.

فتحية لقواتنا المسلحة الباسلة ، وتحية لشرطتنا الوطنية الباسلة ، وتحية لأهالي سيناء الكرام ، وتحية لكل وطني شريف ضحى لأجل وطنه والحفاظ على كل ذرة رمل فيه.

عمارة المساجد وإحلالها وتجديدها وصيانتها وفرشها بسيناء

أولًا : شمال سيناء

  1. تم إحلال وتجديد وصيانة وترميم (76) مسجدًا، منها (21) مسجدًا تم إحلالها وتجديدها من الموارد الذاتية لوزارة الأوقاف بتكلفة مالية بلغت (54,151,111) جنيهًا، و(55) مسجدًا تم صيانتها وترميمها من الموارد الذاتية لوزارة الأوقاف بتكلفة مالية بلغت (11,119,682) جنيهًا، إضافة إلى (55) مسجدًا تم إحلالها وتجديدها وصيانتها وترميمها بالجهود الذاتية تحت إشراف وزارة الأوقاف.

  2. تم افتتاح (26) مسجدًا جديدًا خلال الفترة من سبتمبر 2020م حتى نهاية أكتوبر 2021م.

  3. تم فرش أكثر من (245) مسجدًا بكمية فرش بلغت نحو (48995) مترًا مربعًا، منها (117) مسجدًا تم فرشها من الموارد الذاتية لوزارة الأوقاف بكمية فرش بلغت نحو (25993) مترًا مربعًا من السجاد (المحراب) الذي ينتجه مصنع سجاد دمنهور المملوك لهيئة الأوقاف المصرية, بالإضافة إلى فرش نحو (115) مسجدًا تم فرشها بكمية فرش بلغت نحو (23) ألف متر مربع بالجهود الذاتية ، وذلك في ضوء اهتمام الوزارة بعمارة بيوت الله (عز وجل) وتهيئتها للمصلين مبنى ومعنى.

ثانيًا : جنوب سيناء

  1. تم إحلال وتجديد وصيانة وترميم (177) مسجدًا، منها (29) مسجدًا تم إحلالها وتجديدها وصيانتها وترميمها من موازنة وزارة الأوقاف ومواردها الذاتية بتكلفة مالية بلغت (34,629,843) جنيهًا، و(148) مسجدًا تم إحلالها وتجديدها وصيانتها وترميمها بالمشاركة بين محافظة جنوب سيناء والجهود الذاتية لأهالي جنوب سيناء وتحت إشراف وزارة الأوقاف.

  2. تم افتتاح (26) مسجدًا جديدًا خلال الفترة من سبتمبر 2020م حتى نهاية أكتوبر 2021م.

  3. تم فرش أكثر من (493) مسجدًا بكمية فرش بلغت نحو (98600) متر مربع، منها (253) مسجدًا تم فرشها من الموارد الذاتية لوزارة الأوقاف بكمية فرش بلغت نحو (50503) متر مربع من السجاد (المحراب) الذي ينتجه مصنع سجاد دمنهور المملوك لهيئة الأوقاف المصرية, بالإضافة إلى فرش نحو (240) مسجدًا تم فرشها بكمية فرش بلغت نحو (48) ألف متر مربع بالجهود الذاتية ، وذلك في ضوء اهتمام الوزارة بعمارة بيوت الله (عز وجل) وتهيئتها للمصلين مبنى ومعنى.

 

اترك رد

%d