الأحد, 24 نوفمبر, 2024 , 3:09 م
السلطان هيثم بن طارق

نوفمبر المجيد نقطة تحول فى تاريخ سلطنة عُمان

 

كتبت – ناريمان خالد 

إذا كان في تاريخ الأمم والشعوب أيام خالدة تكون مصدر عز وفخر وإكبار فإن شهر نوفمبر في روزنامة العمانيين من بين تلك الأيام والمساحات الزمنية الخالدة التي يفخرون بها ويطاولون معها عنان السماء؛ لأنها كانت نقطة تحول كبرى في تاريخهم المتخم بالمنجزات وبالأدوار الحضارية التي كانت أحد مصادر المنجز البشري وأحد مكونات تاريخه وحضارته. وهذا الامتداد التاريخي وذلك المنجز الحضاري كانا على الدوام الجسر الذي عبر فوقه العمانيون إلى الضفة الأخرى من التحديات التي تواجههم، والصفحة التي رسموا على بياضها خطوط مستقبلهم المشرق. وبعد كل تحد، وفي أعقاب كل مرحلة صعبة كان الأمل بكل ما يحمله من رخاء مكافأة لتلك الأوقات الصعبة.وفي هذا اليوم، الأول من نوفمبر، شهر العمانيين الأثير الذي تشرئب فيه أعناقهم إلى السماء فخرا بما تحقق وتطلعا للمستقبل الواعد الذي وضع أركان رؤيته السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان عبر رؤية “عُمان 2040” تلك الرؤية التي ينظر لها العمانيون باعتبارها خارطة طريق نحو المستقبل، فإن العمانيين يعون تماما حجم التحديات التي تواجه مشروعهم النهضوي، وهي تحديات تمليها الظروف الدولية الراهنة وتأثيراتها على المنطقة وعلينا، والتي زادت الجائحة الصحية في تكريس آثارها، وهو أمر تعاني منه البشرية جمعاء في هذا التوقيت الصعب من عمر التاريخ. ولكن ذلك الوعي بحجم التحدي وما يصاحبه من مشاركة للجميع في إبداء الرأي وفي الحوارات المفتوحة التي من شأنها أن تقترح المسارات تذلل التحديات التي تواجه المسيرة وتساهم في تراكم الخبرة الفردية والجمعية.والأيام التي تعاقبت على عُمان عبر القرون والأزمنة البعيدة استطاعت أن تشكل إرادة العمانيين الصلبة، وعزيمتهم المتينة، وإصرارهم على تجاوز الصعاب التي تفرزها مراحل التاريخ والظروف التي تحيط به. والمطالع لتاريخ هذا الشعب العظيم يستطيع أن يقف على الكثير من المنعطفات التاريخية التي كانت فيها إرادة العمانيين القوة التي عَبَرَتْ بهم مساحات الرجاء إلى مساحات الأمل والعطاء.ورغم كل تلك التحديات التي لا تخفى على أحد فإن عُمان بإرادة قيادتها الصلبة وبمشاركة الجميع رأيا وفكرا تتجاوز التحديات تحديا تحديا، وتعبر يوما بعد آخر بكثير من النجاح إلى حيث طموحات العمانيين وآمالهم. وإذا كانت عُمان قد تجاوزت ذروة التحدي، الصحي والاقتصادي، فإن المرحلة القادمة أكثر يسرا سواء من حيث الخبرة التراكمية أو من حيث بدء جني ثمار جهد السنتين الماضيتين.وفي هذه الأيام التي تزين عقد الروزنامة العمانية تبرز أصوات الشباب وهم يشاركون في صناعة الغد وفي بناء مساراته الآمنة عبر الحوارات التي أمر بها عاهل البلاد المفدى معهم لمشاركتهم في ما تقوم به الحكومة من جهد ومن مشاريع وتخيط للغد، ولسماع وجهات نظرهم في جميع القضايا التي تحيط بهم. هذا الحوار الذي يمكن أن يوصف بأنه ورشة عمل مفتوحة من أجل المستقبل ومن أجل عُمان التي نحب يجعل الجميع يستشعر مسؤوليته التاريخية لبناء هذا الوطن العظيم.

اترك رد

%d