الوطن المصري عبير فوده
أكد المفكر الإسلامى الكبير ثروت الخرباوي، أن أدب نجيب محفوظ تحول بالرواية المصرية والعربية والعالمية، فلم يترك شاردة ولا واردة إلا وكتب عنها.
وأضاف فى تصريحات «كتب أديب نوبل نجيب محفوظ عن «سيد قطب» وتحولاته الفكرية، وشخصيته المضطربة، ترجم محفوظ هذه الشخصية بضيق أفقها وتطرفها في رواية «المرايا» ووضعها في شخص سماه «عبد الوهاب اسماعيل» جعله أديبا وشاعرا، ثم إذا به يصبح متطرفا لدرجة تكفير المجتمع، كانت شخصية عبد الوهاب اسماعيل قريبة الشبه من شخصية سيد قطب، وكانت تحولاته وكأنها تحولات قطب رصدها لنا محفوظ في «المرايا» التي رصد فيها عشرات الشخصيات وأبدع تصويرها».
وذكر: « إلا أنني أظن أن جانبا من هذه الشخصية كان يقارب شخصية القيادي الإخواني «عبد الفتاح اسماعيل» الذي كان شريكا لقطب في قضية 1965 ، والذي تم تنفيذ حكم الإعدام فيه مع قطب ولكنه لم ينل نفس الشهرة وإن كان يقاسمه في نفس الأفكار، وأظن أن محفوظ الذي كتب المرايا عام 1971 استمد اسم هذه الشخصية من عبد الفتاح اسماعيل، فكان عبد الوهاب اسماعيل أحد أبطال الرواية».
وكان المفكر الإسلامى قد صرح بأن مصر كانت في خاطر نجيب محفوظ، وكانت روايته كلها تدور حول مصر وعنها، مصر عبر التاريخ، ومصر الحارة الطيبة، ومصر في ثورة 1919، ومصر التي تواجه الطغيان، ومصر بشخوصها المختلفة، وكانت بداية كلمته عن مصر في روايته المجيدة “كفاح طيبة” التي كتبها وهو مقبل على الثلاثين، وبعد أكثر من ستين عاما من هذه الرواية مات محفوظ وهو في الرابعة والتسعين، وحين مات رثته الدنيا كلها، وسارت مصر في جنازته، إلا أن الإخوان الإرهابيون شمتوا في موته، وكانوا قد حاولوا اغتياله قبل ذلك، وفشلوا في ذلك، فحاولوا اغتياله معنويا، وفشلوا أيضا، ألا إنهم في كل عمل يفشلون!!
كتب نجيب محفوظ عن مصر كلها، أجرى جراحة نفسية للشخصية المصرية، أبدع وهو يحكي لنا عن مصرفي أوائل القرن العشرين وهي واقعة تحت الاحتلال تسعى للخلاص والحرية، كتب ذلك في العديد من رواياته إلا أن أكثرها إبداعا روايته الأسطورية “الثلاثية” والتي أظن أنها هي “الرواية الأم” في الأدب المصري، والتي يجب على أدباء مصر أن يقولوا “كلنا خرجنا من ثلاثية نجيب محفوظ” كما قال أدباء روسيا “كلنا خرجنا من معطف جوجول” أما روايته المذهلة “الحرافيش” فهي الحكمة عندما تتحول إلى حياة روائية، وهي الحارة المصرية الحقيقية، ولك أن تعلم أن نجيب محفوظ لم يترك شاردة ولا واردة في مصر إلا وتناولها في رواياته وقصصه، حتى أنه كتب عن الإخوان، وتناول العديد من شخصيات التطرف