تقرير يكتبه – خالد عبد الحميد
أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة أن النقد متاح ولكن بشرط أن يكون نقداً بناءاً للصالح العام يكشف قصوراً أو سلبيات لتلافيها .
نفهم هنا من كلام كبير العائلة المصرية وزعيمها أن من حق أي مواطن أن ينتقد سلبية طالما أنه يعرضها بهدف الإصلاح والبناء وليس الهدم ، وهذا هو الفرق بين نقداً بناءاً ونقد هدام .
ولم نجد أفضل من توجيهات الرئيس لتكون بداية تقريرنا حول مؤتمر الكيانات المصرية الثانى الذي انتهت فعالياته مؤخرا وشرُفنا بحضوره بناء على دعوة كريمة من القائمين عليه.
بداية وقطعاً للطريق على كل من احترف الاصطياد فى الماء العكر نؤكد أننا أحد أبناء ورجالات الدولة ، ورجل الدولة يستطيع أن يُفرق جيدا بين الغث والثمين .. وبين النقد البناء الذي يهدف لكشف سلبية بهدف إصلاحها ، وبين نقد هدام يسعى لتشويه صورة الدولة .. وما تحقق من إنجازات لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد .
ما حدث فى مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج في نسخته الثانية والذى انتهت فعالياته منذ أيام احتوى على بعض السلبيات وألحق أضراراً جسيمة بشخصيات كبيرة وكبيرة جداً كانت حاضرة وبقوة فى المؤتمر .
لابد أن نشير في البداية إلى بعض ما رصدناه من ملاحظات وليس جميعها ، أولها أن المؤتمر لم يكن للكيانات المصرية بالخارج ، بل كان تجمعاً نظمه عدد من رموز المصريين بالخارج إرتأت وزارة الهجرة أن تضمه تحت رعايتها وتصبغ عليه الصفة الرسمية ، وهنا لنا كلمة حيث أن هذا المؤتمر كان يجب أن يحصل على نصيب وافر من الاستعداد والتنظيم والوقت الذي يسمح بحضور عدد كبير من رموز المصريين بالخارج المهتمين بالعمل العام حتى يخرج المؤتمر فى أبهى صورة له ويحقق الهدف المرجو منه.. والصورة التى نتحدث عنها لا نقصد بها كرنفال الصور الذي شاهدناه طوال أوقات المؤتمر فى أيامه الثلاثة والتي حرص الحضور علي التقاطها لوضعها على بروفايلاتهم علي صفحاتهم الشخصية بالفيسبوك ، ولكن الصورة التى نقصدها هى صورة المصريين فى الخارج أمام الدولة وكيف يمكن أن يكون حضورهم مفيداً لوطنهم ليس فقط بدعم مادى لمبادرة وطنية نبيلة في حجم حياة كريمة ولكن ربما بفكرة أو مقترح يساهم فى دعم توجهات الدولة المصرية نحو الجمهورية الجديدة .
أيضاً لفت انتباهنا حجم التبرعات “الهزيل” الذى تم جمعه لمبادرة حياة كريمة حيث لم يتم جمع أكثر من 218 ألف جنيها مصرياً رغم أن الحاضرين طبقاً للبيانات الرسمية الصادرة من وزارة الهجرة ما يقرب من 400 مشارك وأكثر من 33 كياناً مصرياً بالخارج من 18 دولة وهو أمر أساء للمبادرة الرئاسية .. وأساء للمصريين فى الخارج الذين كان بإمكانهم المساهمة بملايين من الجنيهات لو اُحسن تنظيم هذا المؤتمر ودعوة أبناء مصر فى الخارج للحضور والمشاركة ، ولا أعتقد أنهم كانوا سيبخلون مطلقاً على دعم مبادرات وطنية نبيلة لمساعدة أبناء الوطن من المحتاجين .
كما لفت انتباهنا الحضور اللافت للنظر من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ والإهتمام المتزايد بهم ، فى الوقت الذي لم نشاهد فيه الحضور المنتظر من نواب المصريين فى الخارج ( المعنيين بالقضية ) مع كامل إحترامنا لكل نائب من نواب الشعب فى مجلسى النواب والشيوخ .
أيضاً ما لفت انتباهنا بشدة أن هذا المؤتمر رغم أنه مؤتمرا للمصريين فى الخارج لم نستمع لكلمة واحدة من ممثل واحد للكيانات المصرية بالخارج فى المؤتمر بل جاءت كل الكلمات لمندوبين فى الإسكان والسياحة والبورصة وهى سلبية كان يجب تداركها من القائمين على تنظيم هذا المؤتمر ( العاجل ) .
وكانت الكارثة التى فوجئنا بها داخل المؤتمر وجود قيادات إخوانية كانت حاضرة وبقوة والتُقطت لها الصور في سرور وسعادة بالغة .. ولنا هنا عدة أسئلة : من دعا هؤلاء لحضور مثل هذا المؤتمر في مكان وموقع حساس هو مكان انعقاد المؤتمر .. ولماذا ونحن نعلم ما فعله الإخوان بمصر والمصريين .. وما الهدف من حضورهم .. كلها اسئلة خير من يجيب عنها صاحب الدعوة لحضور مؤتمر وطنى لدعم مصر والاحتفال بالجمهورية الجديدة .
الشاهد هنا وما يجب أن نذكره حتى نكون منصفين أن وزيرة الهجرة نشيطة ونشيطة جداً ولكن هناك أمور بسيطة قد تأتى بنتائح عكسية وضررها أكبر من نفعها ، وأعتقد من واقع خبرتى بملف المصريين فى الخارج على مدار سنوات طويلة أن هذا المؤتمر سيؤثر بالسلب على من دعا له واحتضنه وهو ما لم نكن نتمناه .
وفى نهاية تقريرنا الذي قد يُغضب البعض نؤكد مجدداً أننا مارسنا حقنا فى النقد البناء وطرحنا سلبيات بهدف تلافيها لأننا أحرص ما يكون على تصويب الخطأ وتماسك الجبهة الداخلية ، ونتمنى أن يأتى اليوم الذى يتم فيه جمع شمل المصريين فى الخارج – خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية بالخارج – وأن تحتضن وزارة الهجرة – ( المتحدث الرسمى بإسم10 ملايين مصرى مغترب ) – مؤتمراً يتم فيه دعوة كافة رموز المصريين فى الخارج دون إقصاء لأحد وطرح كافة الملفات بشفافية ، لأن الكل شركاء فى بناء هذا الوطن ..والوطن أحوج ما يكون لكل إبن من أبنائه سواء داخل أو خارج مصر ، إلا من تلطخت يداه أو شارك فى إراقة دماء المصريين.. هؤلاء غير مرحب بهم على أرض مصر حتى ولو كانوا يحملون الجنسية المصرية .. تلك هى ثوابتنا التى لن نحيد عنها أبداً .
تحية لكل القائمين على خدمة المصريين فى الخارج .. تحية لكل مصرى وطنى تبرع لمبادرة حياة كريمة ممن حضروا المؤتمر وكل التحية والتقدير لوزيرة الهجرة السفيرة ( نبيلة مكرم عبد الشهيد ) ومكتبها الإعلامى المحترم الذين أعلم علم اليقين أنهم يتقبلون النقد بصدر رحب ويتفاعلون مع كل ما يكتب والسعي قدر المستطاع لتلافي السلبيات.