الإثنين, 13 مايو, 2024 , 10:22 م

سيناريوهات الحرب.. الشعب يدعم القائد لانقاذ مصر من العطش

بقلم د. جوزيف مجدى
حين اتضحت نوايا أثيوبيا الخبيثة في حجز النيل بات تعطيله وخروجه من الخدمة أمرا حتميا مفروغا منه..
لكن غرفة صناعة قرار ملف هذا السد مثقلة بالإشكاليات والتناقضات في منطقة تنتظر حربا كبري وشيكة.
قولا واحدا السيسي يفضل الاقتصاد والإجراءات الواقعية التي تمس لقمة العيش علي الشعارات السياسية.. لذا قالها مرة واحدة حصة مصر كاملة أو فوضي لا يتخيلها أحد ولم يتحدث بعدها.. .
لأنه وحسب معلومات لا يحب الانفراد بقرار الحرب لصناعة بطولة سياسية.
الرئيس لا يلعب سياسة بملف السد وإن اتخذ القرار سيكون الضرب بالقوة الغاشمة…
الدولة المصرية تعلمت من درس الستينات في انفراد القصر الرئاسي بقرار الحرب لصناعة بطولات من ورق مما ادي إلي الهزيمة..
الرئيس يفكر مع الجيش والمخابرات و الخارجية والحكومة.. والشعب يقود طاولة الحرب لأن تقارير خوف الشعب المصري وغضبه علي النيل لا تخطيء اذن الرئيس.

الضربة العسكرية حتمية لأنه لا قيمة للحرب أو السلام بعد الملء الثاني..
الخطة علي مكتب الرئيس بخمس سيناريوهات متوقعة وغير متوقعة.. لا تتوقعها اعتي عقول التحليل السياسي المخابراتي
الملء الثاني خط احمر مصري… لا بديل عنه سوي اتفاق ثلاثي ملزم شامل..  أو توقيع اثيوبي علي ضمان اتفاق يتم تقديمه إلي مجلس الامن…. أو ضرب السد سيكون احتمالا لن يرضي بغيره شعب أو جيش مصر..
الموساد الإسرائيلي يحاول إقناع أبي احمد بأن مصر لن تضرب السد.. لأنها لو ضربت السد اذن يمكن أن تضرب إسرائيل…!!!
وتقارير سي أي إيه ومخابرات البنتاجون لها رأي آخر لكن اذن ابي احمد في فم رجال الموساد المسيطرين عليه.. لذا تتعنت أديس أبابا وتري أن ظهر مصر المكشوف سيردعها عن الدفاع عن النيل.. لأنه لا يعرف المصريين.
ربما تجلس مصر فعلا علي طاولة الحرب بظهر مكشوف علي المستوي الدولي لكن جيش مصر خير ظهر ودرع وسيف.

د. جوزيف مجدى

ربما تكون معظم القوي الدولية والإقليمية بإختلاف ديناميكيات الصراع ضد ضرب السد..
فأثيوبيا ومعظم دول الشرق الإفريقي يمثلون حوالي ٤٥٪ من مساحة الارض الصالحة للزراعة فوق هذا الكوكب.
الدول الخليجية لم تذهب للقرن الإفريقي خصومة مع مصر الغائبة وقتها.. بل هي هناك منذ الأزمة المالية العالمية عام ٢٠٠٨ وارتفاع أسعار السلع خاصة الغذائية و الخليج دول صحراوية منذ نشأته يعاني من نقص الرقعة الزراعية فذهبت إلي افريقيا من أجل الأمن الغذائي و الجيوسياسي فالسعودية تاكل نصف غذائها من اثيوبيا وتصدر منها نبات الشاي والبن الاثيوبي الي ليبتون وستارباكس في كل العالم ..

والإمارات لها نفس الإستراتيجية بالإضافة إلي نفوذ عسكري قوي في الساحل الجنوبي لخليج عدن يتوازي مع التواجد علي الساحل الجنوبي لليمن ويساعد في حرب اليمن..
وتتوسع في استراتيجية استئجار أو شراء المواني البحرية والعسكرية ذات الأهمية الجيوسياسية الكبيرة من خلال بيزنس (المطارت والموانئ) فتتواجد بميناء ( بربرة) في (صومالي لاند) وقاعدة عسكرية في ميناء عصب باريتريا..
والإمارات الآن تحاول مساعدة اريتريا بتنشيط هذه القاعدة لمنع زحف اقليم تيجراي إلي اريتريا بعد هزيمة القوات الاثيوبية والارتيرية في اقليم تيجراي..
حتي الصين دخلت علي الخط في القرن الإفريقي من خلال مشروع (الحزام والطريق)… لمنافسة أمريكا..

الجميع الان من أصحاب المصالح الكبري عالمية أو إقليمية فوق شجرة أبي احمد الذي وعدهم بإدارة الجنة الخضراء بالوكالة الموعودة في افريقيا..
و القناص المصري عليه ان يصيب أبي احمد فوق الشجرة دون إصابة أحد غيره..
السيسي قائد وطني واقعي غير مغامر لا يحب الدم… ولا يريد لعب بطولات سياسية بل يريد إن ضرب يصيب وبضربة تكتيكية ذكية غير نمطية أو متوقعة..
وهو كرئيس غير أستبدادي يتخذ خطوة فنية خلف الجيش و سياسية أمامه والجميع خلف الشعب المصري الذي لا يقبل بانتقاص متر مياه واحدة من حصته والقوي الذي لا يحب الدم يجعله كارته الأخير… والكارت الأخير وقته بعد مجلس الأمن.
سيضرب المصريون السد لو لم توقع اثيوبيا بالتزام من مجلس الامن
الأمر مجرد مراحل وتكتيكات منضبطة محسوبة فوق رقعة الشطرنج من الدبلوماسية الناعمة للخشنة لاستخدام العنف لتجنب اعراض اليوم الثاني بعد الحرب..
لكن اثيوبيا تصدق إسرائيل…!!

مصر لم تكن لديها مشكلة مع السد بل مع ( الميجا سد) أو السد الضخم الذي تؤكد ضخامته نية (حجز النيل) .. النيل يبكي ولن يفيض بعد اليوم.. النيل يختنق ويصرخ في المصريين اذكروا عهدي ونعمتي ولا تتركوني منذ بداية الملء الثاني.. واثيوبيا كأي مجرم تشعر بالقلق وتحوم كأي مجرم حول مكان الجريمة.
الجيش الإثيوبي يعلن الطوارئ ويحرك طائرات السوخوي ٢٣ ،٢٧ إلي هراميدا وبتشفتو وباهيرادار والدفاع الجوي الإثيوبي سبايدر والروسي القديم منصوب فوق الهضاب ومتأهب ينتظر الجحيم من السماء.
اثيوبيا تعرف ان الضربة قريبة والرئيس السيسي كان يتمني ان يكون هناك ثمة تعقل اثيوبي.. لكن اثيوبيا مصرة علي الملء الثاني وتجاوز الخط الأحمر المصري
الامارات تحاول أن تجهز القطن والشاش لحماية أي مضاعفات نزيف القرن الإفريقي من خلال قاعدة “عصب” العسكرية الإماراتية في اريتريا..
فهي تصدق نبؤة السيسي بفوضي لا يتخيلها أحد ولا يريدها أحد إلا اثيوبيا
فلو تم توجيه أي ضربة للسد سيعلن اقليم تيجراي استقلاله وسيتحول لدولة مستقلة ووراءه عشرات الأقاليم والحركات الإتفصالية وستتفكك اثيوبيا وستهجم منها و عليها كل دول الجوار
ولن نعرف مهما حاولنا التحالفات المخابراتية السرية من سيغلب من ،فلا يوجد حركة أو اقليم انفصالي في افريقيا ليس وراءه جهاز مخابرات أو تكتل مخابراتي علي طريقة تنظيم ” السفاري” السري..
ولصقور حورس الغلبة دائما ، فالغلبة لمن يتحكم علي الأرض ومن يملك المعلومات
وهذه هي الفوضي التي لا يتخيلها أحد والتي لو اندلعت ستحلق صقور حورس فوق دخانها حتي تحكم للأبد ولا تعود كما عادت من قبل
درس تاريخ.

اترك رد

%d