بقلم – د. جوزيف مجدي
في مرحلة معقدة من ديناميكيات الصراع كان يجب أن يحكم مصر عقلية غير نمطية.. فالعالم تحول لبؤر دم متشابكة ومتناقضة مع بعضها البعض مما يخلق مناخ سياسي امني غير تقليدي يصعب علي السياسيين النمطيين فهمه..
فمن يحكم دولة في هذا العصر يجب أن يجيد لغة الشفرات المعقدة والعالم الخفي من تنظيمات ومافيا واجهزة سرية وخفية ومصالح معقدة..
فلا يمكننا رؤية زيارة الرئيس السيسي للعراق التي لم يزورها رئيس مصري منذ ثلاثين عاما إلا من خلال نافذة رسائل وشفرات تلك الزيارة السياسية و السرية..
فهي أولا زيارة تاريخية وكانت تمثل تهديدا لحياة الرئيس ، فمطار بغداد كان مستهدفا بالصواريخ لكن أول رسالة أرسلها السيسي هي قدرة مصر علي تأمين رئيس لا يخشي مغادرة القاهرة في هذا الوقت ولأي مكان ، فحتي عصير السيسي وفنجان قهوته كانتا تحت رادارات الصقور..
وثانيا كانت الزيارة التي وصفتها رغما عنها الخارجية الأمريكية إنها تاريخية كانت في يوم ذكري ضرب إسرائيل المفاعل النووي العراقي والتي صاحبها نشر الموساد شهادات أحد طياري سرب F16 انه ضرب المفاعل تحقيقا لطلب أمه اليهودية التي شاهدت الهولوكوست ووثائق عن موقف الرئيس السادات من ضرب المفاعل العراقي لإحراج مصر..
فزار السيسي بالكيد المخابراتي بغداد في نفس اليوم ليؤكد علي ١٥ اتفاقية تعاون اقتصادي وامني كان قد تم توقيعهما بين الدولتين اهمها اتفاقية الشام لنقل الطاقة بين مصر والعراق عبر طريقين بري وبحري من ميناء فاو والبصرة العراقي مرورا بخليج العقبة حتي نويبع وميناء العين السخنة بمصر..
أي النفط العراقي ب ١٠ دولار للبرميل بدلا من ٦٠ مقابل إعادة اعمار وتعليم وتأمين العراق لحل الأمن في العراق والبطالة في مصر بفتح ملايين فرص العمل في العراق مرة أخري
أي النفط مقابل الاعمار.. هكذا تقضي مصر حين تعود عظمي .. النفط مقابل العمل والخير .. وليس النفط مقابل الغذاء حينما كانت تذل إسرائيل الشعب العراقي عبر الجيش الامريكي .. لكن أمريكا تنسحب .. و معادلة التاريخ تقول إن ست حين ينسحب يدخل حورس.
فمصر تدخل العراق وتتولي الأعمار ، إلا أن مصر لا تذل أحدا .. مصر تحترم بابل وفارس واشور ويوقرها الجميع
فالجندي المصري هو الوحيد الذي لن تهجم عليه لا ميليشيات الحشد الشعبي في العراق ولا الحوثثين في اليمن..
فثغرة انسحاب الجيش الامريكي من المنطقة يغطيها السيسي بعودة الجمهورية الثانية في العراق وليبيا وغزة وحتي السودان
ولعل هذا ما بث الرعب في قلب إسرائيل من استعادة النفوذ المصري وخاصة عبر التقارب المصري العراقي
لذا خرجت طائرات F16 الأمريكية من اسرائيل في نفس يوم الزيارة لتضرب اهدافا في العراق وسوريا
ولم يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي شعرة يشدها في رأسه وهو يشاهد السيسي في مطار بغداد فلم ينتظر وهاتف السيسي تليفونيا رغم انشغال الرئيس بالزيارة.. ليؤكد علي اتفاقية كامب ديفيد مع الرئيس.
بينت حسب جريدة JERSALEMPOST الاسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينت أحب إن يؤكد علي اتفاقية السلام مع السيسي لأنه يرتعب من تقارب الدولتين ونظرية العراق الأمنية ضد إسرائيل .. بينت يعلم أن بابل لن تنسي ما جري لها علي أيد بني صهيون.
وقال بينت بالحرف إن العراق هي العدو الوجودي الأول لإسرائيل وبعده إيران وإن أي تقارب مصري عراقي هو خط احمر
وأشارت جريدة تايمز الاسرائيلية ان بينت بعد الزيارة الغي اتفاقيات نتنياهو وطلب رفات الجنديين الاسرائليين والجنديين الاسري لدي حماس مقابل رفع الحصار والافراج عن ملايين الاعمار في غزة
وأن بينت مثل أي يميني إسرائيلي بداية من بيجين يتمسك ببنود اتفاقية كامب ديفيد أي الحكم الذاتي للفلسطينيين أي رفض حل الدولتين أي حرب أخري وشيكة في غزة
ونتنياهو من موقع المعارضة يقول كنت أتحكم في غضب المصريين بلباقتي و علاقتي معهم لكن بينت سيحرق إسرائيل
ومصر زارت العراق في ذكري ضرب المفاعل النووي العراقي وتوقيع اتفاقية حول الطاقة وتوقيع اتفاقية سابقة مع روسيا لبناء مفاعل نووي سلمي…
أي مصر تشير باصبعها وتنذر إن ضيقتم علي الخناق بسد النهضة لتوليد طاقة كهرومائية من السد العالي فلا يلوم مصر أحد لو ذهبت لوسائل طاقة بديلة حتي ولو كان السلاح النووي ، فارتعبت إسرائيل وارتعب بينت واليمين الصهيوني ،فاتصل بالرئيس وهو في العراق ليؤكد علي السلام. والاستقرار في المنطقة…!!!
ولم يكن هناك اتفاقا نوويا وأراه لن يتم بين أمريكا و إيران قبل أغسطس القادم أي قبل تولي الرئيس الايراني الجديد ستضرب إسرائيل إيران وستدخل كل دول المنطقة في حرب كبري ١٠٠٪
استعدوا واربطوا أحزمة الإقلاع.. .. لا تخافوا لكن احذروا
و المحروسة باقية بإذن الله…