إسرائيل في مأزق وبالتبعية الديانة اليهودية التي أعادت استنساخ نفسها كديانة سياسيا وتاريخيا بنسخة صهيونية حديثة تصدرها (قيام دولة إسرائيل).
فأصبحت اليهودية الجديدة ليست يهودية شرائع موسي بل يهودية الانجيلية الصهيونية،والتي يرفضها اليهود أنفسهم اليوم.
مارتن لوثر كينج حينما أسس المسيحية الإنجيلية وقف أمام احتكار الكنيسة الرسمية الكاثوليكية لتفسير الإنجيل قائلا : لكم روما ولي الإنجيل..أي أنه فقط يريد الاجتهاد الشخصي في تفسير الانجيل.
ولم يكن مارتن فقيها أو لاهوتيا كي يناضل من أجل تفسير الإنجيل بل كان كحسن البنا حلقة في مخطط شيطاني كبير سيتم فيه اختزال الديانات خاصة اليهودية في قيام الهيكل ودولة إسرائيل…..
ولم يكن من خطط في الخفاء لقيام دولة اسرائيل من محبي اليهودية أو إسرائيل نفسها..
بل كلهم كانوا سياسيين أوروبيين يؤمنون باستراتيجية طرد اليهود من أوروبا..
والتي كان يتم تنفيذها بطريقتين إما علي طريقة هتلر والنازية بالإبادة..أو علي طريقة دهاة السياسة الأوروبيين كمارتن وبلفور وتيودور هرتزل.
بلفور الذي خدع العالم أنه صهيوني قد صهينه الأسيتون والذي طّور صناعة المتفجرات لأن مكتشفه عالم يهودي هو حاييم وايزمان.
هكذا بدأت إسرائيل ..
شبه دولة تجلس علي حافة بركان بدأت بمأزق خطير هو الخداع والتضليل واللعب الإستراتيجي المؤامراتي الكبير بالتفسيرات التوراتية وإيهام الشعوب البسيطة واللعب علي عُقد أزلية داخلهم من أجل طردهم واستخدامهم كدروع بشرية لمصالح الشركات الرأسمالية الكبري في الشرق الأوسط والبحر الأحمر …
الذين عرفو ثغرات الشعب اليهودي وعُقده الأزلية وعزفوا عليها عزفا شيطانيا محترفا إسمه إسرائيل.
فالشعب اليهودي شعب تراثي ميثولوجي أساطيري من الدرجة الاولي..هو أكتر شعب تمحور حول ذاته وتراثه ، فهو لم يكتفي بشريعة موسي ولا التوراة .. فالتلمود كتاب تفسير لا ينتهي.. لكن أكبر تحريف ميثولوجي تفسير تعرض له الشعب اليهودي هو التفسير الإنجيلي الصهيوني الذي يرفضه الحاخامات اليهود الأرثوذكس أنفسهم…!!!
فالصهيونية تضع إسرائيل فوق موقد النهاية والزوال لأنها لا تدعمه بل هي تلعب علي عُقده التي تصيب إسرائيل من الداخل بشرخ عميق إسمه الانقسام..
الشرخ والتناقض بين المؤسسة الحاخامية والمؤسسة الصهيونية فلق العقل الإسرائيلي حول من يتحدث بإسم الرب.
وهذا انقسام حول قضية جوهرية في عُمق العقيدة الإسرائيلية حول إنشاء الهيكل ومجيء المسيح بين حاخامات تحذر من تلك النبوءات وأنها ستحرق إسرائيل ومؤسسة صهيونية تدعم هذا .
كما أن هناك انقسام ديني علماني فهناك مليون إسرائيلي علمانيين أبناء الحضارة الحديثة حضارة اللذة بلا انتماء بالإضافة ليهود الفلاشة والروس الذين استوردتهم إسرائيل فهم ليسوا يهودا في الأساس..
وهذه هي عُقدة اليهود الأزلية الأولي ( عقدة الهوية) فاليهودي لا يعرف من هو اليهودي.. ؟!! فهو منقسم بين هويته القومية و الدينية وتحديدهما.
اليهودي لا يعبد إلها عالميا واحدا أحد .. بل يعبد إله واحد قومي يجب أن يعرف فقهه الخاص.. يهوة إله الحاخامات أم إله مارتن لوثر كينج..؟!!
إذن عقدة الشعب اليهودي الأولي هي ( الهوية) وهي مرتبطة بعقدته الأزلية الثانية وهي عُقدة (العنصرية) والنهب والاستيطان.
فهو يحلل كل سرقاته لأرض الأمم أو الأغيار لأنهم شعب هذا الههم المختار..
أما العقدة اليهودية الثالثة فهي عُقدة (التيه) و(الخوف) من مصر ومن سيناء…
إسرائيل ترتعب من سيناء والتي تتلازم مع عُقدة الخوف من( الخروج).
فالشعب اليهودي لديه فوبيا ذكري الخروج من مصر والضياع في سيناء لذلك فهم لا يوقعون أي اتفاقيات سلام إلا بالقوة ولا يغادرون مستوطنة..
والنظام العالمي يستخدم هذا الخوف في نفسية دروعه البشرية كي يمسكون في الأرض رغم عدم وجود شرعية للوجود ولا أمال للبقاء.
وعُقدة الخوف من الخروج تتلازم نفسيا أيضا مع العُقدة الخامسة للشعب اليهودي وهي عُقدة الخوف من (الأسر).. بسبب ذكري السبي البابلي علي يد نبوخذ نصر..
ومصر كدولة تعلم جيدا إنها محور هذه العُقد أو كما قال عالم النفس اليهودي فرويد ان الدولة المصرية هي العُقدة الأزلية للشعب اليهودي ..
وحينما زار رئيس المخابرات المصرية حماس ليري أسري إسرائيل بعينه في رسالة مخابراتية للعُقدة أو البطحة التي تعلمتها المقاومة الفلسطينية من مخابرات وجيش مصر بصور تسليم أسري إسرائيل في حرب أكتوبر ببيجامات كستور من عمر أفندي…
وحماس ترعب الإسرائيليين بالخوف من الأسر..
كما تلعب علي عُقدة أخري تعلمتها أيضا من جيش ومخابرات مصر وهي عُقدة ( الهولوكوست) أو الخوف من النار فكانت المدفعية والطيران المصري يلعبوا بنيرانهم فوق خط بارليف علي هذه العُقدة وتعلمتها المقاومة الفلسطينية برعب الصواريخ و البالونات الحارقة.
كل هذه العُقد التي يلعب عليها مؤسس إسرائيل النظام العالمي الجديد هي شروخ تضع منطق عملي قبل أي منطق ميتافيزيقي لفكرة زوال إسرائيل…
لكنه يلعب علي عُقدتها الأكبر والآخيرة وهي( عُقدة الانتحار).. فالشعب اليهودي الذي اخترع القنبلة النووية عبرعالم يهودي هو اينشتاين تعبر عن عُقدة دفينة متلازمة للخوف وهي فكرة الانتحار وتدمير العالم علي طريقة شمشون في العهد القديم…
فلا تعني هذا الشعب الانتحاري المُعقد زوال دولته من عدمه وإلا ما اخترع قنبلة انتحارية ولا انشأ مختبر سيرن لتوليد طاقة فوق نووية توازي الانفجار الأول أو طاقة خلق الكون .