من بضع سنوات شرفت بان أكون أحد المشاركين في أول توثيق اذاعي لرحلة العائلة المقدسة الي مصر واليوم نحتفل بمناسبة دخول العائلة المقدسة الي مصر ، وكيفية الإستفادة سياحيا من مسار العائلة المقدسة وتطرقنا اليها علي انها إرث حضاري للإنسانية ومكسب للسياحة الدينية في مصر بعد ما دعا قداسة البابا فرانسيس مسيحي العالم الي الحج الي مصر.
عرفت مصر منذ فجر التاريخ بأنها واحة الأمن والأمان وموطن الحضارات ومهد الأديان، وخير مثال علي ذلك احتضانها لكثير من أنبياء العهد القديم ومن بينهم إبراهيم ويعقوب والنبي موسي، الذي تهذب بحكمة المصريين، ويوسف الصديق الذي جاء إلى مصر أيام فرعون حتى أصبح وزيراً، بل نجد أكبر مثالاً على أن مصر خطاها الأنبياء والقديسون في رحلة العائلة المقدسة، وقد جابت العائلة المقدسة في البلاد من أقصاها إلى أقصاها لتباركها ولكي تحطم الوثنية بأصنامها وتغرس غرساً روحياً مباركاً يدوم مع الزمن.
من خلال بداية تحرك العائلة المقدسة ودخولها مصر في شمال سيناء من خلال خمسة مراحل وسبعة وعشرون نقطة توقف في ارض الكنانة، التي باركها السيد المسيح والسيدة مريم العذراء عليهم السلام، حيث أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة إلى مصر يعد مشروعًا قوميًا باعتباره محورًا عمرانيًا تنمويًا يقوده قطاع السياحة ويؤدي تنمية هذا المحور إلى تنمية المجتمعات المحيطة بطول المسار والممتد لمسافة 3500 كم ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط، حيث يحوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع وفقًا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
حيث بدأت رحلة دخول العائلة المقدسة من رفح بالشمال الشرقي للبلاد، مرورًا بالفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء” السريان” والبراموس والقديس أبو مقار.
ثم إتجهت بعد ذلك إلى منطقة مسطرد والمطرية، حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ثم مناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجه في وسط مجمع الأديان ، ومنها إلى كنيسة المعادى وهي نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل حيث ظهرت صفحة الكتاب المقدس على سطح المياه مشيرة إلى المقولة الشهيرة “مبارك شعبي مصر”، وصولًا إلى المنيا حيث جبل الطير، ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق وبه أول كنيسة دشنها السيد المسيح بيده، ثم انتقلت إلى مغارة درنكة، ثم العودة مجددًا إلى أرض الموطن عند بيت لحم.
حيث بارك السيد المسيح عليه السلام مصر من مقولته ” مبارك شعبي مصر ” وبمناسبة أعياد الميلاد المجيدة نلقي الضوء علي مسار العائلة المقدسة ومدي أهميته، حيث يعتبر مهما لكثير من المناطق التي تحتاج تنمية، واضافة كبيرة للسياحة المصرية في المستقبل، حيث من المتوقع ومن المنتظر أن يجذب المسار نحو 2 مليون سائح سنويا.
وكل عام ومصر بشعبها بخير وازدهار والإخوة أقباط مصر بخير وسلام، وكل عام وانتم بخير وسلام
عظيمة يامصر السلام والإزدهار